منتدى العمق

مسجد سترابورغ الكبير وأبوابه المفتوحة للجمهور

على مدار يومين كاملين نهاية الأسبورع, إفتتح المسجد الكبير بستراسبورغ أبوابه للزوار والسواح على مصرعيها لزيارة المؤسسة المسجدية التي باتت معلم تاريخي من معالم ستراسبورغ وكنوزها الثراتية وتصنيفه ضمن ثرات المدينة المحلي رفقة باقي المعالم برمتها و جزء لا يتجزأ منها.

تمهيد :

كما سبق وأسرنا في سابق مقالاتنا تعد فرنسا من أكبر الدول الأوروبية التي يتواجد فيها إنتشارعدد كبير من المسلمين غالبيته من الجالية العربية المغاربية، وهي إحدى أكبر الدول الأوروبية التي عرفت دخول الإسلام لأراضيها منذ القديم. ولا يقتصر وجود المسلمين في فرنسا على أبناء الجاليات العربية والإسلامية المهاجرة والمستوطنة. كون أن عددا كبيرا من المسلمين في فرنسا، يرجعون إلى جنسيات إسلامية مختلفة من جميع القارات. وهذا ما يفسر الإنتشار الملحوظ للإسلام بين أوساط الفرنسيين في الآونة الأخيرة. ووجود هذا العدد الكبير يقتضي أن تكون لهم مساجد ومراكز إسلامية ومصليات حسب العدد والكثافة السكانية يمارسون فيها شعائرهم وباقي العبادات. وفي هذا السياق من خلال مقالنا البسيط سنتعرف مرة أخرى عن قرب وعن كثب من عين المكان وعلى لسان أهل المسجد وخاصيته على أحد أشهر مساجد ستراسبورغ كمعلم ديني ,تاريخي, ثقافي, سياحي.

مسجد ستراسبورع الكبير :

يعد مسجد ستراسبورغ الكبير أكبر مسجد على مستوة فرنسا بكاملها وأروبا وبات معلما من معالمها وكنز من كنوزها المحلية التي تفتخر به, لم يعود مسجد ستراسبورغ كما يعرفه الجميع بأنه مؤسسة روحية, إيمانية دينية, تعليمية تربوية, لقد تغيرت نظرة المجتمع عامة والغربي خاصة بأن مسجد ستراسبورغ بات أنموذج تاريخي تراثي إنساني ورمز من رموز الإنسانية والتعايش السلمي والتأخي ورائدا من رواد محاربة التطرف ونبذ العنف والكراهية ومكافة الجريمة وما شابه ذلك وأصبح أكثر من ذي قبل منبع الساكنة وحسن الجوار. خاصة في مدينة عريقة تعبتر مقر عاصمة الإتحاد الأروبي ومهد الحضارات وأماكن العبادات لجيمع الدينات الإبراهيم الثلاثة اليهودية والمسيحية بإختلافها فروعها وتنوعها والإسلامية.

لم يعود يقتصر دور مسجد ستراسبورغ على دوره الديني الأساسي كما سبق ذكره بل تعد الأمر إلى أبعد من ذلك لقد بات مطلعا وملما بأمور أخرى كهيئة ومؤسسة مؤثرة مشاركة في صانعة القرار ومتحمسة لكل القضايا المصيرية التي تهم المجتمع برمته كإنسان مسلمين وغير مسلمين , مما جعله يكون رائدا من الرواد بلا منافس بحيث له مكانة واسعة وصيت مطلوب في كل وقت وحين مشاركا, مساهما , متحمسا.

ومن بين هاته المهام والأعمال قيامه بالإنفتاح على جميع الأصعدة وفتح أبوابه للجميع والقيام بالحوارات المطلوية المؤسساتية , الدينية الثقافية, الإجتماعية وغيرها. مما سمح له بربط علاقات محلية ووطينة ودولية بباقي الديانات ومؤسساتها وتقوية الصلة بالقائمين عليها في الإطار الأخوي الإنساني التضامني. إضافة إلى تشكيل مجموعات الصداقة المسيحية واليهودية والقيام بنشاطات مختلفة منها تنظيم أيام حوار وندوات وموائد مستديرة للتبادل الفكري التوعوي. ومن بين الأنشطة المميزة يقوم المسجد الكبير في إحياء مناسبة اليوم العالمي للتعايش السلمي بالتنسيق والشراكة مع أطراف أخرى والقيام بنشاطات مختلفة تستقطب عديد الزوار.

ومن أهم الأنشطة والبرامج الأبواب المفتوحة التي دأب المسجد على تنظيمها وإجراءها كل فترة ومناسبة ,والتي غالبا ما تكون مقرونة وملاصقة لأيام التراث الأروبي بستراسبورغ وبحكم أصبح المسجد معلم من معالم ستراسبورغ و رمز من رموزها التاريخية والسياحية ونصب يشار إليه من قريب ومن بعيد, سجل إسمه من جديد ضمن قائمة المؤسسات التراثية المنظمة بإحياء أيام التراث فيقوم بإعداد برنامج نشاطه وذلك بما يلي :

بدعوة من السيد علا سعيد رئيس المسجد لحضور فعاليات أيام التراث وبقدومنا وجدنا في إستقبالنا الأستاذ عبدالرحمن بن جلون مرحبا وموجها ومنه للأستاذ حميد لوباردي وسيدي محمد طاهيري والأستاذ مصطفى صدقي أحد الكوادر الأساسية بالمسجد ومنشطها برامجها لإخبارنا بمحتوى برنامج الأيام الثراتية والنشاط المعد بالمناسبة, الذي أمدنا بعديد المعلومات عن نشأنة المسجد وبنائه وإختيار أرضيته وهندسته وما بات يعرف به منذ تاريخ نشأته وتدشينه ودخوله حيز الخدمة الفعلية منذ سنة 2012.

وتضمن برنامج يومي الأبواب المفتوحة كالتالي:

التعريف بالإسلام.

التعريف بالمسجد عامة بكل جوية و خصوصية

معرض صور .

حوار الزوار و السواح رأيهم و فقرة سؤال وجواب .

إكراميات واجب كرم الضيافة.

وبوصول الضيوف وزوار المسجد وإستقبالهم من طرف القائمين بفضاء المسجد الشاسع وشرح البرنامج لهم وأهداف اليومين المخصصة للحدث وإنتظار ساعة الإنطلاقة وفتح المسجد. كانت البداية بتشكيل أفواج بعدد محدد من الزوار والسواح تطبيقا لتعليمات البروتكول الصحي وإحترام مسافة التباعد وإلزامية وضع الكمامة, وبتقسيم المجموعات إلى أفواج نشطها كل من الأساتذة سعيد علا رئيس المسجد. الأستاذ طاهري محمد – الأستاذ حميد لوباردي – الأستاذ صدقي مصطفى – والأستاذ فواد دوي أحد أقطاب المؤسسة المسجدية ومهندسها الفني ومرافقها من اللبنة الأولى للمسجد وغيرهم من الأخوة و الأخوات الذين صعب علينا التقرب منهم والتعرف عليهم بحكم إرتباطهم و إنشغالهم بمرافقة الزوار والشرح لهم, خاصة أن الزوار والسواح لم يكونوا فرادى بل كانوا أزواج وأهالي وأسر ومجموعات متعددة نظمت نفسها للزيارة والتعرف على المسجد عن قرب.

تعريف المسجد:

مسجد ستراسبورغ الكبير في ومضة جملتين , هو ثمار جهود الخيرين على مدار ثلاثة عقود من الزمن والذين كافحوا ونضالوا لسنوات طوال للخروج بقرار موحد ومشترك برأي جماعي لأجل بناء مسجد كبير لأداء الصلوات والشعائر الدينة وباقي الفرائض وإحياء المناسبات الدينية والإجتماعية برمتها.

المسجد الكبير في ومضة تعريفية وجيزة :

يعتبر المسجد الكبير بستراسبورغ الذي يقع على ضفاف نهر إيل في حي هيريتز، صرحا شامخا ويعد أكبر مسجد كمعلم إسلامي في شرق في فرنسا بمنطقة الآلزاس, مقارنة بباقي المساجد مساحة ونشاطا, هندسة و معمارا, بات يلقى إقبالا وتوافد كبير, صرحا دينيا, منبر إشعاع ديني تربوي تعلمي وقطبا ثقافيا تاريخيا ومركز إجتماعي, ذو أثر مستقبلي في خدمة أبناء الجالية المسلمة قاطبة بأوروبا و ضواحيها.

إذ يعد الأكبر حجما وإستيعابا لمئات المصلين رجال ونساء,وشبابا وقاعات النشاطات ومكتبته الزاخرة المتنوعة بموسوعتها العلمية القابلة للتوسع حسب ما أفادتنا به الأستاذ مصطفى وللقاضي أحد الكوادر وإطارت المسجد المسيرة والمشرفة, كما يكتسب المسجد أهميته من حيث وجوده في مدينة تزدحم فيها المؤسسات الأوروبية لعديد التخصصات المختلفة ومنبر الديانات والمعتقدات المختلفة.

هذا الصرح الذي يفسح المجال أمام الجالية المسلمة بتعدد جنسياتها ومختلف لغاتها المقيمة في ستراسبورغ للصلاة والعبادة والتلاقي والتعايش السلمي بكل أريحية ولنبذ العنف والكره والبغض والعمل على الوحدة والأخوة.

تأسيس المسجد :

فكرة التأسيس المسجد ونواته الأولى تمتد لسنوات إلى الوراء، إلى بداية الثمانينات، حين كان مسلموا المدينة يستغلون قاعة متواضعة لأداء الصلاة، وفي الأقبية والمرآب والمستودعات غيرها من المباني التي لا تلبي الحاجة وكانت الكنيسة تفتح لهم أبوابها لأداء صلاة الجمعة فيها، إلى أن بادروا لتأسيس جمعية الهدف منها بناء مسجد جامع للجميع يستغله المسلمون بكل أرحية وفخر وإعتزاز.

موقعه :

يقع مسجد ستراسبورغ الكبير في وسط مدينة ستراسبورغ, على ضفاف نهر إيل في حي هيريتز. وضع حجر الأساس الأول للمسجد في 29 أكتوبر 2004 من قبل رئيس بلدية ستراسبورغ السيد فابيان كيلر يومها.

هندسته:

لأجل بناء المسجد لابد من تمضميم مخطط وهندسة معمارية تماشيا والمواصفات العالمية تتمازج بالمقايس الهندسية الإسلامية العربية من جهة والأروبية من جهة أخرى, تطلب الأمر بإجراء مسابقة دولية لإختيار تصميم لمسجد يتطابق بالشروط المطلوبة، شارك فيها عدد كبير من كبار المهندسين المعاريين ومكاتب الهندسية الأوروبية، والتي أجريت على مرحلتين الأولى مرحلة الإنتقاء وإختيار الأحسن حسب الموصفات والمعايير التي وضعت كشرط للمسابقة والتي أختير منها كل من المهندس الإيطالي باولو بورتوغيزي (مصمم مسجد روما) والمهندسة العراقية زها حديد ( زها محمد حسين حديد اللهيبي)، معمارية عراقية بريطانية صاحبة المنجزات الدولية العديدة. ومنهدسين أخرين. وبعد تقييم الأعمال وتنصينفها للمرحلة النهائية فاز بالتصميم المهندس المعماري باولو بورتوغيزي لعدة أسباب منها أقل تكلفة عن الباقي المصمين , عدم وجود أعمدة نماذج وألوان ثامنية مشعة ومبهرة وغيرهم.

خصوصيات :

خص بناء المسجد خاصة حزام الشريط الأمامي بحجر نوع إغريق الحجر اليونامي المنقول من جبال ليفوج Vosges حتى يصبح جزء من تراث ستراسبورغ المحلي المميز , لكون كل مباني جدران الكنائس والمعابد بمدينة ستراسبورغ مبنية به.

الوصف العام:

يعتبر مسجد ستراسبورغ الكبير هو أكبر مسجد فى فرنسا بكل ربوعها على مساحة تقدر بأزيد من 10 آلاف متر مربع. ويضم قاعة للصلاة تبلغ 1050 متر مربع شيدت بدون أعمدة يصل إلى 20 مترا٬

يطل المسجد على نهر إيل، ويعتبر بناء مسجد بهذا الحجم فى فرنسا تحفة معمارية بخصوصية مميزة و فريدة من نورعها وهي بدايه حقبه جديدة وعهد من التسامح الدينى والتعايش السلمي والتأخي والترابط الإجتماعي مع جميع الدينات والجاليات فى فرنسا.

تدشينه:

دشن المسجد الكبير سنة 2012 في حفل كبير وسط حشود الحضارين من إطارات ,دبلوماسيين وعدد من المنتخبين والشخصيات الدينية والثقافية والسياسية وقام بالتدشين كل من السيد مانويل فالس٬ وزير الداخلية الممثل الرسمي لرئيس الجمهورية فرانسوا هولاند٬ والسيد أحمد التوفيق الممثل الرسمي لجلالة الملك محمد السادس٬ ومؤرخ المملكة، السيد عبد الحق المريني

الرهان :

الرهان الأول الذي أتخده القائمون على بناء المسجد بعد الموافقة على إختيار أرضيته وسط المدينة في المكان المناسب . كون كل القطع التي كانت مقترحة سابقا خارج المدينة وهو الشيء الذي تم رفضه جملة وتفضيلا لكون المسجد هو جزء من معمار المدينة ولايمكن قبول تواجده خارجها هذا من جهة ومن جهة أخرى ليكون الوجهة المشرفة للمدينة وللديانة الإسلامية السمحاء دين المحبة والصفح والرحمة.

ومن أبرز المراهنين يومها والمدافعين على فكرة توجد المسجد داخل المدينة هو الأستاذ الكاتب المؤرخ الدكتورعبدالله بوصوف, المتخصص في تاريخ الحضارات وحوار الديانات والأمين العام لمجالس الجالية بالخارج, صاحبة المقولة الشهيرة نريد للمدينة أن تستولي على المسجد، والمسلمون على المدينة وبالفعل أستولت المدينة على المسجد عمرانيا معلميا وبات جزء لا يتجزأ من تراثها وعمرانها ومعالمها التاريخية, الثقافية. لا تمر مناسبة ولا حدث إلا والمسجد الكبير نجم متلالأ بين نجوم السماء بستراسبورغ ومحج مزار للجميع مسلمين وغير مسلمين بشهادة العام و الخاص.

النشاطات و الخدمات:

يعد المسجد الكبير بمدينة ستراسبورغ أحد الأماكن المميزة التي تنشط في العديد من المناسبات الدينية, التاريخية, الثقافية, الإجتماعية و الإنسانية، من بين النشاطات اليومية إقامة الصلوات و الدروس و تعليم القرآن ومجالس الشباب والنساء الخ… الجانب التاريخي إحياء المناسبات و الشعائر ولإقتسام كل مناسبة مع باقي الجالية للتعريف بالدسن الإسلامي واظهار وابراز معالم التسامح والتأخي.الجانب الثقافي إحياء كل مناسبة ثقافية وما يتعلق بكل حدث, الجانب الإجتماعي التأزر والتضامن مع الأهالي والأسر والعائلات المعوزة والفقيرة بتقديم المساعدات المادية والعينية ومبالغ الزكاة والطرود الغذائية ومائدة رمضان إفطار الصائم والإفطار الجماعي وغيرها من باقي الخدمات التي لا تعد ولا تحصى, الجانب الإنساني . يقوم المسجد بتقديم المساعدات الألزمة لمستحقيها ومع كل هذا للطفال جانبهم التربوي التعليمي الترفيهي.

النشطات العلمية دوات ومؤتمرات:

يتم تنظيم المؤتمرات العلمية السنوية التي تضم علماء ومفكرون مسلمون بارزون للنقاش حول القضايا الإجتماعية،الإنسانية الدينية الفقهية و غيرها من المواضيع التي تهم الجميع, كما يقوم المسجد بالعديد من الندوات والمتلقيات نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر ملتقى العرس القرأني و تكريم الطلبة النجياء , شرح مختصر خليل , مجالس الشباب, ندوات الجمعة, خلقات النساء وغيرهم.

لقاءات وتبادل حوارات:

على هامش الأبواب المفتوحة كانت الفرصة في لقاء العديد من الشخصيات البارزة فعاليانت المجتمع المدني برمته, إطارات و كوادر والتي تشرفنا بلقائهم ومجالستهم ومحاورتهم منهم لآول مرة على سبيل المثال الأستاذ عبدالرحمن بن جلون –والسيد علا سعيد رئيس المسجد- الأستاذ أيوب المدرس القرآني والحديث عن التدريس والتأطير الطلابي والشباني و الأستاذ عمي محمد حسيبوا الأب الروحي والطود الرمز الشامج للمسجد حفظه الله و الأديب الكاتب الطالب المتألق إبرهيم فنزاوي والأستاد مطصفى ولقاضي والأستاذ خليلو سيلا إمام المسجد ومع كوكبة الشباب والطلبة ذكور وإناث حفظهم الرحمن وتحية شكر وتقدير لهم على كرم الضيافة والإستقبال وحسن الخدمة والمرافقة وزبدة ثماراللقاء والحوار كان مع الأستاذ فواد دوي الرجل الذي طالما قرأت له وسمعت عنه وشاءت الصدفة أن ألقاه وأحواره في بعض المواضيع لا سيما هندسة المسجد ومقالاته و مؤلفه الصادر بعنوان من أجل فهم أفضل للحقيقة الإسلامية  الدي سوف نناقشه مستقبلا ونخصص له مقالا خاصا به مستقبلا  إن شاء الله.

وجتامها مع النجم الآعلامي الأستاذ حميد دوريش الخبير الفني في التوثيق و تدوين كل حدث من زواية كامراته وعدستها والإسراف الفني الشخصي لكل كبيرة وشغيرة بالحدث ومحاورته عن بعض سابق النشاطات ومقالاتنا الصحفية في الموضوع فتحية شكر وإمتنان وألف شكر للجميع كل بلإسمه وشخصه ومكانته .

أصداء تصريحات الزوار :

أتفق الجمهور من الزوار و السواح الوافدين من كل جهة خاصة ممن تحادثنا معهم من خلال إستحواجبهم ومن بن هاته الدول ألمانيا – بلجيكا- وسويسرا وإسبانيا خصوصا والذين أجمعوا على إنبهارهم بهذا المعلم التراثي والزخم الثقافي والمكانة التي يحظى بها المسجد الكبير في نفوس أهالي ستيراسبورغ وإفتخارهم به كتراث محلي مصنف دولي ذو مكانة عالية بعتزون بها .

كما أسر لنا البعض منهم بأنهم تحرروا من عقدة الخوف والرهبة التي كانت تنتابهم كلما فكروا في زيارة المسجد والتعرف عليه خاصة كلما مروا به أو سمعوا عنه أو قرأوا مقالا عنه أو شاهدوا شريط متلفز يتحدث عنه. ولكن بفضل هاته الأبواب المفتوحة والسماح لنا بزيارته و الإستقبال الرائع الذي حظينا به وكرم الضايفة لا نجد ما نعبر به عن فرحتنا و إنبهارنا سوى الشكر الموصول والتحية الطيبة لكل القائمين على الصرح المشرف.

أما نوع اخر من الجمهور الزائر عبر لنا عن إعجابه بالهندسة المعمارية وشرح الأستاذ فواد دوي لهم بطريقتها السلسلة التي جعلت البعض منهم بفكر في الدخول إلى عالم الهندسة المعمارية و الزخارف المتنوعة بها كما صرح لنا بذالك الطالبين الزوج أريك و مونيك.

أما الشاعر الأديب الأستاذ بويسن ياشر حون مارك الذي قال بكل فخر وإعتزاز لقد وجدت هاته الزيارة ممتعة ومفيدة وتعرفت على عديد الأشياء والمعلومات الدينية بع باقي الديانات و زيارة ثاني أهم مسجد.

أما الزوج بيار وسي بيي صرحا بأن الزيارة جد مهمة وثمينة من حيث المعلومات وأنهم سيعودون لها مرة أخرى .

أما ليسي قالت كطالبة صراحة أنبهرت بالإستقبال وكرم الضيافة والترحيب الشيء الذي لم أكون أتوقعه ولا أتصوره في مخيلتي وهاته الزيارة والأبواب المفتوحة على مصراعيها للجمهور بدون إستثناء حذف من ذاكرتي كل شيء مسيء عن الإسلام ومسحت الصور القاتمة التي رسمها الإعلام البغيض المعادي للتسامح والتعايش السلمي ولقد أستفزت وأتسزدت في تعبئة رصيدي العلمي المعرفي وتولدت لي اللحظة فكرة دراسة الإسلام والتعمق في أعماق جدوره وسوف تكون لي عودة و زيارات متاالية مع أصدقائي ومقربيني وكل من أعرفه وسوف أدعوا الجميع للتقرب من المسجد والتعرف عليه وعلى الإسلام وسماحته ودعوته للسلم شكرا لك لكم جميعا بورك فيكم.

كانت هاته عينة من أصداء تصريحات الزوار أخترنا منها ما نقلناه كون أن المقال لا يتسع وعشرات الصفحات لا تكفي لتدوين و تسجيل تصريحاتهم المبهرة و إعجباهم و شكرهم ألخ………….

خلاصة القول:

لقد أصبح مسجد ستراسبورغ الكبير صرح  ورمز معلم تاريخي يثري الرصيد الفني المعماري لمدينة ستراسبورغ خاصة ولمنطقة الآلزاس عامة. رغم عدم السماح بتشييد مئذنة وبناء فضاء ثقافي ملاصق به.

فبعد أزيد من عدة سنوات من العمل والمثابرة. أتيح لمسلمي المدينة ومنطقة الألزاس مكانا محترما لممارسة شعائرهم الدينية وعباداتهم بكل أريحية وبكل لفخر وإعتزاز وتباهي لايضاهيه شيء في العالم بأسرة في نفوس الجالية الإسلامية برمتها بهجة وسرورا و سعادة.

كون هذا أن هذا المعلم الجديد ساهم إلى جانب الكاتدرالية والمعبد اليهودي، أصبح ثالت المعالم الدينية المقدسة ملكا لكافة سكان ستراستبورغ بفضل طابعه الأصيل وفنه المعامري المميز, لاسيما الإسلامي, الأندلسي والمغاربي المميز بخصوصيات وفسيفسائه وباقي مكواناته، في إضافته كرمز من رموز المشهد المعماري للمدينة وبات يعد فضاء للالتقاء والتسامح والتأخي مفتوحا لجميع سكان ستراسبورغ بمخالف ألوانهم وديناتهم وجسرا من جسور التوصل يصل بين المسليمن وغير المسلمين بين مختلف الجاليات من كل حدب وصوب فأرض الله واسعة فأينما تمشون فتم وده الله سبحانه و تعالي.

كرم واجب الضيافة :

عادة وعادات حميدة لا تنقطع ولا تندثر على أنغام التصلية والتسليم على الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليهم للسماع الصوفي و على كؤؤس الشاي بالنعناع وما لذ وطاب من أطباق العلويات المعدة للمناسبة من أياي حرائنا حفظهن الله أستقبل جمهور الزوار والسواح طوال اليوم للتذوق والتمع بنكهة الشاي ومداقه الحلو و روائع الحلوايات المغاربية و فنونها التي تعد ولا تحصى بارك الله في الجميع وخلف على القائمين بخلفة الخير وتحية شكر للجميع .

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *