اقتصاد، سياسة

بعد الدعم السياسي .. الإمارات تدفع برجال أعمالها للإستثمار في الأقاليم الجنوبية

بعد الدعم السياسي الذي أبدته دولة الإمارات العربية المتحدة للوحدة الترابية للمغرب عبر افتتاح قنصلية لها بمدينة العيون، خلال السنة المنصرمة، باعتبارها أول دولة عربية تتخذ هذه الخطوة، عادت الدولة الخليجية الغنية بالنفط مرة أخرى لإبداء دعمها لأقاليم المملكة الجنوبية وهذه المرة عبر بوابة الاستثمار.

وجاءت هذه الخطوة بعد مشاركة الإمارات في منتدى الأعمال الذي نظمه مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، حيث أكد، في هذا الإطار، القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدة بالعيون بالنيابة، عيسى البلوشي، الاثنين بالعيون، أن بلاده حريصة على الانخراط في مسلسل التنمية الذي تشهده أقاليم جنوب المملكة.

وأبرز البلوشي في تصريح لجريدة “العمق” على هامش أشغال المنتدى، أن افتتاح قنصلية الإمارات في العيون لم يكن من أجل فتح قنصلية فقط بل التأكيد على دعم بلاده لقضايا المغرب العادلة، بالإضافة إلى فتح الفرصة أمام المستثمرين الإماراتيين من أجل استكشاف الفرص الموجودة بالمغرب، وخاصة بالعيون، مبرزا أن هذه الجهة تتوفر على مؤهلات اقتصادية هامة.

وأكد أن المستثمرين الإماراتيين الذين حلوا بالعيون من أجل استكشاف الفرص الموجودة بالجهة عبروا عن سرورهم لما تزخر به المنطقة من مؤهلات وذلك بعد عرض فيلم خلال افتتاح أشغال المنتدى يبرز ما تتوفر عليه المنطقة من فرص للاستثمار في مجالات الطاقات المتجددة والطرق والمواصلات والزراعة، مضيفا أنه بعد نهاية أشغال المنتدى والقيام بالزيارات الميدانية ستكون لهؤلاء المستثمرين نظرة أشمل وأدق.

وشدد المسؤول ذاته في كلمة بمناسبة أشغال المنتدى المنظم تحت شعار “أفق جديد وشراكات جديدة”، على أن هذا المسلسل التنموي يقوده باقتدار الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن انعقاد هذا المنتدى يعكس روح الأخوة المغربية الإماراتية، ويترجم العلاقات المتميزة بين البلدين والتي تمتد في كل أنحاء المملكة، بما فيها الصحراء المغربية.

واعتبر الدبلوماسي الإماراتي أن هذه المرحلة الجديدة من التعاون بين البلدين تتطلع إلى المستقبل عبر جذب استثمارات نوعية بما يعود بالنفع على البلدين وعلى الشعبين الشقيقين، ويعكس رغبة قائدي البلدين، الملك محمد السادس، وخليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، مجددا العزم على المضي قدما في مسار العلاقات الاستثنائية بين البلدين، والرقي بآفاق التعاون لتحقيق الأمن والازدهار لشعبيهما.

وبعدما نوه بالمراتب العليا التي تحتلها المملكة والتجربة الإصلاحية للملك محمد السادس، جدد تأكيد دولة الإمارات العربية المتحدة على مواصلة دعمها للمملكة في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، لاسيما بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة.

أما رئيس مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، جمال سيف الجرواني، فنوه في كلمته بعقد المنتدى في هذا السياق، بالرغم من تداعيات فيروس كورونا وآثاره على المستوى الاقتصادي، داعيا إلى استخلاص دروس هذه المرحلة لتحقيق التنمية المستدامة.

وتأسيسا على ما يجمع الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية من علاقات متينة، تشمل مجالات متعددة، أكد الجرواني، عبر تقنية التناظر المرئي، أن أواصر البلدين “تتعدى الأطر التقليدي”، مضيفا أن البلدين راكما على امتداد السنوات، رصيدا هاما طور إنجازات ملموسة وذات عوائد جد إيجابية على البلدين والشعبين الشقيقين.

وأوضح أن البلدين تحذوهما رغبة مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي عبر وضع آليات واضحة من الجانبين، مشيرا إلى أن مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج يعمل على مد جسور التواصل مع الجهات الحكومية ذات الصلة وكبرى الشركات الاستثمارية وتوجيه الدعوات المستمرة لها للتعريف بالمجلس والأدوار المنوطة به في دعم الاقتصاد.

وخلص إلى أن استكشاف الفرص الاستثمارية الدولية تأتي ضمن اهتمامات أعضاء المجلس، وذلك عبر توثيق الصلات مع كبريات الشركات ذات الجدوى الاقتصادية، ومن خلال تبني مفاهيم جديدة من قبيل مفهوم “الاستثمارات المؤثرة”.

من جانبه، اعتبر رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء سيدي حمدي ولد الرشيد أن منتدى الأعمال بالعيون، هو رسالة إلى الجزائر والبوليساريو بأن افتتاح قنصلية الإمارات بالعيون ليس بناية فقط بل هو بوابة نحو المشاركة في تنمية هذه الجهة، مؤكدا أن المنتدى يعكس حرص دولة الإمارات على تنمية علاقاتها مع المملكة، والتي تشمل الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

وأكد ولد الرشيد أن القنصلية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة بالعيون تعمل على تأسيس علاقات مثلى بين المستثمرين من البلدين، بما يعطي زخما إضافيا إلى العلاقات الاقتصادية، مشيرا إلى انعقاد هذا الحدث بالعيون يزكي الدينامية القوية لهذه الحاضرة وانفتاحها على محيطها العربي والإفريقي والدولي.

ويشهد المنتدى تنظيم عدة ورشات من طرف الوكالة المغربیة لتنمیة الاستثمارات والصادرات، وفاعلين في عدة قطاعات رئیسیة، وتروم تسليط الضوء على الإمكانات الاقتصادية لجهة العيون-الساقية الحمراء، وتنكب على استعراض أبرز الضروريات التي یحتاجھا تطویر السوق المحلي، وأیضا المؤھلات التي یمكن للمملكة المغربیة أن توفرھا للإمارات العربیة المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *