سياسة

بلعمشي: خطاب الملك وضع النقاط على الحروف في علاقات المغرب الدولية

اعتبر أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، عبد الفتاح بلعمشي، أن الخطاب الملكي، اليوم الجمعة، بمناسبة الذكرى الـ68 لثورة الملك والشعب، جاء لوضع النقاط على الحروف بخصوص علاقات المغرب الدولية.

وقال بلعمشي خلال استضافته على القناة الأولى، مساء اليوم الجمعة، إن خطاب الملك يشير إلى أن السياسة الخارجية الناجحة هي تلك التي تمتلك العلاقات الواسعة والإشعاع المتعدد الأبعاد فيما يتعلق بتطوير أسلوب السياسة الخارجية وتعزيز مكانة الدولة في التوازن الإقليمي.

وأوضح أن المغرب مستهدف لأن القواعد الجيو الاستراتيجية في شمال إفريقيا تغيرت، لافتا إلى أنه لا يمكن للمغرب أن يقبل بتلك الإملاءات التي أشارت إليها الملك، في بعض التقارير الصاردة عن الدول المغاربة، والتي ترى في التنمية بالمغرب والتطور الحاصل فيه إخلالا للتوازن في المنطقة.

ويرى المحلل السياسي أن الملك حينما يتحدث بهذه اللغة، فهو يضع النقط على الحروف، ويريد أن يؤكد بأن ما يقدمه المغرب للمجتمع الدولي وفي إطار الشراكة الدولية ومن تعاون مع هذه الدول، يجب أن يقابله التزام مماثل من تلك الدول وأن تفهم بأن قواعد اللعبة قد تغيرت.

وشدد على أن الخطاب الملكي هو امتداد لما أشار إليه الملك في خطاب 2016 بالقمة المغربية الخليجية، بأن المغرب ليس محمية لأحد وأنه ماضٍ في تنويع شراكاته الاستراتيجية والاقتصادية”.

وتابع قوله: “لا أدل على ذلك من التطور في العلاقات المغربية الأمريكية، وما يقوم به المغرب من جهد جبار في العمق الإفريقي، ما خلق فعلا التميز مع الدول الجارة في المنطقة المغاربية”.

يُشار إلى أن الملك محمد السادس، قال في خطابه، مساء اليوم، إن المغرب يتعرض لهجمات مدروسة، في الفترة الأخيرة، من طرف بعض الدول والمنظمات المعروفة بعدائها لبلادنا.

وأكد أن “المغرب مستهدف لأنه دولة عريقة ، تمتد لأكثر من إثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل؛ وتتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من أربعة قرون، في ارتباط قوي بين العرش والشعب”.

المغرب مستهدف أيضا، يقول الملك محمد السادس، “لما يتمتع به من نعمة الأمن والاستقرار، التي لا تقدر بثمن، خاصة في ظل التقلبات ، التي يعرفها العالم”.

وبالمقابل، قال الملك، إنه “رغم ذلك، فالمغرب والحمد لله، معروف بسمعته ومكانته، التي لا نقاش فيها، وبشبكة علاقات واسعة وقوية، ويحظى بالثقة والمصداقية، على الصعيدين الجهوي والدولي”.

وزاد قائلا: “يتعرض المغرب، على غرار بعض دول اتحاد المغرب العربي، لعملية عدوانية مقصودة”، مشددا على أن “أعداء الوحدة الترابية للمملكة، ينطلقون من مواقف جاهزة ومتجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا”.

وقليل من الدول، يضيف الملك، “خاصة الأوروبية، التي تعد للأسف من الشركاء التقليديين، تخاف على مصالحها الاقتصادية ، وعلى أسواقها ومراكز نفوذها، بالمنطقة المغاربية”.

وأضاف الملك: “كما أن بعض قياداتها، لم يستوعبوا بأن المشكل ليس في أنظمة بلدان المغرب الكبير، وإنما في أنظمتهم، التي تعيش على الماضي، ولا تستطيع أن تساير التطورات”.

وقد أبانت الشهور الأخيرة، يضيف الخطاب الملكي، أن “هذه الدول تعرف ضعفا كبيرا، في احترام مؤسسات الدولة، ومهامها التقليدية الأساسية”، مضيفا “لذلك يريدون أن نصبح مثلهم، من خلال خلق مبررات لا أساس لها من الصحة، واتهام مؤسساتنا الوطنية، بعدم احترام الحقوق والحريات، لتشويه سمعتها، ومحاولة المس بما تتميز به من هيبة ووقار”.

وتابع الملك بالقول: “إنهم لا يريدون أن يفهموا، بأن قواعد التعامل تغيرت، وبأن دولنا قادرة على تدبير أمورها، واستثمار مواردها وطاقاتها، لصالح شعوبنا”، مضيفا أنه “تم تجنيد كل الوسائل الممكنة، الشرعية وغير الشرعية، وتوزيع الأدوار، واستعمال وسائل تأثير ضخمة ، لتوريط المغرب ، في مشاكل وخلافات مع بعض الدول”.

بل هناك تقارير، يضيف الملك، “تجاوزت كل الحدود. فبدل أن تدعو إلى دعم جهود المغرب ، في توازن بين دول المنطقة، قدمت توصيات بعرقلة مسيرته التنموية، بدعوى أنها تخلق اختلالا بين البلدان المغاربية”.

وأشار كذلك، إلى أنهم “دبروا حملة واسعة، لتشويه صورة مؤسساتنا الأمنية، ومحاولة التأثير على قوتها وفعاليتها، في الحفاظ على أمن واستقرار المغرب؛ إضافة إلى الدعم والتنسيق، الذي تقوم به في محيطنا الإقليمي والدولي، باعتراف عدد من الدول نفسها”.

وأردف قائلا: “رب ضارة نافعة؛ فمؤامرات أعداء وحدتنا الترابية، لا تزيد المغاربة إلا إيمانا وإصرارا، على مواصلة الدفاع عن وطنهم ومصالحه العليا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *