مجتمع

ساكنة “تغصى” بجبال صاغرو تعتصم أمام منجم الذهب “تيويت”

يخوض سكان دوار “تغصى”، الواقع بتراب جماعة “إكنيون”، بإقليم تنغير، اعتصاما مفتوحا، منذ 12 دجنبر الماضي، أمام منجم الذهب “تيوت” لمطالبة الشركة المستغلة للمنجم بالوفاء بكل الوعود المقدمة لهم السنة الماضية بعد الانهيار الجزئي لحوض تخزين المخلفات المنجمية والذي خلف كارثة بيئية.

وأفاد عدد من ساكنة المنطقة، في حديثهم لجريدة “العمق” أن الشركة المستغلة للمنجم، لم تعر أي اهتمام لعدد من النقاط التي يتضمنها ملفهم المطلبي، رغم قيامهم بجلسات حوار مع السلطات المحلية وممثلي الشركة، وهو ما دفعهم إلى القيام بقطع الماء على ورش الشركة في خطوة تصعيدية لإرغامها على تنفيذ المطالب التي تم الاتفاق عليها مسبقا.

وتطالب ساكنة “تغصى” من الشركة المستغلة للمنجم بإتمام بناء مركز صحي بالمنطقة وتجهيزه، وتعبيد الطريق المؤدية إلى الدوار بعد أن أتلفتها شاحنات الشركة والتي تخلف كميات كبيرة من الغبار أدى إلى انتشار مجموعة من الأمراض التنفسية في أوساط ساكنة المنطقة.

وقال الفاعل الجمعوي، عبد الرحمان بنعمر، في تصريح للجريدة، إن سكان المنطقة تقدموا للشركة المستغلة لمنجم الذهب “تيوت” منذ انطلاق أشغالها سنة 2012 بملف مطلبي يحث الشركة على المساهمة في تنمية المنطقة مقابل استغلالها لثروات المنطقة بالإضافة إلى العمل على حماية البيئة.

وأَضاف المتحدث ذاته، أنهم قاموا باعتصام لمدة 15 يوم بعد أن تملصت الشركة من تنفيذ مطالب الساكنة، التي من أبرزها تشغيل أبناء المنطقة بمنجم الذهب، وبناء مستوصف مجهز، وتعبيد الطريق المؤدية إلى دوار “تغصى”، وأن الساكنة قامت بقطع الماء على الشركة، لتدخل السلطات التي دعتهم للحوار ووعدتهم بالتدخل من أجل تحقيق مطالبهم.

وأبرز بنعمر، أن الساكنة توصلت مع الشركة إلى اتفاق بوساطة من السلطات المحلية، يوم 31 دجنبر الماضي، من أجل تحقيق مجموعة من المطالب والتي أجملها في التزام الشركة بتمويل حصة الجمعية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لاقتناء حافلة للنقل المدرسي والمساهمة في تسييرها، والتزام الشركة باقتناء سيارة للإسعاف في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وتلتزم الشركة، حسب محضر اجتماع تتوفر الجريدة على نسخة منه، بـ”تمويل الجمعيات لمساعدة المعوزين، والمساهمة كذلك في تمويل قافلة طبية ستنظمها جمعية “اتبيرن” خلال شهر يناير الجاري، وكذا المساهمة في بناء نادي نسوي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتشجير محيط المنجم بأشجار الأوكاليبتوس، وتنظيم مخيمات صيفية لفائدة أطفال المنطقة، وإعطاء الأولوية في التشغيل لأبناء المنطقة بتنسيق مع التمثيلية الشرعية لساكنة الدور في إطار نظامي”.

هذا، وقد اعتبر العديد من المتتبعين خروج الساكنة واحتجاجها على الشركة التي تستغل منجم تيويت بعد تسرب نفايات سامة من أحد صهاريجها البدائية، الشجرة التي تخفي غابة معاناة عشرات الدواوير بالمحيط المنجمي بـ”تويت” وتكشف أن العلاقة التي تربط الشركة المستغلة للمنجم بالساكنة المحلية متوترة إلى درجة لم تكن الساكنة بحاجة إلى أكثر من تسرب للانفجار في وجه الشركة والمطالبة بحقها في تنمية مستدامة تحترم خصوصيات قرى ودواوير صاغرو التي يأكل التهميش أطرافها.