منتدى العمق

جرسيف/قرية ارشيدة: تتنفس تحت أكوام النفايات الصلبة

يبدو أن الساهرين على تدبير الشأن العام المحلي ٲصيبوا بالضربة القاضية من جراء الروائح الكريهة المنبعثة من النفايات التي تؤثت أزقة وأحياء دواوير الجماعة ولذلك لم يحالفهم القدر في مقاومة ظاهرة النفايات. بل إن المجلس الجماعي مني بهزيمة قاسية أمام الزحف المتواصل لهذه الظاهرة وفر بجلده إلى قبة الجماعة في انتظار (سيدنا قَدَرْ)، ولعل البرهان على ذلك، تلك الصور التي أصبحت حديث القاصي والداني هذه الأيام٬ خصوصا أيام عيد الأضحى المبارك. فمتى يستفيق المجلس من سباته العميق وهل لديه رؤية وتصور لتدبير قطاع النظافة أم أنه في دار غفلون؟ أسئلة وأخرى يطرحها المواطن حول ما آلت إليه الأوضاع في القطاع البيئي.

إن ما يشاهده سكان قرية ارشيدة وزوارها يوميا عن قرب خلال أيام عيد الأضحى الذي تزامن والعطلة الصيفية و حتى قبلها يجلب العار للمجلس القروي لِلجماعة الترابية لمريجة ٬ حيث ٲن المئات من الأكياس البلاستيكية من الحجم الكبير تجثم وهي مكدسة بالنفايات بكل مكان خاصة الأزقة و جنبات الطرق .
الوضع البيئي بقرية ارشيدة يتفاقم ويزداد تدهورا بسبب الإنتشار الواسع و الفظيع للأزبال والنفايات في جل المناطق والأحياء، حيث أن ظاهرة أكوام الأزبال أصبحت منتشرة في كل أرجاء القرية وجنبات طرقها٬ مهددة بذلك السلامة الصحية للسكان. وذلك في ظل غياب تصور ورؤية لتدبير قطاع النظافة بالإضافة إلى عدم وجود شاحنة وحاويات للنفايات، مما جعل قرية ارشيدة في صيف 2021 تغرقُ في الأزبال.

ففي الوقت الذي كان لزاما على السلطات و المجلس القروي إيجاد حلول لهذه الكارثة البيئية، لوحظ واضحا بأن السلطات و المنتخبين المسؤولين عن الشأن المحلي في سبات عميق، غائبون عن تداركِ الوضع، مما جعل من قرية ارشيدة عاصمة للأزبال بامتياز وحطمت الرقم القياسي لموسوعة گنيس للأرقام القياسية، وذلك لعدم اتخاذهم لأي إجراء أو مبادرة لرفع المعاناة التي تعيشها الساكنة من جراء هذه الكارثة البيئية التي أصبحت تدق ناقوس الخطر ،بحيث أن الوضع أصبح ينذر باحتمال وقوع كارثة بيئية يمكن أن تنعكس سلبا على صحة الساكنة خاصة الفرشة المائية

ويشار أنه مشكل النفايات سبق لنا أن تطرقنا له سابقا عبر مقالات وتدوينات فيسبوكية حينها تلقينا وعودا من طرف نائبة الرئيس مفادها أن المجلس الجماعي يفكر في مشروع لحل مشكل النفايات وسينزل في القريب على الأرجح نهاية شهر أكتوبر من سنة 2018، لكن ولحد كتابة هاته السطور وبعد مرور ثلاث سنوات على تلك الوعود الكاذبة تأكدنا بل زاد يقيننا بأن الجماعة تسير كسفينة بلا ربان تلاطمها الأمواج من كل جانب نتيجة غياب مفزع لروح المبادرة والحس بالمسؤولية من القائمين على شؤونها … ومن البديهي في ظل هذا الوضع المزري أن نصرخ أمام من باع لنا القرد وخان الوعد والعهد وترك القرية يلفها التهميش و النسيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *