سياسة

بعد ساجد ولشكر .. بنحمزة يهاجم تشكيلة الحكومة

يبدو أن تخلي حزب العدالة والتنمية عن حزب الاستقلال، لن يتقبله هذا الأخير بالسهولة التي يظنها البعض، حيث اعتبر عادل بنحمزة الناطق الرسمي باسم الحزب أن الحكومة التي يعمل رئيسها عبد الإله بنكيران على تشكيلها لن تساهم سوى في توسيع هامش مقاطعة السياسة والأحزاب.

وانتقد بنحمزة في مقال نشره على جريدة الحزب الرسمية، تشكيلة الحكومة الجديدة / القديمة، قائلا إنها مكوّنة من مشروعين ورؤيتين متناقضتين، مشيرا أن “السلطة التنفيذية التي من المفترض أن تكون موحدة كما هي العادة في كل الدول الديمقراطية، يظهر للجميع اليوم، أنها ستنطلق على وقع انقسام حاد وواضح، بشكل سيكون له بالغ الأثر على المرحلة المقبلة”.

وأشار الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، أن تخفي الفاعل السياسي، في إشارة إلى بنكيران وراء مصطلحات من قبيل “القوة القاهرة”، هو تأجيل فقط لمواجهة مفروضة عليه، ولن “تستطيع اللغة أن تحجب واقعا سياسيا لم يعد بالإمكان إخفائه في زمن الانتشار الواسع للمعلومة، وفي زمن هيمنة “سلطة” الشبكات الاجتماعية التي تساهم بشكل يومي في رسم وعي جديد ستظهر نتائجه في المستقبل”.

وعبر بنحمزة عن رفضه للطريقة التي أدار بها رئيس الحكومة المفاوضات، مشيرا أن “عادة تشكيل الحكومات يتم بين أحزاب تتقاسم نفس الرؤية للسياسة الاقتصاد والمجتمع، بالطبع ليس ضروريا تطابق وجهات النظر تلك، لكن أيضا ليس مقبولا أو مفهوما أن تتشكل الحكومات من أطراف متناقضة بشكل لا يمكن إخفائه أو مواصلة إخفائه، وهذا ما يظهر اليوم في الاتصالات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف، حيث أن السمة الغالبة على تلك الاتصالات هي أنها تتم بمنطق المفاوضات التي تجمع عادة الخصوم و”الأعداء”.

واختتم المصدر ذاته مقاله بالقول إن “الديمقراطية معركة مستمرة، ولعل النخب السياسية والحزبية الحقيقية اليوم تعرف أن الديمقراطية يمكن بنائها بالتوافق، لكن التجربة أثبتت أنه لا يمكن بنائها بأنصاف الحلول، وعليه فإن ما يجري اليوم هو فقط رأس جبل بنية سياسية إقتصادية بحاجة إلى معالجة واقعية، تعتمد على خطاب الوضوح وعلى الحلول الكاملة والواضحة، وعلى توافقات جادة تضمن استدامة الحلول المتوافق عليها، بشكل يعالج بوضوح الاختلالات البنيوية التي تشكل عنوان أزمة ممتدة بخصوص السلطة والديمقراطية في بلادنا”.