وجهة نظر

تجربة العدالة والتنمية.. نهاية أطروحة ونكسة مشروع (8): نهاية متحققة وخيارات ممكنة

العدالة والتنمية يزيح الستار عن اللائحة الأولية لمرشحيه للانتخابات التشريعية

يقدم الكاتب والإعلامي، والعضو سابقا بالمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، ماهر الملاخ، دراسة في مسار حزب المصباح  وأسباب الخسارة التي لحقته في الانتخابات التشريعية والانتخابية الجماعية والجهوية التي جرت يوم الأربعاء 8 شتنبر.

هذه الدراسة تنشرها جريدة “العمق” على حلقات.

إقرأ الجزء السابق: تجربة العدالة والتنمية.. نهاية أطروحة ونكسة مشروع (7): هدم الخيمة

الحلقة 8:

تجربة العدالة والتنمية.. نهاية أطروحة ونكسة مشروع

 

نهاية الأطروحة ونكسة المشروع

بسقوط أطروحة التماهي بنوعيها: المشروط والمطلق، لا بد للمشروع الذي تنتمي إليه تلك الأطروحة من أن ينتكس. واسترداد عافيته متوقف على مدى قدرته على إفراز الأطروحة البديلة، تكون في مستوى التحدي الذي يواجهه الحزب في هذه المرحلة.

منذ بداية بوادر أزمة أطروحة التماهي، ظهرت مبادرات شبابية متعددة، بغض النظر عن مستوى نضجها، تدعو إلى ضرورة خوض غمار النقد الذاتي، وتنتقد سلوك القيادات، وتحذر من انسداد الأفق السياسي للحزب. كل ذلك يدل تدل على أنه مناضلي هذا االحزب، لا يزالون يمتلكون إجابات بديلة ومختلفة عن الاطروحة التي سادت، في إطار نفس المشروع أيضا.

وهو المشروع الذي بنى عليه الحزب وجوده، وهو المتمثل في: “تحدي الفساد والاستبداد، لتحقيق العدالة والإصلاح؟”

إذ على أساسه بناه الدكتور عبد الكريم الخطيب أول مرة، منذ 1967.

كل ذلك يمثل مؤشرا قويا، على أن ما سقط هو “أطروحة التماهي”، وأن المشروع بحكم تجذره كما يبدو، لا يزال حيا، وأن الحزب بحكم ديمقراطيته الداخلية، يغلب على الظن، أنه لن ينشق.

الأفق الممكن والميلاد الثالث

منذ ميلاده الثاني سنة 1996، يكون حزب العدالة والتنمية، قد استكمل دورة تكوينية كاملة في حياته، ليقبل على دورة ميلادية جديدة، يعيد فيها بناء ذاته، ويجدد فيها رؤيته ورسالته، لتمثل ميلاده الثالث.

فهو يبقى تجربة سياسية وتربوية متجذرة في الواقع المغربي، ويظل حزبا وطنيا ديمقراطيا، اشتغل، حسب أطروحته التي تبناها، بغض النظر عن الطريقة التي سادت بها، فقد اشتغل بها لأجل الرفع من تنمية بلاده، وعدالة حكمه. وحافظ، في المجمل، على نظافة يد أبنائه.

لذلك يصبح، من الواجب الشرعي والوطني والتاريخي أمام هذا الحزب، أن يلتقط أنفاسه، ويحافظ على طبيعته الديمقراطية الداخلية، ويكرس كل كفاءاته وطاقاته، وينكب على ترميم بيته، ويواجه التحديات المادية والمعنوية الجديدة التي ستعترضه، نتيجة الموقع الذي أصبح فيه اليوم.فيكون من أولى أولوياته، الخروج من حالة فراغ الاطروحة التي سادت خلال الولاية السابقة، وطرح البدائل المذهبية والقيادية، وتحديد المسار الجديد الذي سيسلكه.

وفي الأخير، وهو الأهم، عليه أن يتقبل أن يعود ذلك التنظيم النضالي الشعبي، كما كان عليه أول أمره، والذي لا يتلقى الدعم من غير جيوب أعضائه، ولا يتحرك بغير دراجات وسيارات أبنائه، ولايمتلك مقرات غير بيوت مناضليه. مناسبة تربوية لمناضليهالمتلحقين به، أن يمروا من تلك التجربة النضالية التي فاتتهم، حين التحقوا به في حال الرخاء.

وعلى مناضليهاليوم، أن يستحضروا، أن هذا الوضع الذي يجدون فيه الحزب، قد سبق أن كان فيما يشبهه من قبل، بعد سلسلة التزوير والإقصاء التي تعرض لها منذ انتخابات 1977، فحصل على ثلاثة مقاعد، وأيقن الدكتور عبد الكريم الخطيب حينذاك، أن ظروف المشاركة لم تعد متوفرة، وأن سلطة التحكم قد تقوّت إلى درجة التغول، بشكل لم تعد تسمح بهامش لأي مشروع مخالف لها.. فاتخذ قرار مقاطعة الانتخابات، استمرت مدة عشرين سنة، وحافظ على حضوره السياسي النوعي. ولم يرجع للمشاركة، إلا حينما تغيرت الشروط، وخفت قبضة التحكم، فكانت مرحلة الانفتاح التي عاشها المغرب أواخر التسعينيات.

خيار قد يكون صالحا في مثل هذه الظروف، التي تشبه تلك، فما أشبه اليوم بالبارحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • طالب سابق بالخارج
    منذ 3 سنوات

    قال الخبر:[ نهاية أطروحة ونكسة مشروع] قلت: ليست هناك نكسة ولا نهاية... الكلام باختصار شديد: حزب العدالة والتنمية ابتلي برئيس تسيير جماعة قروية يعجز عنه لأنه منبطح أصلا. جمع بين يديه رئاسة الحكومة ورئاسة حزب بناه الآلاف من مناضليه... يوم كان رؤساء الأحزاب يتجارون في حملة انتخابات الغرف هو خامل في قصر رئيس الحكومة... يوم كان الحزبيون يتصارعون على الأصوات هو يوزع عبر الفايس تدوينات كاذبة... والله ثم والله... ما كاين اللي خرج على العدالة والتنمية قد العثماني وزمرة المستوزرين... كانت الكراسي بالنسبة لهم هي الدنيا التي أنستهم آخرتهم...