سياسة

هل ينهي إعفاء وزيرة الخارجية الإسبانية الأزمة بين الرباط ومدريد؟

أحدث رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، أمس السبت، تعديلا حكوميا شمل عددا من الحقائب الوزارية، أبرزها وزيرة الخارجية، أرانشا غونزاليس لايا، التي أعفيت من منصبها في خطوة يراها متابعون محاولة من مدريد لتجاوز الأزمة الدبلوماسية مع الرباط، واستعادة مناخ الثقة بين البلدين.

وتمر العلاقات المغربية الإسبانية بأزمة دبلوماسية غير مسبوقة، على خلفية استقبال مدريد لإبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو وموقفها من قضية الصحراء المغربية، إضافة لأزمة المهاجرين التي عرفتها مدينة سبتة المحتلة، انتهاء بقرار السلطات المغربية استثناء موانئ إسبانيا للعام الثاني على التوالي من عملية “مرحبا” والتي تذر أموالا ضخمة للجانب الإسباني.

ويعود قرار إعفاء بيدرو سانشيز لوزيرة الخارجية، للضغوط التي تتعرض لها الحكومة الإسبانية من طرف المعارضة، حيث طالب الحزب الشعبي الإسباني، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، بـ”الاستقالة الفورية” لوزيرة الخارجية الإسبانية، لإدارتها “الكارثية” للأزمة مع المغرب، كما أن الرباط تتهمها بالضلوع في دخول غالي إلى إسبانيا بهوية مزورة.

ويرى خالد يايموت، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في حديث مع جريدة “العمق”، أن إعفاء وزيرة الخارجية الإسبانية من منصبها، ناتج عن الأضرار التي ألحقتها “أرانشا غونزاليس لايا” بالمصالح العليا لإسبانيا مع بعض الشركاء الدوليين، وفي مقدمتهم المغرب.

وأضاف يايموت، أن المعارضة الإسبانية وبعض النخب المركزية في الدولة الإسبانية كانت مع تنحية الوزيرة “أرانشا غونزاليس لايا”، مضيفا أن هذه الفكرة طرحتها بعض الشخصيات التي لعبت دورا مهما في صناعة القرار العسكري والاقتصادي للجارة الشمالية إسبانيا.

وبخصوص ربط مغادرة وزيرة الخارجية الإسبانية لمنصبها بعودة العلاقات، فيرى المحلل السياسي، أنه لا يمكن الربط بينهما لسببين، الأول هو أن المغرب يطرح على إسبانيا بناء علاقات شراكة إستراتيجية جديدة وواضحة مبنية على السيادة المغربية على الصحراء وترسيم الحدود البحرية.

السبب الثاني، بحسب يايموت، هو أن المغرب يطرح هذه الشراكة في ظل تحولات دولية تعيد ترسيم العلاقات بين الحلفاء في البحر الأبيض المتوسط وفي المحيط الأطلسي وإسبانيا تعتبر أن بناء التحالفات الجديدة سيكون على حساب مصالحها ويعيد للمغرب دوره القيادي والجيوستراتيجي فيما يتعلق بالصراع الدولي الخاص بالممرات التجارية الدولية ومراقبة البحار.

وترى صحف إسبانية، أن إعفاء وزيرة الخارجية الإسبانية يهدف إلى إعطاء دفعة جديدة للسياسة الخارجية، واستعادة مناخ الثقة مع المغرب، حيث من المرجح أن يكون هذا الأمر من أولويات الوزير الجديد خوسيه مانويل ألباريس، السفير السابق لإسبانيا بفرنسا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *