مجتمع

المغرب يخلد ذكرى استرجاع وادي الذهب.. والكثيري: مفخرة ملهمة للأجيال الجديدة

يخلد المغرب، اليوم السبت، الذكرى الـ42 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، في محطة تاريخية حاسمة في مسيرة استكمال الاستقلال الوطني واسترجاع المناطق المحتلة.

ففي مثل هاذ اليوم من سنة 1979، حلت بالعاصمة الرباط وفود علماء ووجهاء وأعيان وشيوخ سائر قبائل إقليم وادي الذهب، لتجديد وتأكيد بيعتهم للملك الراحل الحسن الثاني، وتأكيد تمسكهم بمغربيتهم وتشبثهم بالانتماء الوطني، ما شكل ضربة موجعة لأعداء الوحدة الترابية للمملكة.

وألقت حينها وفود مدينة الداخلة وإقليم وادي الذهب بين الملك الراحل الحسن الثاني، نص البيعة، حيث خاطبهم الملك بالقول: “إننا قد تلقينا منكم اليوم البيعة، وسوف نرعاها ونحتضنها كأثمن وأغلى وديعة”، قبل أن يقوم السلاح على وفود القبائل، في إشارة رمزية إلى استمرار الكفاح من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية.

وأضاف الحسن الثاني في خطابه قائلا: “منذ اليوم، بيعتنا في أعناقكم ومنذ اليوم من واجباتنا الذود عن سلامتكم والحفاظ على أمنكم والسعي دوما إلى إسعادكم، وإننا لنشكر الله سبحانه وتعالى أغلى شكر وأغزر حمد على أن أتم نعمته علينا فألحق الجنوب بالشمال ووصل الرحم وربط الأواصر”.

وبعدها بأشهر قليلة، قام الملك الحسن الثاني بزيارة تاريخية رسمية إلى المنطقة بمناسبة احتفالات عيد العرش، وهو ما شكل تتويجا لمسار كفاح وتحرير وطني لكافة الأراضي المغربية، بدءا بمدينة طرفاية عام 1958، ثم سيدي إيفني في 1969، وبعدا الأقاليم الجنوبية عبر المسيرة الخضراء سنة 1975، وأخيرا استرجاع وادي الذهب يوم 14 غشت 1979.

وفي هذا الصدد، اعتبر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن الذكرى الثانية والأربعين لاسترجاع إقليم وادي الذهب، تشكل محطة تاريخية وازنة في مسلسل استكمال الوحدة الترابية للمملكة.

وقال الكثيري في كلمة ألقاها عبر تقنية التناظر المرئي، خلال لقاء نظمته بالداخلة، النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بهذه المناسبة، إن 14 غشت 1979 هي ذكرى مجيدة طافحة بأسمى القيم الوطنية الخالصة.

وأوضح أن “ما تجسده هذه الذكرى من معان ودلالات رمزية عميقة تنبض بما يخالج النفوس من مشاعر التمسك بالمقومات الأصيلة والثوابت الخالدة والذود عن حمى الوطن ووحدته الترابية”.

ويرى المتحدث أن هذا الحدث يمثل “مفخرة وعبرة ملهمة للناشئة والأجيال الجديدة حتى تظل على ارتباط وثيق بقيم الوطنية الصادقة والتضحية اللامشروطة وروح المواطنة الإيجابية للدفاع بشكل أفضل عن المصالح العليا للبلاد”، داعيا إلى “استلهام ما يزخر به موروثنا التاريخي والحضاري من دلالات عميقة وأبعاد رمزية في مسيرات الحاضر والمستقبل”.

وأشار إلى أن مسلسل صيانة وتثبيت الوحدة الترابية يتواصل اليوم بقيادة الملك محمد السادس الذي أعطى لتنمية الأقاليم الجنوبية وتحصين الوحدة الترابية للمملكة أولوية كبرى، كما تجسد ذلك خطبه وزياراته الميمونة المتعددة للأقاليم الجنوبية ومبادرة الحكم الذاتي الموسع في ظل السيادة المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *