سياسة

بعد سنة على اتفاق التطبيع.. ماذا سيحقق المغرب من تقوية علاقاته بإسرائيل؟

فاطمة الزهراء غالم – الدار البيضاء

عرفت العلاقات المغربية الإسرائيلية تطورا سريعا، على بعد سنة من استئنافها، حيث صرح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الجمعة المنصرم، بأن “تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو في الواقع حدث تاريخي يستحق الاحتفاء به لأنه منح أملا جديدا ومهد الطريق لزخم غير مسبوق”.

وزير الخارجية المغربي، كشف خلال اجتماع عن بعد عٌقد احتفاء بالذكرى السنوية الأولى لاتفاقات أبرهام، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكين، ووزراء خارجية دول الإمارات العربية والبحرين وإسرائيل، (كشف) أنه بعد نجاح تحدي استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، فإنه يتعين رفع التحديات المتمثلة في الحفاظ على التطبيع وتحسينه وإضفاء معنى عليه، مشددا على إقامة نظام إقليمي جديد.

وأوضح بوريطة أن المبادلات التجارية بين البلدين، ارتفعت بخمسين بالمئة في الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية، متوقعا أن يرتفع عدد السياح الإسرائيليين بالمغرب إلى مليون سائح خلال السنة الجارية.

وبمناسبة هذه الذكرى السنوية، تساءلت جريدة “العمق”، عن المكتسبات التي سيحققها المغرب من خلال تقوية علاقاته مع إسرائيل، خاصة على المستوى الاقتصادي والسياسي.

انتعاش سياحي وتقوية للاقتصاد

جوابا على أسئلتنا، قال الخبير الاقتصادي ورئيس المركز المستقل للتحليلات الإستراتيجية بالرباط، إدريس الفينة، “إن الأرقام التي قدمها وزير الخارجية ناصر بوريطة الجمعة، تعكس الدينامية الجديدة التي انطلقت بين المغرب وإسرائيل، وهي دينامية تشمل بالأساس الجانب الاقتصادي”.

الخبير الاقتصادي في حديثه لجريدة “العمق المغربي”، قال إن المغرب “يراهن على قطاع السياحة، بتوفره على بنية صناعة سياحية متطورة على مستوى البحر الأبيض المتوسط وعالميا، والإسرائيليين خصوصا ذوي الأصول المغربية سيقبلون على السياحة إلى بلدهم الأصلي واستغلال المواقع السياحية الكبيرة في المغرب، كمدينة مراكش وورزازات وزاكورة، لأن أغلب اليهود المغاربة ينحدرون من هذه المناطق”.

وعلى مستوى باقي المبادلات التجارية، يقول إدريس الفينة، “إن هناك تكامل على مستوى الاقتصاد المغربي والاقتصاد الإسرائيلي، لأن عددا من المنتجات الاقتصادية الإسرائيلية يحتاجها الاقتصاد المغربي، تتعلق بالتقنيات الفلاحية وتقنيات الطاقات المتجددة وكل ما يرتبط بالصناعات الحربية، كما توجد منتجات غذائية وصناعية ومواد كيميائية مرتبطة بمشتقات الفوسفاط ومنتجات الكترونية أخرى طورها المغرب مؤخرا يحتاجها الاقتصاد الإسرائيلي”.

المتحدث ذاته، أكد على أن “المبادلات التجارية بين المغرب وإسرائيل ستتطور، ورقم المبادلات سيرتفع على الأقل عشر مرات على امتدد الثلاث سنوات المقبلة، كما أشار الفينة إلى أن إسرائيل مهتمة بعدد من المواد الفلاحية التي يصدرها المغرب في شكلها الخام”.

إسرائيل ومغربية الصحراء

من جانبه، قال الأكاديمي والحقوقي خالد الشرقاوي السموني، جوابا على سؤال يتعلق بالمكتسبات السياسية التي سيحققها المغرب من تقوية علاقاته مع إسرائيل، (قال) “يجب الإشارة قبل كل شيء إلى الروابط العميقة بين ملوك المغرب والجالية اليهودية المغربية الهامة التي ما فتئت تدافع عن المصالح المغربية من هناك وعلى رأسها الوحدة الوطنية والترابية”.

وأشار السموني في تصريح لجريدة “العمق” إلى أن “المغرب دولة سلام ويحافظ على ربط علاقات بناءة ومتكافئة مع دول العالم، بناء على أهداف ومصالح والتزامات واضحة، خاصة عندما سعى إلى إعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل وربطها باحترام حقوق الفلسطينيين وتسريع عملية السلام فيما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني بهدف حل الدولتين مع قيام دولة فلسطينية مستقلة”.

المتحدث ذاته، ذكر بأن اتفاقيات التطبيع بين المغرب وإسرائيل هي ثمرة حسن النية، يسهر عليها الملك محمد السادس “مما نتج عنه التوقيع على أزيد من 20 اتفاقية في مختلف المجالات وفتح وتفعيل تمثيليات دبلوماسية، وإحداث منصة للحوار والتعاون وفتح قنوات التواصل بين الفاعلين الاقتصاديين للبلدين، مما سيعود عليهما بالنفع المشترك والدفع بمسلسل عملية السلام”.

وأوضح السموني أن المغرب من خلال تقوية هذه علاقاته مع إسرائيل، “يمكنه أن يحقق مكتسبات في المجال السياسي والأمني وتقوية دوره الجيوستراتيجي على المستوى الإقليمي وتأييد مقترح الحل السياسي المقترح من قبل المغرب لتسوية نزاع الصحراء أمام هيئة الأمم المتحدة، بالنظر إلى العلاقات المتميزة بين المغرب والولايات المتحدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *