منوعات

“عودوا لأوطانكم” .. رسالة إلى أهالي “تندوف” للعودة إلى بلدهم المغرب

“عودوا لاوطانكم، يا خوتي يا اللي هوك، أرض المغرب إلا لكم مخليها لك بوك”. هكذا هي كلمات الأغنية المغربية التي غناها الفنانين “محمد عيوش” و”محمد اجبارة”، اللذان حافظا من خلالها على النغمات الحسانية الأصيلة. التي مازالت تتلقى هجوما شرسا من طرف الإنفصاليين المناصرين لجبهة البوليزاريو بالجزائر.

ويتابع الفنان “محمد عيوش” قوله بالحسانية: ” عودولاوطانكم، دول أوطان ينادوك؟ أرض المغرب إلا لكم مخليهالك بوك، أرض المغرب إلا لكم مخليهالك بوك”. والمعنى واضح لأهالي تندوف فهل تلك أوطان تناديكم؟

رسائل سلام
مرر الفنان “محمد عيوش” من خلال المقاطع التي أداها، رسالة جميلة وواضحة لأهالي تندوف المغاربة المغرر بهم من طرف جبهة البوليساريو المدعومة من طرف جنيرالات الجزائر، الذين أوهموهم بقدرتهمعلى تأسيس جمهورية وهمية على الأراضي المغربية.

ففي وصفه “دول أوطان ينادوك؟” عمق للحالة المزرية التي يعيشونها في “تندوف” المتموقعة في “الجزائر”.

خيام مبعثرة ونساء مهمشات رفقة أطفالهن المحرومين من التعليم والتطبيب واللعب وعيش الطفولة الكريم، هذا هو حال أطفال تندوف اللذين “قتلت” براءتهم وهم براعم صغيرة أجبرت على التجنيد وحمل السلاح. والسبب؟ ما هو إلا وهم عاشوا على أمله منذ 45 سنة، وهم لا أساس رصين له غير خلق الفتنة والتضليل، وهم زينت لهم معالمه الشامخة المبنية من سراب.

وفي السياق نفسه يقول الفنان “محمد اجبارة”، “نتا خويا أنا خوك، علاش يغروك علاش يحرموك مانرضاش يسجنوك، نتا خويا أنا خوك مانرضاش كاع يسجنوك، ولا يعنفوك ولا كاع يشتموك، انتا خويا أنا خوك علا يعنفوك علاش يحرموك”.

في إشارة من “اجبارة” إلى الحرمان من الحرية وحقوق المواطن الطبيعية التي يجب أن تتوفر له ولو كان ذا حال بسيط.

وقد أكد “محمد جبارة”، أن أغنية “عودوا لأوطانكم” التي جمعته بالفنان الصحراوي “عيوش”، هي دعوة صريحة للمغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف للعودة إلى أرض الوطن الأم المغرب.

خطابات واضحة
قال الملك “محمد السادس” في خطاب الذكرى الـ 34 للمسيرة الخضراء، “إنه لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع. فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي، وقد انتهى وقت ازدواجية المواقف والتملص من الواجب، ودقت ساعة الوضوح وتحمل الأمانة، فإما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا، إذ لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة، ولا مجال للتمتع بحقوق المواطنة والتنكر لها، بالتآمر مع أعداء الوطن”.

وقد وجه الملك “محمد السادس” خلال خطاباته الأخيرة رسائل واضحة المعنى والمفهوم. فمن شارك في المسيرة الخضراء ولبى نداء الملك الحسن الثاني رحمه الله، هم المغاربة الأحرار الذين أقبلوا من مختلف مناطق البلاد للمشاركة في المسيرة وتحرير الصحراء المغربية.

وأوضح الملك خلال خطاب المسيرة الـ 39، قائلا: “إن الكل يعرف الوضع الذي كانت عليه الصحراء قبل 1975. ولمن لا يعرف الحقيقة، أو يريد تجاهلها، أقدم بعض المعطيات: فمنذ استرجاعها، مقابل كل درهم من مداخيل المنطقة، يستثمر المغرب في صحرائه 7 دراهم، في إطار التضامن بين الجهات، وبين أبناء الوطن الواحد. كما أن مؤشرات التنمية البشرية بالمنطقة، سنة 1975، كانت أقل بـ 6 بالمائة من جهات شمال المغرب، وبـ 51 بالمائة مقارنة بإسبانيا”.

“أما اليوم، فهذه المؤشرات بالأقاليم الجنوبية، تفوق بكثير المعدل الوطني لباقي جهات المملكة. لهذا أقول، وبكل مسؤولية، كفى من الترويج المغلوط لاستغلال المغرب لثروات المنطقة”، يضيف الملك “محمد السادس”.

فالمغاربة تحملوا تكاليف تنمية الأقاليم الجنوبية. وأعطوا من جيوبهم، ومن رزق أولادهم، ومن أرواحهم ليعيش إخوانهم في الجنوب، في ظل الكرامة الإنسانية، وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية.

وختم الملك “محمد السادس” كرد على كثرة القيل والقال في قضية الصحراء المغربية بقولته الشهيرة “أن “المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”، مؤكدا أن “مبادرة الحكم الذاتي هي أقصى ما يمكن أن يقدمه المغرب” في إطار التفاوض لحل هذا النزاع الإقليمي.

وجدد الملك في خطابه الـ 39، تأكيده على وجوب تحميل الجزائر المسؤولية بوصفها “الطرف الرئيسي” في النزاع.

واقع الصحراء المغربية
ما يجهله العديد من المواطنين المغاربة الصحراويين المغرر بهم من طرف جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر. هو كم السلام الذي يحظى به اخوانهم من الشعب المغربي.

فالإعلام هناك يضلل العديد من الحقائق لساكنة تندوف، وحتى الخرجات الإعلامية التي يقومون بها، ليس لها أي ثقل أو تأثير. فجبهة البوليساريو حاليا مرتعبة كل الرعب من الخطوات التي قام بها المغرب لحماية شعبه والحفاظ على أمن واسقرار مجال سيادته الترابية.

وما لا يعلمه المواطنون المغرر بهم هو أن المجال الحق الذي سيتمتعون فيه بجل حقوقهم الطبيعية هو رجوعهم إلى أرض وطنهم الأم الذي هو “المغرب” وليس “الجزائر”.

فالجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو إلى حد الآن لا تسعى إلى فرض السلم والأمان، بل هي تشعل نار الفتنة منذ زمن بعيد جدا، ويكفي فقط استحضار ما قام به “بومدين” اتجاه المواطنين المغاربة الذين قام بترحيليهم وتجريدهم من كل ممتلكاتهم.

عكس المغرب الذي يعيش فيه العديد من المواطنين الجزائريين الذين يعاملهم المغاربة بكل حب واحترام، حتى إن العديد منهم خجلوا مؤخرا مما فعله إعلامهم. فلم يشهد التاريخ يوما أن قام المغرب بطرد الجزائريين أو تحقير شخصهم.

فالملك “محمد السادس” حريص جدا على احترم حسن الجوار، وتقديره لتاريخ بلده بجل حقبه، خلفا واحتراما لثرى الراحلين المغفور لهما “الملك الحسن الثاني” والملك “محمد الخامس”.

ضربة أمريكية موجعة
إن الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وإزالة الخط المتواجد على الخريطة، شكل ضربة موجعة لجبهة البوليزاريو والجزائر. وكان بمثابة تتويج للعمل الجبار الذي قام به المغرب لتنمية الأقاليم الجنوبية التي أصبحت مدنها الصحراوية في حلة جميلة وحاملة لمشاريع استثمارية.

فمدينة “الداخلة” و”العيون” على وجه الخصوص أصبحت تتوفر على مولات تجارية تضم ماركات عالمية، من “تركيا” و”أمريكا” و”إسبانيا”، وخاصة سلع النسيج وأخرى تتعلق بالتجميل والمواد الغذائية. إضافة إلى فتح مطاعم ومقاهي تمزج بين الطابع المغربي والصحراوي الحساني والتركي والإيطالي.

كما عمل المغرب في إطار مخططه التنموي المرتبط بأقاليمه الجنوبية على تأهيل البنيات التحتية. وإنشاء الطريق السيار الممتد من طنجة إلى لكويرة، وآخره ما شهده العالم في معبر “الكركارات” الحدودي. الذي سهرت الدولة المغربية على تجويد الخط الطرقي الرابط بينه وبين موريتانيا.

تعليق السفير الأمريكي “دافيد فيشر” في الرباط، الذي قال فيه “يسعدني الليلة أن أقدم لكم الخريطة الرسمية الجديدة للمملكة المغربية التي ستعتمدها الحكومة الأمريكية”. لم تتوقعه الجزائر وجبهة البوليساريو اللتان شددتا في خطابهما على أن اعتراف أمريكيا بمغربية الصحراء لن يغير من طبيعة النزاع من وجهة نظر القانون الدولي.

وأضاف السفير “أسعى لتقديم هذه الخريطة كهدية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تقديراً لقيادته الجريئة ولدعمه المستمر لقيِم الصداقة العميقة بين بلدينا”.

إن جهود المملكة المغربية لم تذهب هباء؟، فقد أقدمت بلدان عربية وأفريقية على فتح قنصلياتها بالأقاليم الجنوبية، تأكيدا منها للقرار الصائب الذي اتخذه الملك محمد السادس وهو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

كما أن المغرب أوفى بجميع عهوده اتجاه حل هذا النزاع الذي تفتعله الجزائر، ولا زال ولحد الآن يحترم الجوار ويكن لشعب الجزائر كل الإحترام. عكس النظام الجزائري الذي يهاجم بشتى وسائل إعلامه التضليلية “المغرب”، متبعا سياسته اللامقننةواللامعقلنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *