انتخابات 2021، سياسة

حصري.. مئات الإصابات بكورونا في صفوف الطاقم الصحي بالمستشفى الجامعي بمراكش

CHU Marrakech

أصيب مئات الأطباء والممرضين والعاملين بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش بفيروس “كورونا” المستجد، دون أن تعلن إدارة المركز أو وزارة الصحة أي معلومات حول الموضوع الذي ظل طي الكتمان، بالرغم من تسبب الجائحة في عرقلة مجموعة من المصالح التي بات بعضها مهددا بالشلل.

وحسب المعطيات التي تمكنت جريدة “العمق” من الحصول عليها، فقد أفرزت التحاليل المخبرية إصابة ما يزيد عن 728 إطارا صحيا يعمل في المركز الاستشفائي الجامعي المذكور، خلال الفترة الممتدة بين 27 يوليوز إلى 21 غشت أي خلال 3 أسابيع فقط.

الوثائق الرسمية التي حصلت عليها جريدة “العمق”، تخص التحاليل المخبرية الخاصة بتسعة أيام فقط من أصل 25 يوما، وهو ما يعني أن عدد المصابين أكبر من كثير مما أظهرته الوثائق المذكورة.

وشهدت بعض الأيام تسجيل أرقام قياسية في عدد المصابين، حيث تم تسجيل في لائحة التحاليل المخبرية المجراة يوم 29 يوليوز 176 إصابة، وفي 27 من الشهر ذاته 139 إصابة، فيما أكدت لائحة يوم 28 يوليوز إصابة 109 آخرين بـ”كوفيد19″، أما في الثلاثين من الشهر ذاته فقد تم تسجيل 147 إصابة.

جريدة “العمق” وبناء على أدوار الصحافة بالتنبيه قبل وقوع الكارثة، سبق لها في أكثر من خبر وطوال السنة الأخيرة أن نبهت إلى احتمال وقوع كارثة داخل المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، يكون ضحيتها الطاقم الصحي والمرضى على حد سواء.

ورغم تسجيل الأرقام الخطيرة المذكورة وما سببته من ارتباك في جل مصالح المركز الاستشفائي الجامعي وجل مستشفياته، لم يصدر عن إدارته أو وزارة الصحة أي توضيح بخصوص الموضوع، كما لم يتم توجيه أي تنبيه إلى المرضى والزائرين حول وجود “بؤرة وبائية” داخل المركز الاستشفائي، ولم تكشف الجهات المذكورة عن عدد المصابين في صفوف المرضى المتابعين للعلاج من أمراض أخرى.

كما سبق لجريدة “العمق” أن كشفت في خبر حصري، نشر يوم 24 يوليوز، اكتشاف بؤرة وبائية داخل المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، بعد تسجيل مجموعة من الإصابات في صفوف أساتذة أطباء وأطباء مقيمين وممرضين، مما أدى إلى اشتغال إحدى المصالح بأقل من نصف طاقمها.

ومازال المركز الاستشفائي المسؤول عن ساكنة 5 جهات من المملكة المغربية يعيش نفس المشاكل التي سبق لجريدة “العمق” أن فضحتها السنة الماضية، وحذرت في أكثر من مقال من الوضعية “الشاذة” التي يعيشها المركز.

ونبهت جريدة “العمق” إدارة المركز الاستشفائي الجامعي بمراكش إلى افتقاد المؤسسة الصحية لأدنى مقومات التدابير الاحترازية التي تفرضها السلطات على مختلف المؤسسات الإدارية والتجارية، وهو ما يعرض الأطر الصحية ومرتفقيهم لخطر الإصابة بعدوى “كوفيد19”.

وسلطت “العمق” الضوء على عدم إخضاع زائري المستشفيات وأقسام المستعجلات لقياس درجات الحرارة، وهو الإجراء التي تحترمه عدد من المؤسسات الإدارية والتجارية، والذي يفترض في مؤسسة صحية من حجم المستشفى الجامعي أن تكون على رأس من يحترمه.

في السياق ذاته، لا يوفر المستشفى الجامعي أي مواد معقمة سواء داخل فضاءات المستعجلات ولا في الأبواب، كما لا يوفر الصابون أو وسائل التطهير داخل المراحيض المخصصة للمرضى والمرتفقين. ومن الأخطاء “القاتلة” المناقضة لجهود الحد من الوباء، يسمح المركز الاستشفائي الجامعي بتواجد مرضى يحتمل إصابتهم بالفيروس وسط مرضى آخرين لساعات طويلة.

الأكثر من ذلك، لم تتخذ إدارة المستشفى الجامعي أي إجراء من أجل ضمان الحفاظ على التباعد الاجتماعي بين المرضى ومصاحبيهم، حيث يجلس الجميع في مقاعد ملتصقة ببعضها، دون ترك أية مسافة، ناهيك عن اضطرار آخرين لافتراش الأرض بسبب الحالة الصحية الحرجة وطول مدة الانتظار.

ويفتقد قسم المستعجلات بمستشفى الرازي، الذي سبق أن كان موضوع فضيحة لانتشار داء السل أواخر سنة 2018، لمنافذ تهوية أو مكيفات، وهو ما يرفع من احتمالية الإصابة بالعدوى داخل أروقته، كما يزيد من صعوبة التنفس خصوصا عند ارتداء الكمامة. مصدر طبي تحدثت إليه جريدة “العمق” يومها، أكد عدم وجود لمسارات خاصة بالمرضى المشكوك في إصابتهم بـ”كوفيد19″، وهو ما يجعلهم يخالطون باقي المرضى غير المصابين بالفيروس، وعلق “وهذا يعني أننا أمام كارثة قد تحول المركز الاستشفائي إلى بؤرة وبائية لا قدر الله”.

وانتقد المصدر ذاته “عدم وجود أية مصلحة للإرشاد والتوجيه في استقبال الزوار، من أجل حثهم على الحفاظ على تدابير السلامة”، وأفاد أن ندرة حاويات القمامة تجعل العديد من المرضى والمرتفقين يقومون برمي الكمامات والقفازات داخل حديقة المستشفى، والتي تكون في بعض الأحيان مكتظة بالمرتفقين الذين يجبرون على الانتظار طويلا إلى حين تلقي المرضى العلاجات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *