منتدى العمق

من أجل المشروع، بين منطق القطيع ومنطق المقاومة !

تختلف ردود الفعل للمناضلين في حزب العدالة والتنمية في التعاطي مع الخروقاتالتنظيمية خاصة التي تمكن لفئة المتسلقين،  اصحاب المصالح ، ذوي القناعة انا وبعديالطوفان ، الذين يتقنون فن الكولسة  بل ابدعوا فيه الى حد  اصبحوا قادرين على فعلاي شيء دون حياء واعتبار للاخرين ، ودون ترك ادلة مادية تدل على فعلهم الشنيع ،المتموقعون  في الهيئات التنظيمية والمجالية ، جاثمين عليها كحراس المعبد ، يشدهمالخوف ان يتسلل احد على حين غفلة منهم فيربك  حساباتهم التي اغرقوا في التحضيرلها ورتبوا كل شيء من اجلها . نعم امام  هؤلاء نجد ان مناضلوا  ومناضلات الحزبفيهم يختصمون .

الفىة الاولى يمكن ان نطلق عليها ، جيل  القطيع . والقطيع هنا له وصفان ، وصف سلبيواخر ايجابي . فاما القطيع السلبي ، فهم الذين  عادة من يتمثلون سلوك اشخاص تجاهاصحاب اولاياء نعمتهم . والنعمة هنا تكون متبادلة ، كما يقول الالمان ، كل يد تغسلالاخرى ، حيث ان اصحاب النعمة ، يدعمون بشكل او باخر قطيعهم بالعلف الثمين ،وترتيب ( الكوري المناسب ) ، والرعاية الدائمة ،مما يجعل العلاقة تتوطد بالاستئناس فيالطبع ، ويتم تبادل الافكار والخطط لتحصين المكاسب ورد كل خطر يهدد . القطيع هذاجاهز لاي شيء لينفذه من طرف صاحب نعمته ودون تردد . الفيصل فيما قلت هو داومالنعمة ليس الا .

اما القطيع الايجابي ، فقد اكتسب هذه الايجابية ، ليس لانه  يستطيع تغيير شيء اوتقويمه او اصلاحه ، وانما لانه حبيس مفاهيم طوباوية ، لا علاقة لها بالفعل السياسي.كان يستحضر كل معاني المصلحة العليا ، وسلامة الموسسات ، وتغليب المثالية فيتنزيه الاشخاص عن الضعف ، ويصل به الحال الى التقليل احيانا من شانه وشانه منيستحقون الدعم بدعوى تجنب تزكية النفس بالاغراق في منطق ( انا لا نولي امرنا هدامن طلبه ) ، وفي منطق ( الله عارف مول الدرهم ) . هولاء اجدهم شخصيا ، لم يفهموا بعدخصوصيات العمل الحزبي والسياسي ، امام العمل الجمعوي والخيري والدعوي . العمل السياسي يقوم على التعاقد بين الفاعل الحزبي والمواطنين . التعاقد على توليالامر والمشاركة في التدبير و في كل السلط التي يمنحها الدستور من اجل الاصلاح طبعايقابل هذا تعويضات قد تقل او تكثر بحسب المسوولية . التعاقد السياسي كذلك ، و حتىدون تعويضات ، يفرض على صاحبه ان يلتزم باخلاق المهمة السياسية ، من صدق ووفاءوربط المسؤولية بالمحاسبة ، والكفاءة ( اللهم ولي امورنا خيارنا ) .وهنا لا يمكن ان يتركالمجال للعبث ، كان تحدد بالتفصيل ، عند الترشيح للمهمة ، السيرة الذاتية للاشخاص ،مفصلة ، تتضمن مستواهم العلمي ، وتاريخهم  النضالي ، وانجازاتهم التنظيميةوالسياسية ، مع استحضار معالم في طريق النضال ، كالجاهزية ، والسمعة الطبية ،والمصداقية . وهنا وجب التقيد اولا وقبل كل شيءٍ بهذا . ولا يمكن ان يفرز التداول غيرالافضل ،لا يمكن ان يتوجه النقاش الى تزكية فلان او فلانة على حساب الاخرين. المنطقالسياسي لا يحابي احدا ويتحاكم  الى قرارت واضحة . واستغرب كيف ان الموسساتالحزبية منذ بدا تكوينها الى مشاركتها في السلطة ، تخضع الى تنظيم اداري دقيق لايمكن ان يمنحها شيء لا تستحقه او ياخد منها شيء تستحقه . اتكلم عن التدبير الاداريفي الحالة السليمة الطبيعية وليس في الحالة التي يكون فيها التدبير فاسدا . قلتاستغرب للانضباط التي تعيشه الاحزاب لقرارت سلطة الرقابة حتى انه قد يتم عزللمنتخب هنا او هناك للاشتباه في انعدام الكفاءة ويتم التحقيق في الامر بشكلٍ فوريالى ان يصدر حكم قضائي تكون معه الادانة او البراءة . العمل السياسي في جوهره لايقبل التطبيع مع الفساد داخل الموسسات الحزبية باي شكل من اشكاله ، لانها هي التيسوف تخرج الى الميدان لتعقب الفساد في المجتمع وفي كل  مؤسساته( ان الله لا يصلحعمل المفسدين ) .

الى كل الذين ، للاسف اعتبرهم مكونا للقطيع الايجابي ، اقول انكم اخطر على الحزب منالدين يمارسون الكولسة ويشتغلون  لمصالحهم فقط . فانتم بصمتكم تعطونهم الشرعيةليزيدوا في تحكمهم ونشر شرهم . وانصحكم ان تبحثوا لكم عن اقرب جمعية ،لتنخرطوافيها ، وتقدموا العون والخير لمن يحتاجه ، بشكل تطوعي دون اي تعاقد . وحتى ضمنهدا العمل الجمعوي انصحكم الا تقيموا شراكات مالية او مؤسساتية لانه سوف تفرضعليكم  تلك الشراكة الالتزام بالاداء الاصوب والاختيار الاصوب وهذا لستم له اهلا ،ستفسدون من حيث انكم تظنون انكم تصلحون .

واخيرا وليس اخرا ، هناك الفئة التي تقاوم هولاء الفاسدين داخل الحزب . يقفون لهمبالمرصاد ، يفضحون الاعيبهم ، يحاولون ان يقطعوا عليهم الطريق حتى لا يؤذوا اخرين ،وحتى ينكشف امرهم ويعرفهم المناضلون والمناضلات  . هذه الفئة تحررت من كل قيودالجبن والحسابات الضيقة بامكانية صفاء العلاقات مع الاشخاص في افق الحصول علىالدعم او التزكية ، كما انها لا يهمها غضب فلان حتى لو كان من القيادة ، بوصلتهاالوحيدة ، هي الكفاءة قبل القرابة، والنضال قبل التملق ، والمصداقية قبل المحاباة . انهاالفئة التي تضمن بقاء مشروع الحزب نقيا صافيها خالصا منسجما مع ادبياته ،منسجما مع اهدافه ، منسجما مع مرجعيته . الفىة التي تناضل من اجل مصلحة المشروع، لانها تومن انها لو فرطت سيتطلب ذلك اضاعف الجهد واضعاف الوقت للتاقلم مع حالةالفساد التي قد يصل اليها . انها الفىة التي ترفع شعار لافتة من لافتات احمد مطر ( بشيء من التصرف ) ،

يحيى حزب العدالة والتنمية  ،

نضحي ليحيى مشروع حزب العدالة والتنمية ،

ثم تسال ، يحيى لمن ؟

فيكون جوابها ،

ان لم يكن بنا الحزب  كريما آمنا ،

وان لم يكن بنا الحزب محترما ،

وان لم يكن بنا الحزب حرا ،

فلا عشنا ولا عاش الحزب  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *