خارج الحدود

وعي جماعي واستثمار للتكنولوجيا.. هكذا تحارب تركيا “كورونا” دون الحد من نشاط المواطنين

كوفيد19 في تركيا

بالرغم من تسجيل تركيا لعدد إصابات يومية مرتفع نسبيا بفيروس “كورونا” المستجد، خففت السلطات التركية منذ شهور للتدابير الاحترازية وعمدت إلى سن إجراءات جديدة لمكافحة انتشار الفيروس، عبر الحد من حركة المصابين فقط وليس كل المواطنين.

وقررت تركيا منذ فاتح يوليوز الماضي إلغاء حظر التجول الذي كانت تفرضه على المواطنين في فترات محددة، لتعود الحياة إلى طبيعتها في البلاد، كما قررت إلغاء حظر التنقل بين المدن عبر وسائل النقل العمومي، وأعلن الرئيس رجب طيب أردوغان عودة العمل الطبيعي في المؤسسات العامة.

جريدة “العمق” تسلط في هذا المقال الضوء على سياسة تعامل الأتراك مع جائحة “كورونا”، بعد الاطلاع عليها في زيارة إلى مدينتي “وان في” أقصى شرق البلاد و”اسطنبول” غربا.

“كود” صحي للمواطنين والزائرين

فرضت وزارة الصحة على جميع المواطنين الراغبين في العودة إلى الأنشطة اليومية واستعمال وسائل النقل العمومية وارتياد الفضاءات العامة،  التسجيل في موقع تابع للوزارة من أجل الحصول على “تعريف صحي” يمكن من تتبع المصابين بمرض “كوفيد19”.

كما تفرض الدولة على جميع الزائرين التسجيل في الموقع في غضون 72 ساعة الأخيرة عن موعد عبور الحدود البرية أو الجوية أو البحرية لتركيا، وترفض السلطات استقبال السياح غير المسجلين في الموقع.

التسجيل في الموقع المذكور، يمكن من الحصول على “كود HES”، على شكل رقم تعريفي و”كود QR”، يحمل جميع المعلومات الصحية الخاصة بحامله ويتم تحديثه بشكل أتوماتيكي في حالة إصابة الشخص بفيروس “كورونا” المستجد.

شرط للمواصلات والفضاءات العامة

ويطلب من جميع الأشخاص الراغبين في دخول المراكز التجارية الكبرى وبعض المؤسسات العمومية والخاصة التي تعرف ارتياد عدد كبيرة من الأشخاص الإدلاء بـ”الكود” المذكور عند الباب، من أجل التثبت من سلامته من فيروس “كورونا”، فيما يتم منع كل شخص لا يحمل الكود أو تم تسجيل إصابته من ولوج تلك الفضاءات.

وتشرف فرق خاصة على مراقبة الكود والتثبت من سلامة الراغبين في الولوج إلى تلك الفضاءات عبر تطبيق خاص، يمكن من معرفة المصابين من السالمين من فيروس “كورونا”.

أما فيما يخص استعمال وسائل النقل العمومي، فقد مكن النظام الموحد للنقل العمومي في المدن التركية من تسهيل عملية حماية الراكبين من الاختلاط بالمصابين، حيث تم فرض ربط بطاقة الولوج إلى وسائل النقل بالكود المذكور عبر موقع بلدية كل مدينة.

ويذكر أن في المدن التركية الكبرى يتم استعمال جميع وسائل النقل العمومي التابعة للبلديات (ميترو الأنفاق، ترام واي، البواخر والعبارات، والحافلات)، بواسطة بطاقة واحدة يتم شحنها من آلات أتوماتيكية، ولا يتمكن الأشخاص من ولوج وسائل النقل دون التوفر على البطاقة، مما سهل على السلطات ربطها بالمعطيات الصحية للتمكن من تعطيلها في حالة عدم تسجيل حاملها في موقع وزارة الصحة أو في حالة إصابته بـ”كوفيد19″.

رهان على الوعي الجماعي

ووفق ما عاينته جريدة “العمق”، تواجه تركيا جائحة “كورونا” بواسطة وعي شعبي كبير بأهمية الاحتراز من الإصابة واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة خاصة ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة.

ويجد المرء نفسه ملزما بارتداء الكمامة بمجرد ولوجه لأي متجر، حيث يتم توجيهه من طرف صاحب المحل والمستخدمين إلى ارتداء الكمامة، ولا يتساهل الأتراك أبدا مع الزائرين غير المرتدين للكمامات.

كما تفرض عناصر مراقبة محطات ولوج النقل العمومي على الجميع ارتداء الكمامة، ويتم منع غير المنضبطين من الوصول إلى وسائل النقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *