منوعات

تفاصيل مثيرة في قصة أسر مبارك في إحدى الدول العربية وربطه بجذع نخلة بالصحراء

الرئيس السابق محمد حسني مبارك، لو تحدثنا عن السيرة الذاتية له لطالت الكلمات لما تحمل طيات الحديث عنه الكثير من الخبايا التى لا يعرفها الكثير عنه، فمبارك عاصر تقريبا جميع حروب مصر في العصر الحديث التي خضتها مصر فعقب عودته إلى مصر من الاتحاد السوفيتي بعد فترة تدريبية طويلة قام بها هناك في يونيو 1961 فرض الطيار المقاتل محمد حسني السيد مبارك نفسه على الساحة، وذلك لتفوقه المهني والعلمي وخبرته التي حققها أثناء تدريبه في روسيا.

وبعد عودته إلى أرض الوطن أصبح اسم المقاتل طيار محمد حسنى مبارك علامة بارزة في قطاع الطيران المصري لما يحمله من خبرة وتعليم مهني واسع في الطيران الجوي العسكري ليس على مستوى مصر وحدها بل على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، وجاء تدرج مبارك في المناصب العسكرية في قطاع الطيران العسكري بعد طرح اسم الطيار المميز مبارك على القيادة السياسية المصرية العليا، وأعلنت موسكو وقتها رسميا للقاهرة أن مبارك كان أفضل طيار أجنبي تخرج في مدارس القوات الجوية الروسية فبدأ صاحب الاسم الترقي في المناصب العسكرية سريعا.

وبعد أن أصبح مبارك برتبة عقيد طيار أرسله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى دولة الجزائر العربية للمشاركة في استطلاعات “حرب الرمال” التي كانت تدور بين الجزائر والمغرب، وكانت مصر وقتها والرئيس جمال عبد الناصر ينحازون بجوار الثورة الجزائرية.

حيث ارسل جمال عبد الناصر وقتها كتيبة مدفعيه مصرية بكامل تسليحها، وتشكيل جوي خاص من أحدث الطائرات السوفيتيه الصنع التي حصلت عليها مصر للتو من الاتحاد السوفيتي، وكان مبارك قد استلم مهام من القيادة العليا بأن يكون قائد سرب الطائرات «إليوشن 2 – 288» روسية الصنع وهذا لخبرته الواسعة بعد فترة تدريبه الطويله التي قضاها في الاتحاد السوفيتي.

وهذه المعلومات الغايه فى السريه تم كشفها فى وثائق أرشيف الاستخبارات السوفيتيه KGB «عظيمه السريه» عن مجريات الأحداث فى سادس يوم للمعارك بين الجزائر والمغرب الموافق الأحد 20 أكتوبر 1963 يتضح أن القوة الجويه المصريه لم تكن مجرد طائرات مصريه مقاتله فقط.

وكانت تلك القوه تشكلت من 10 طائرات نفاثة مقاتله من طراز ميج – 19 – ميكويان جوريفيتش السوفيتية الصنع، كما تشكلت القوة المصريه الجويه من عدد آخر من الطائرات العموديه هذا فضلا عن طائرات النقل الروسية الثقيله التى حملت قوات الجيش المصرى مع كامل عتادها.

وبعد وصل الطيارون الابرز الوفدون وكان على رئسم مبارك الى القاعده الغربيه القريبه من ارض المعركه اكتشف الطيارون الخمسه لدى وصولهم القاعدة الجويه العسكريه الجزائريه الغربيه أن الطائرات السوفيتيه الرابضة فى انتظارهم قديمه تعانى محركاتها من مشاكل ولم تجرى لها أى عمليات صيانه منذ أن تسلمتها الجزائر من موسكو.

ولكن لم يكون لدى الجانب الجزائرى اى وقت لستبدال قطع غيار هذه الطائرات التى من المفترض انها ستأتى من موسكو فيما بعد على حسب طلبهم، واجر الطيارون المصريون الخمسه على استعمال طائرتين هم الافضل حال بين كل طائرات القاعده العسكريه، وتقرر نقل الثلاث طيارين المصريين الباقين وكانوا برتبة العقيد طيار وبينهم مبارك على متن طائرة عموديه جزائريه يوم الأحد 20 أكتوبر 1963 إلى قاعده عسكريه جزائريه أخرى تمهيدا لتسلمهم طائرات قاذفه روسيه من الطرازات التى تدربوا على قيادتها.

 

وبعد اقلاع الطائره التى كانت تقل الطائرون المصريون تعطلت احد محركات الطائره التى كانت تقلهم على اثر عاصفه رمليه ضربتهم عند طيارانهم، فاضطر قائد المروحيه الى الهبوط اضطراريا داخل منطقه الحدود المغربيه وتحديدا فى واحه محايد الغزلان والتف اهل الواحه حول الطائره وعند اكتشاف اهل الواحه التى تقع شرق المغرب ان الضباط الذين عليها مصرين اعتبروهم صيد ثمين للمغرب وعند وصل ضابط المخبرات الى الواحه لتبين الامر وجد مبارك ورفاقه مكبلين بالحبال ومربطين فى جزوع النخل حتى انهم تم ربط الهليكوبتر فى احد جزوع النخل ايضا، وكان يدور فى بال مبارك وقتها قبل ان ياتى ضباط المخبرات المغربيه اليهم “ماذا سيحدث لي وباقي طاقم الطائرة الآن٬ هل سيقتلوننا٬ أم سيحتفظون بنا أحياء” أسئلة كانت تجول بخاطر الضابط الطيار مبارك الذي تملكه الخوف بعد سماعه حديث أهل واحة محاميد الغزلان٬ مع الجيش المغربى الذى أكد آنذلك أن 8 أشخاص سيحلون بالمكان قريبا لنقل الآسرى المصريين، الليل يزداد صقيًعا فى هذه الواحة في الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر من عام ٬1963 والعقيد يشعر بأطرافه ترتجف٬ ليس بوسعه أن يفعل شيًئا الآن٬ سوى انتظار مصيره حين سيصل ذلك الشخص المنتظر، يسند مبارك رأسه إلى جزع النخلة ويغمض عينيه مستعيًدا اللحظات التي قادته إلى هذا المصير.

 

وعقب سقوط الطيارين المصرين وكان من بينهم مبارك وزملائه فى أسر القوات المغربيه ثارت وسائل الإعلام المغربيه وقتها وركز الإعلام الدولى على حقيقه تواجد قوات عسكريه مصريه حاربت ضمن صفوف القوات الجزائريه ضد المغرب، وطبقا لوثائق أرشيف الاستخبارات السوفيتيه KGB قرر الملك الحسن الثانى ملك المغرب فضح قرار مساندة النظام المصرى للرئيس جمال عبد الناصر لدوله الجزائر ضد المغرب، وطلب الملك عرض طاقم الطائره الجزائريه وركابها من الأسرى المصريين على وسائل الإعلام العالميه وهم مقيدو اليدين والأرجل.

ولكن بثقل الاتحاد السوفيتى وقتها اجرى اتصالات موسعه لدى المملكه المغربيه وطلب منهم بعد التأكد من الامر منع ظهور الطيارين المصريين على شاشات الإعلام المغربيه والدوليه بشكل مهين باى شكل، وحذر خروتشوف الزعيم الروسى القوى يومها المملكه المغربيه بوضوح، مؤكدا أن الرئيس المصرى جمال عبد الناصر سيقرر دخول الحرب بجانب الجزائر ضد المغرب بكل الجيش المصرى إذا حدث ذلك.

تقول روايات إن مقدما منهم رفض الحديث مع المحققين٬ وطلب الاحتكام لاتفاقية جنيف المتعلقه بأسرى الحرب٬ كما تقول نفس الروايه بنسبه للعقيد طيار مبارك تحدث واعترف بكل شيء أمام المحقق المغربى٬ إلا أن تلك الروايات تبقى غير مؤكده الى الان، وانتهت الحرب بين المغرب والجزائر فيما بعد وظهرت ملامح تحسن العلاقات بين مصر والمغرب بعدها، ودعا جمال عبدالناصر الملك الحسن الثانى لزيارة القاهرة٬ ووقف ليستقبله في مطار القاهرة مصطحبا طفلة صغيره تحمل باقه من الورد قدمتها للملك المغربى بعدما وطأت أقدامه أرض مطار القاهره لينحني الملك ويقبلها ويعود لينظر للرئيس المصري قائًلا: “شكًرا سيدي الرئيس على باقة الورد٬ وأنا بدورى سأهديك باقة من اللحوم الحيه”٬ ما كان يعنيه الملك حينها هو أنه سيسلم لعبد الناصر مجموعه الضباط المصريين٬ وبينهم حسنى مبارك٬ الذى عاد من الأسر ليترقى فى المناصب إلى أن وصل لكرسى الرئاسة٬ عام 1981.

 

عن موقع نجوم مصرية