مجتمع

عائدون من أرض “لوسيفر” .. قصص لعبدة الشيطان من عمق أكادير

عبدة الشيطان ليسوا من وحي الخيال، بل هم متواجدون ويعيشون بيننا. عالمهم مظلم جدا وأفعالهم حين سماعها تشعرنا بالغثيان، وأحيانا نصدم من هول ما يؤمنون به ويقصونه علينا.

بصعوبة بالغة جدا تمكنا من التواصل مع شخصين ينتميان لعبدة الشيطان حسب ادعائهما. وجوههم شاحبة اللون ورائحتهم قذرة جدا .. شعر مجعد .. أظافر متسخة .. ملابس سوداء تعتليها رسومات جماجم مخيفة وخواتم تشعركم بالاشمئزاز حين رؤيتها.

من هو “لوسيفر”؟

لن نغوص في عالم الغربيين لنكرر ذكر معنى “لوسيفر” الذي يوحي إلى “حامل الضوء” أو “الملاك الساقط” أي المطرود من الرحمة، بل سنكتفي بـ “هِيلِّيلْ” كلمة عبرية يستعملها يهود الملاح في حكاياتهم الشعبية والتي يصفون بها الشيطان الحامل للنار.

تقول “عيريت” يهودية من أصول مغربية، لـ “العمق المغربي”: “إن هِيلِّيلْ مصطلح قديم لم نعد نستعمله ومن قصة هليل، صاغت الجدات المغربيات حجاية “العطار ومطمورة النار”، وتدور أحداث القصة حول تخلص العطار من خبث “أم العين” أو “الماسخة” أو “الغولة” كما هو متداول، بحرقها في النار والتخلص من شرها الذي كانت تمارس طقوسه على أهل الدوار المتواجدة فيه.

ويسمى كذلك بـ”بعلزبوب” أي رب الذباب، وكانعبدة الشيطان يقولون أن المسيح لم يكن يشفي المرضى بفعل الإله، بل يفعل ذلك بمعونة “بعلزبول” أي لوسيفر.

وكذلك من أسماء الشيطان “مفستوفليس” وهي كلمة مستمدة من البابليين وتعني كاره النور، ويُطلق هذا المسمى عند اليونانيين عند الرغبة في خدمة الشهوات السوداء والإزدراء بالمثل العليا، وكان “مفستوفليس في القرون الوسطى هو شيطان السحر والمعرفة السوداء.

وأخيرًا فآخر أسماء الشيطان في العبرية هو “عزازيل” والذي يعني رب الأرض الخرّاب، وقد اعتاد اليهود على أن يضحون بقربانين، واحد ليهوه الرب، والثاني لـ”عزازيل” رب الأرض الخراب. حسب ما ورد في كتاب “إبليس” لمحمود العقاد.

حالٌ لا يُبكي ولا يُضحك

أخبرنا “نور الدين”، واحد من أتباع الشيطان أنه ولج عالم “الساتانيزم” المظلم طيشا، “في عمر الـ18 من عمري كنت مهووسا بسماع أغاني “البوب” والأغاني الأمريكية الصاخبة التي تذاع على منصة اليوتيوب، صراحة أعجبني الستايل، شعر مجعد وملابس هيب هوب واسعة سوداء وأعين ملطخة بكحل أسود وأقراط تعتلي الأدن، كما أن طريقة رقصهم وجدبهم على موسيقى “الروك”و”الميتال” يجعلني أدمن ما يقوم به أشباهي في الغرب”. يقول نور الدين.

وعن كيفية الإنتماء حدثنا قائلا: “كنت أتبع كل تجمع شبابي مختلط، وأبحث عن من يحبون الروك والبوب وإدمان الممنوعات، وصدقا كنت أحس بنشوة غريبة جدا تجعلني أستمتع لساعات بما كنا نقوم به”.

ويضيف، “ذات يوم عزمتني إحدى الفتيات لسهرة ماجنة ولم أمتنع، ذهبنا سويا إلى مكان أجهله، لكن حماسي طغى على خوفي من الوقوع في سوء ما، وحين وصولنا وجدت العديد من الناس مثلي، إضافة إلى غرباء من جنسيات مختلفة، اندمجت في أجواء الحفل وشاهدت كل الطقوس التي قاموا بها .. وكانت أول مرة أشربفيها دماء الكلاب. ”

طقوس مقززة

“أغلب الطقوس نقوم بها عندما يقترب اكتمال القمر، وقد نضطر لمزج العديد من الدماء مثل دماء القطط والكلاب ونحضر لحم الجيفة من مطارح النفايات” يقول “جمال” أحد أصدقاء نور الدين الذي قرر الإبتعاد عن طريق الهلاك حسب وصفه.

يبلغ “جمال” الآن 32 سنة، وصرح أنه ابتعد عن هذه الأفعال السيئة منذ خمس سنوات تقريبا، نظرا لعدم ارتياحه بكل ما يقوم به، وأضاف أن الجانب الديني كان يراود دهنه دائما رغم شربه للدماء وممارسة اللواط والجنس الطافح، وأن ضميره كان غير مرتاح إطلاقا”.

كان “جمال” كل صيف يسافر ويحضر مهرجان البولفار، ويلتقي العديد من الأشخاص، لكنه لم يكن يفهم توجههم الفكري أو ما يريدون الوصول إليه وتحقيقه من خلال اتباعهم لهذه الطريق، وقال: “أنا حاصل على إجازة في السوسيولوجيا وأخرى في الفلسفة، وربما سأرجع تناقض أفكاري لعدم موازنتي بين كل ما لقنته نفسي لا ما لقنه الأستاذ لي لأن رسالة الأستاذ تبقى وحيدة وتنصب في الصالح العام للطالب، نحن الطلبة من نضع أنفسنا في مثل هذه المواقف إما أن نعتدل أو ننحرف !.”

ويضيف “كنت مهتما بطقوسي الدينية، وما جعلني ألج هذا العالم هو نشوة الفسق وتحرر الأفكار والأفعال التي لطالما تمنيت الحصول عليها، قمت بفعل أمور لن تخطر على البال، مارست الجنس على دبر الجيفة وأكلت الأطعمة الفاسدة وتناولت الممنوعات، ونمت مع الكلاب ولا أعلم كيف حصل لي كل ذلك، ما أفهمه الآن هو أن الطيش والتشبه والتشبع بأفكار دخيلة ضارة بالمجتمع، أمر لا يصلح لي إطلاقا”.

الشيطان يعدنا بالخلود

حدث “جمال” و”نور الدين” العمق المغربي، حول ترويج من هم أكثر درجة منهم في عبادة الشيطان للخلود، وأن الشيطان يمدهم بقوة أبدية تطيل عمرهم، وفسروا أيضا أن شرب الدماء له علاقة بالخلود، إذ يحميهم حسب معتقداتهم من الكبر في السن والحفاظ على شبابهم، وكلما توغلوا في طقوسهم كلما كان لهم الحظ الوفير لحضور مجمع الشيطان الذي لا يعرف مكانه سوى المقربون “.

وأشار “جمال” أنه سافر ذات يوم رفقة أجنبية ملحدة إلى أوروبا وهناك أصيب بالرعب حين رؤيته لطقوس الشيطان، يقول جمال بتعجب بالغ: “طقوس الغرب تختلف كثيرا عن الطقوس الممارسة في المغرب، إذ بإمكاننا هنا ممارستها في الشارع أو أماكن مظلمة بطيش وتمثيل فقط، أما طقوس الغربيين لا تشابهها البتة”.

وأضاف، “أخذ رجل أجنبي قطة سوداء وذبحها بشكل بشع وشرع في رش الدماء علينا ونحن ساجدون، وبدأ يتمتم بكلمات أرعبت قلبي جعلتني أذكر الله استحياءً، ربما ما أقوله مضحك لكن فعلا ما رأيته مخيف جدا، فقد أرغموا كل واحد منا على شرب بول الآخر، والاغتسال بدماء الجيفة، بعدها تأتي مرحلة احتساء الخمر والإدمان والجلوس وسط دائرة كبيرة مرسومة بغبار أسود تأهبا لرؤية كبيرهم واستعدادا للذبح الأكبر .. ومن هول ما رأيت تظاهرت بالإغماء حتى أتمكن من الفرار وفعلا تمكنت من ذلك، بعد مدة عدت إلى وطني وابتعدت عن هذا الطريق المظلم”. يقول “جمال”.

علم الشيطانيات غرس ثقافي

يقول الكاتب “محمود العقاد” في كتابه الشهير “إبليس”،إن الإعتقاد بوجود الأرواح يصل إلى عمق التاريخ، وهذا دليل على حالة مغروسة في السليقة البشرية، وأنها أبعد من أن تكون حالة من حالات الغرس الثقافي الذي مارسة الدجالون.

وحدثنا “نور الدين” في السياق نفسه، عن تحوله من شاب تشبع بفكر الشيطان وعبادته، إلى “روحاني”، وأشار أنه من بعد ولوجه لعالم الروحانيات قرر الإبتعاد عن عالم الخبث حسب وصفه.

وصرح “نور الدين” للعمق المغربي، أن حالته الإجتماعية دفعته للسفر إلى مدينة مكناس، وهناك التقى بأحد المشعوذين الذين يوهمون الناس بأمور كاذبة. قائلا: “بعد ابتعادي عن عبدة الشيطان قررت امتهان الشعوذة لكسب المال .. سافرت إلى مدينة مكناس وهناك ولجة عالم “الحضرة” ومارست الجذب وذبحت قرابين لغير الواحد الأحد، عرفتني العديد من النساء على مشعوذين إلى أن أحالوني ذات يوم على شيخ روحاني يدعي المعرفة فقابلته .. تعلمت من هذا الشيخ كيف أتقرب من الشيطان وكيف أوهم الناس كذبا، كنا نستغل أناسا يعانون من هوس إصابتهم بالسحر أو العين”.

وحين سؤاله عن تفسير طريقة النصب، أجابنا قائلا: “كنت أتفق مع “شوافة” بعد أن أقضي معها ليلة نتعاطى فيها الممنوعات ونمارس فيها الفساد، كنا نضع البخور كل صباح حتى لا يشم الناس رائحة الدخان أو الخمر، تقوم الشوافة بعد الإتفاق معها بالذهاب مع الشخص الذي أخبرنا أنه مصاب بمرض روحاني ونحن نزيد من حدة وهمه لنتمكن من النصب عليه، تدخل “الشوافة” منزل الشخص وتطلب منه معاينة منزله وخفية تقوم بدس السحر في مكان ما، بعدها تخبره أنها أحست بشيء غريب في منزلة وأنه من الواجب شراء بخور من السعودية أو الإمارات لتبخير المنزل أولا”.

كل هذه خطط كان يقوم بها “نور الدين” لجني المال، وأضاف: “نوهم الناس بأن البخور الذي سيكشف مكان السحر غال جدا، وأن سعره يصل الـ 5000 درهم وأحيانا إلى 10000 درهم، بعدها نطلب منه الذبح في مكان مهجور إلى جانب طلبات أخرى نجني منها المال الوفير .. بعد مدة ترجع الشوافة لعين المكان وتقوم بطقوس تمثيلية بعدها أحضر أنا وأكشف عن مكان السحر الذي أخبرتني هي عن مكانه سابقا .. وعند رؤية صاحب المنزل للسحر يكون قد وقع في الفخ، وهنا نستفيد نحن من جهله وتأثيرنا على أفكاره”.

ويختم “نور الدين” قوله “أنا الآن ابتعدت عن طريق الشيطان بعد أن فقدت أحد أبنائي، وجنت زوجتي، التي لا أعرف عنها أي خبر إلى يومنا هذا، أجالس رفيقي “جمال” ونحاول مرارا وتكرارا أن ننسى ما مضى، كما نحاول نصح من علمنا أو شككنا ولو بشكل بسيط عن توجههم لطريق الشيطان أو طريق الهلاك.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ سنة واحدة

    شو هل الكذب هههه