مجتمع

الجفاف يتهدد واحات الجنوب الشرقي.. وحقوقيون يطالبون بتشديد الرقابة على استنزاف الثروة المائية

ابتسام داحو – صحفية متدربة

تستمر مشاكل العطش واستنزاف المياه الجوفية بالجنوب الشرقي عامة وبالرشيدية على وجه الخصوص، حيث سجل انخفاضا حادا في مستوى الفرشات المائية وذلك راجع إلى توالي سنوات الجفاف وانتشار الضيعات الفلاحية لكبار المستثمرين في المساحات المترامية على أطراف الطريق الوطنية رقم 13 والطريق الجهوية وعلى سفوح جبال الأطلس الكبير التي تستغل المياه الجوفية بدون عقلنة.

وطالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الرشيدية، في بيان لها، بالتدخل السريع لوقف هذا الاستهلاك غير العقلاني للمياه الجوفية بالمنطقة وحماية الواحات من الدمار باعتبارها فضاء للاستقرار نتيجة للارتباط الساكنة بها ارتباطا وجدانيا ووجوديا ولقيمتها الحضارية والتاريخية فضلا عن دورها الإيكولوجي الهام للتنوع البيولوجي لكافة الكائنات الحية، كما أنها تحمل المسؤولية الكاملة للسلطات لما ستؤول إليه الأوضاع بالمنطقة.

وأكد البيان على ضرورة تشديد الرقابة على استنزاف الثروة المائية وتقنين الاستهلاك المفرط الذي تتعرض له والذي خلف انعكاسات خطيرة كانقطاع الماء الصالح للشرب بشكل متكرر وشبه مستمر مما يضاعف معاناة الساكنة لاسيما في موجة الحر التي تعيشها المنطقة، كما دعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الرشيدية كافة القوى الحية بالمجتمع المدني لتكثيف الجهود وتوحيدها لوقف نزيف الفرشات الباطنية والنضال لضمان حق سكان الواحة في البقاء .

وشددت الجمعية على أهمية الماء كحق مرتبط بالحقوق الأخرى وعلى رأسها الحق في الحياة لكونه الحق المقدس الذي تقع مسؤولية ضمانه على الدولة، لذا فهي ملزمة بتوفير هذه المادة الحيوية والضرورية للحياة والاستقرار والتنمية وكذلك لحماية السكان من الجفاف والتصحر وتجنبا لأي نزوح جماعي أو انفلات أمني خصوصا وأن المياه المستنزفة من قبل ملاك الضيعات غير قابلة للتجديد نظرا للطبيعة الجيولوجية للمنطقة.

يشار إلى أن أزمة العطش لا تقتصر فقط على مدينة الرشيدية بل تتجاوزها لمناطق مجاورة عديدة كتنجداد، كلميمة، مدغرة، عرب صباح أرفود، الريصاني، بوذنيب وتاديغوست.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *