مجتمع

حصري.. الطاقة الاستيعابية لأسرة “كوفيد19” بمراكش تقترب من الملء الكامل

تقترب الأسرة المخصصة لمرضى كوفيد19 بمراكش من الامتلاء الكلي مما ينذر بانهيار جديد للمنظومة الصحية بالمدينة الحمراء، إذا لم تتدارك وزارة الصحة الوضع، وذلك بعد وصول نسبة الملء لما يفوق 90% وفق ما أفاده أكثر من مصدر طبي لجريدة “العمق”.

ووفق المصادر المتطابقة والموثوقة، تعرف الأسرة المخصصة لمرضى كوفيد19 بكل من مستشفى ابن طفيل والمامونية نسبة ملء بلغت 100 في المائة، فيما وصلت نسبة ملء الخيمة التي نصبها في مركن السيارات بمستشفى ابن طفل إلى 78%.

وتعرف المدينة الحمراء تصاعدا في عدد المصابين بفيروس كورونا خلال الأيام الأخيرة، حيث سجلت اليوم الاثنين وفق تقرير وزارة الصحة 400 حالة إصابة، فيما بلغ عدد الإصابات الجديدة على مستوى جهة مراكش آسفي 894 إصابة جديدة اليوم الاثنين، و10 حالات وفاة 6 منها في مراكش.

وكانت مدينة مراكش صيف السنة الماضية قد عاشت أسابيع سوداء بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد، وكان مستشفى ابن زهر النقطة السوداء في المنظومة الصحية بالمدينة الحمراء، حيث تناقل يومها مواطنون صورا لمرضى يفترشون الأرض في مرآب المستشفى وآخرين داخل القاعات، وقاعات تضم الرجال والنساء بشكل مختلط ومكتظ.

وأطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يومها حملة بعنوان “مراكش تختنق”، مما أسفر عن عقد مجموعة من الاجتماعات بمقر ولاية الجهة من أجل إنقاذ الوضع، واضطر وزير الصحة خالد آيت الطالب بناء على تعليمات عليا من الحلول بمدينة مراكش، وهي الزيارة التي حملت مجموعة من الانتقادات بسبب ما أسفرته يومها من “إجراءات ترقيعية” لم تعالج أصل المشكل.

ويذكر أن الوضعية الوبائية بالمدينة الحمراء والتي تصفها مصادر صحية بـ”المقلقة”، دفعت وزير الصحة خالد آيت الطالب الحلول بالمدينة الحمراء يوم الجمعة الماضي، لتدارس الوضع مع والي الجهة، وذلك وسط تكتم شديد من طرف مصالح وزارة الصحة، حيث لم تفصح لحدود الساعة عن الإجراءات المتخذة لإنقاذ المدينة الحمراء من تكرر انتكاسة السنة الماضية.

وتشير المعطيات التي جمعتها جريدة “العمق”، إلى ظهور بؤر وبائية في مؤسسات صحية راح ضحيتها عاملون بهذه المؤسسات، إضافة إلى امتلاء الطاقة الاستيعابية لمستشفى ابن الزهر المعروف باسم المامونية، وذلك بعد إعادة تخصيصه كليا لكوفيد19، فيما توشك الطاقة الاستيعابية للمركز الاستشفائي الجامعي من الامتلاء من جديد.

هذا، تم اكتشاف خلال الساعات الأخيرة بؤرة وبائية في المركز الصحي الموقف المخصص لتلقيح المواطنين ضد الفيروس، وقررت السلطات الوصية إغلاق المركز بعد إصابة مجموعة من العاملين فيه بفيروس “كورونا”.

إلى ذلك، سبق لجريدة “العمق” أن كشفت في خبر حصري اكتشاف بؤرة وبائية داخل المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، بعد تسجيل مجموعة من الإصابات في صفوف أساتذة أطباء وأطباء مقيمين وممرضين، مما أدى إلى اشتغال إحدى المصالح بأقل من نصف طاقمها.

وأكدت مصادر متطابقة أن الاجتماع الذي عقده الوزير مع مسؤولين في السلطة الولائية ومصالح وزارة الصحة، خلص إلى إقامة مستشفى ميداني في مراكش، وذلك على بعد أشهر قليلة من تفكيك المستشفى الميداني الذي أقيم السنة الماضية داخل مستشفى ابن طفيل بعد تدهور الحالة الوبائية بالمدينة الحمراء.

وفي السياق ذاته، أخرجت التطورات الوبائية مؤخرا أطر مستشفى ابن زهر بمراكش من صمتها، لتدق ناقوس الخطر وتحذير إدارة المستشفى من وقوع “فضيحة مماثلة لما وقع السنة الماضية”، ودعتها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل فوات الأوان.

وأفاد مصدر موثوق من داخل مستشفى ابن زهر المعروف محليا باسم المامونية، لجريدة “العمق” أن جميع الأسرة التي كانت مخصصة لمرضى كوفيد19 امتلأت عن آخرها، وتم تخصيص مصلحة أخرى من أجل استقبال مرضى كوفيد.

وفي هذا الصدد، أوردت مراسلة المكتب المحلي للجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل بمستشفى إبن زهر ، توصلت جريدة “العمق بنسخة منها، أن الأخير “يتابع بقلق بالغ تواتر الأحداث بمؤسستنا و تصاعد حدة الضغط عليها من خلال تزايد مرضى كوفيد-19 الوافدين للاستشفاء”.

وأبرز أن عدد المرضى المتوافدين على المستشفى “أصبح يشكل عبئا إضافيا على الأطر الصحية، التي ما فتئت تقدم التضحيات تلو التضحيات في مواجهة الجائحة في ظل النقص الحاد في صفوفها، و القصور الملحوظ في حمايتها و عدم توفير عدد من الأدوية الحيوية و المعدات الإستعجالية مما يُعرض الأطر الصحية و المرضى – على حد سواء – للخطر”، على حد تعبير المراسلة.

ودعا المكتب المحلي للجامعة الوطنية للصحة إدارة مستشفى ابن زهر إلى التعجيل باتخاذ الإجراءات اللازمة وتصحيح الوضع “لكي لا يتكرر يتكرّر ما وقع السنة الفارطة” ومن أجل “الحفاظ على سلامة العاملات والعاملين والمرضى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *