انتخابات 2021، سياسة

وكيل لائحة استثنائي.. الطبيب القايدي فضل إنقاذ أرواح مرضى “كورونا” على التفرغ لحملته الانتخابية (فيديو)

وكيل لائحة استثنائي.. الطبيب القايدي فضل إنقاذ أرواح مرضى "كورونا" على التفرغ لحملته الانتخابية للبرلمان

أحمد القايدي، طبيب اختصاصي في الإنعاش والتخدير بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، يمثل نموذجا فريدا واستثنائيا لوكلاء اللوائح البرلمانية خلال الاستحقاقات الانتخابية الراهنة، فرغم كونه مرشحا لعضوية مجلس النواب، إلا أنه لم يخرج في أي حملة انتخابية للترويج لنفسه طيلة فترة الحملة.

وبالرغم من إمكانية حصوله على رخصة في العمل من أجل خوض حملته الانتخابية، على غرار باقي المرشحين، إلا أنه فضل الاستمرار في أداء واجبه المهني في علاج المصابين بفيروس كورونا بقسم الإنعاش، في ظل وضعية صعبة يعيشها مستسفى تطوان بسبب امتلاء أسرة الإنعاش منذ أسابيع.

القايدي (54 سنة)، ابن مدينة وزان الذي وهب حياته في سبيل علاج المرضى في الحالات الخطيرة بأقسام الإنعاش وإنقاذ أرواحهم، طيلة عقود، اختاره الحزب الاشتراكي الموحد بتطوان من أجل أن يكون وكيلا للائحة “الشمعة” في الانتخابات البرلمانية.

ويعتبر القايدي ركيزة أساسية في المنظومة الصحية بمستشفى تطوان، إذ يعول عليه الطاقم الصحي دوما من أجل مواجهة التحديات والإكراهات والوضعيات الصعبة التي يعرفها قسم الإنعاش، إضافة إلى عمله النقابي في النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، والتي ترأسها بإقليم تطوان خلال السنوات الأخيرة.

ويخوض الحزب الاشتراكي الموحد بتطوان، الحملة الانتخابية لاستحقاقات 8 شتنبر الجاري، وهو يمني النفس بخلق مفاجأة على مستوى الإقليم، وذلك في أول انتخابات يخوضها الحزب في تطوان برمز “الشمعة” بعد انسحابه من تحالف فيدرالية اليسار الديمقراطي.

فضَّل إنقاذ الأرواح

عبد الإله بعصيص، وهو قيادي بالحزب الاشتراكي الموحد بتطوان، أوضح أن القايدي، ورغم إصرار الحزب على أن يخوض الحملة الانتخابية وأن يستفيد من رخصته القانونية للقيام بالحملة، إلا أنه رفض ذلك وقال إنه لا يمكنه أن يترك مرضى كوفيد يموتون من أجل أن يقنع الناس بالتصويت عليه.

وقال بعصيص في تصريح لجريدة “العمق”: “نحن في حاجة للقايدي كطبيب إنعاش، لأن أطباء الإنعاش في المغرب قليلون، لكن القايدي كبرلماني سيكون له دور مهم في المؤسسة التشريعية، غير أنه كإنسان وطبيب ومواطن أعطى نوذجا رائعا واعتبر أن عمله المهني هو الأول”.

وعبر المتحدث عن اعتزازه بأن يكون وكيل لائحة “الشمعة” رجل يضحي من أجل المرضى، قائلا: “القايدي لا يراهن على أن يكون برلمانيا، بل أن يكون مواطنا ينقذ الناس، وهذا كافي لكي نشكره، سواء نجح أم لا، فإنه سيبقى دائما فوق رؤوسنا”، بحسب قوله.

من جانبه، قال عبد الإله العلوي، مرشح اللائحة الجماعية للاشتراكي الموحد بتطوان، إن القايدي فضل إنقاذ الأرواح التي تهددها الجائحة وضحى بوقته وبالرخصة التي يستفيد منها جميع السياسيين إبان الحملة الانتخابية، وذلك من أجل تقديم العلاج للساكنة.

وأضاف لـ”العمق”: “لا زال إلى حد الآن في قسم الإنعاش يقوم بعمل جبار ولم يخرج في الحملات الانتخابية لأنه فضل التواجد مع المواطنين، ولم يراهن على ترك الأرواح تزهق من أجل منصب أو مكسب سياسي، وهذا يدل على طينة مناضلي حزبنا والفكر اليساري المتشبع بالتضحية في سبيل هذا الوطن”.

بدورها، اعتبرت كريمة الحداد، وكيلة اللائحة الجهوية للاشتراكي الموحد بتطوان، أن القايدي لم يكن يريد أن يترشح لكن مناضلي الحزب أصروا على ترشيحه وكيلا للائحة البرلمانية، مضيفة: “المواطن بالنسبة له فوق كل اعتبار والحزب في قلبه. نتمنى النجاح لمثل هذه الوجوه الكريمة والشريفة والأيادي النقية”.

الترافع عن الصحة

الطبيب القايدي، الذي التقته “العمق” مساء أمس الثلاثاء، أوضح أن ترشحه جاء كاستمرار لمسيرة نقابية لعدة سنوات عرفت فعاليات واحتجاجات للتنديد بالوضع الصحي المزري والكارثي الذي يفتقد لأبسط وسائل تقديم الرعاية الصحية، وفق تعبيره.

وأشار القايدي إلى أن هذا الوضع ناتج عن السياسات الحكومية المتعاقبة التي جعلت المنظومة الصحية هي آخر ما يفكر فيه المسؤولون، مشددا على أن الهدف من ترشحه هو نقل الاحتجاجات من الساحة إلى المؤسسات.

وعن برنامجه الانتخابي، يقول القايدي: “سنترافع عن الحق في الصحة والحق في منظومة صحية متكاملة وحق المريض في أن يلج المستشفيات مع حفظ كرامته وكرامة الأطر الصحية، وأهم ما يمكن أن نترافع عنه هو زيادة الميزانية المخصصة للصحة بالنظر إلى أن الميزانية الحالية لا تكفي بتاتا للنهوض بالقطاع”.

وختم قوله في تصريح لـ”العمق”: “نتمنى من الساكنة أن تمنحنا ثقتها وأن تصوت لرمز الشمعة، رمز الأمل، من أجل تحقيق غد أفضل نعيش فيه بكرامة ونتلقى فيه رعاية صحية بكرامة، وأن يدرس فيه أبناؤنا بكرامة”، حسب قوله.

يُشار إلى أن الحزب الاشتراكي الموحد بتطوان، رشح أحمد القايدي وكيلا للائحة البرلمانية، وأنس مرزوق وكيلا للائحة الجماعية، وجورية لفحل وكيلة للائحة الجماعية النسائية، فيما رشح بلال حلبوز وكيلا للائحة الجهوية، وكريمة الحداد وكيلة للائحة النسائية الجهوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *