سياسة

الغالي يرد على التأويلات “المنحرفة” للمبادرة الملكية: ليست اعترافا بخطيئة بل التزام صادق

رد أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري بجامعة القاضي عياض مراكش، محمد الغالي على الردود الإعلامية الجزائرية اتجاه المبادرة الملكية الداعية لطي صفحة الماضي وفتح الحدود بين البلدين، ووصف الغالي المواقف الجزائرية بـ”المذمومة” و”التأويلات المنحرفة”، وأن المبادرة الملكية “ليست اعترافا بالخطيئة من أجل صفح فاقد للهوية والأصل”.

وقال مدير مختبر الأبحاث القانونية وتحليل السياسات بجامعة مراكش، في تدوينة له على موقع “فيسبوك”، إن “دعوة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 22 لعيد العرش وما لذلك من أبعاد تاريخية ورمزية ووجدانية إلى الحاكمين لدولة الجزائر بفتح صفحة جديدة تقوم على الثقة والحوار وحسن الجوار، ليست دعوة مجانية هدفها التودد، أو اعتراف بخطيئة من أجل صفح فاقد للأصل والهوية، أو خطاب للاستهلاك الإعلامي أو غيره، كما حاولت أقلام غير بريئة ليس لها من هدف سوى إدامة الأزمة بين دولتي المغرب و الجزائر والاسترزاق على آلام الشعوب و معاناتها”.

واعتبر أن المبادرة الملكية نابعة من “الالتزام الصادق للمؤسسة الملكية في المغرب والتزامها من أجل الخير المشترك لشعوب المنطقة، وإنعاش آمالها وتطلعاتها المستقبلية”، وانتقد محاولات “تكريس تأويل منحرف ومغرض لمضامين الخطاب الملكي بمناسبة هاته الذكرى في الاتجاه المذموم وغير المحمود”.

واعتبر الأستاذ الجامعي في تدوينته المعنونة بـ”حتى لا تنفرد التأويلات المذمومة بتفسير مضامين الخطاب الملكي  وتحريف محتواه في الاتجاه الذي يخرج مناطه عن ما فيه الخير المشترك للشعبين المغربي والجزائري!!!”، إن “الدعوة الملكية لها أبعاد إستراتيجية تتعلق بالتحولات الجيوسياسية المستجدة التي تعرفها المنطقة المغاربية، والتي يتطلب مواجهتها تضافر وتعاضد والتقائية جهود مختلف الأطراف المعنية بشكل مباشر ومنها دولة الجزائر”.

أبرز أن “المملكة المغربية بالنظر إلى مسؤولياتها التاريخية وعمقها الاستراتيجي لا ترغب في وضع إستراتيجية متفردة لحماية أمنها القومي في مختلف مستوياته الإقتصادية والجغرافية والعسكرية وغيرها”، مشيرا إلى التطورات الأخيرة إثر اندلاع أزمة الكركرات  أثبتت أن المملكة المغربية قادرة على ذلك.

وتابع الغالي “ولكن المملكة المغربية مقتنعة بأن حماية الأمن القومي لشعوب المنطقة المغاربية في إطار قيم التضامن والفعالية والنجاعة رهين بتعاون جميع الدول في إطار منظومة متكاملة ومندمجة للأمن القومي الجماعي، وعليه الفرصة قائمة بقوة الآن لسلك هذا الاختيار والعمل المشترك عليه، وإلا ستتحول هاته الفرصة في المستقبل المتوسط إلى مخاطر وتهديدات سيصعب إن لم نقل يستحيل دفعها واتقاء تداعياتها المدمرة”.

وأضافت أن المملكة المغربية مادامت واعية كل الوعي بمدى هاته التحولات وأثرها في المدى المتوسط والبعيد فلا يمكنها أن تبقى حبيسة عقيدة الانتظارية بل ستتحرك بشكل فردي وما ذلك عليها بعزيز، و مع من يستوعب آفاق و فرص دعوتها للتقارب والعمل المشترك في إطار قواعد حسن الجوار لكن دون أن تلام على ذلك و هي السباقة و المبادرة إلى دعوة المعنيين بضرورة العمل المشترك الآن وليس غدا من أجل خير شعوب المنطقة وإنعاش آمالها وتطلعاتها المستقبلية”.

وشدد الغالي في تدوينته على أن الحاكمين في الجزائر إذا لم يستطيعوا مرة أخرى التغلب على مختلف العوائق خاصة الذاتية من خلال مختلف الصور النمطية ومختلف الأحكام والقوالب المرجعية الجاهزة (Des Stéréotypes)، فإنهم لن يستطيعوا اكتساب المناعة الضرورية لقبول مثل هذا النوع من الدعوات و المبادرات إلى العمل المشترك في إطار قواعد حسن الجوار ووحدة المصير المشترك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *