انتخابات 2016، سياسة

الشباب والسياسة بالمغرب.. رغبة في المصالحة وسط حذر مستمر من السياسيين

كشفت دراسة حديثة حول “الشباب والسياسة”، أن أغلب الشباب المغرب يريدون المصالحة مع السياسة، لكنهم يظلون حذرين من النخبة السياسية، خصوصا وأن ما يقرب 65.70 بالمائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة عبروا عن نيتهم في التصويت خلال انتخابات 8 شتنبر، مقارنة بـ52.9 بالمائة فقط في الانتخابات السابقة.

وأشارت الدراسة التي أجراها مركز سياسات الشباب، بين يونيو 2016 ويوليوز 2021، أن 57.47 بالمائة من الشباب المغربي يعتقد بأنه من الممكن التأثير على صناعة القرار العمومي دون ممارسة السياسة من داخل الأحزاب.

ووفقا للمصدر ذاته، لايزال 78.66 بالمائة، من الشباب في 2021 يعتبرون أن التواصل بين النخبة السياسية والشباب “غير كاف” أو “غائب”، وهو تحسن ملحوظ مقارنة بعام 2016، (90.66 بالمائة) كما ارتفعت نسبة الشباب الذين يرون أن القادة السياسيين يبذلون جهدًا تواصليا من 8.30 بالمائة إلى 19.66 بالمائة.

فيما يرغب 39 بالمائة من الشباب في الانضمام إلى حزب سياسي حاليا، مقارنة مع 28.3 بالمائة فقط في عام 2016، كما انخفضت نسبة رفض الانضمام إلى السياسة (“لا” و”أبدا”) من 33.57 بالمائة إلى 24.39 بالمائة بين 2016 و2021.

وأظهرن الدراسة، المستندة إلى استطلاعات لعينة من حوالي 2000 شابة وشاب يمثلون 12 جهة بالمغرب، تغييرا تدريجيًا في مواقف الشباب تجاه الحياة السياسية. فمثلا في عام 2021، أعرب 39٪ عن رغبتهم في الانضمام إلى حزب سياسي، مقارنة مع 3.28٪ سنة 2016، بزيادة قدرها 10 نقاط مئوية خلال خمس سنوات.

وفي السياق ذاته، تقلصت نسبة رفض الانضمام إلى السياسة من 33.57٪ في عام 2016 إلى 24.39٪ في نهاية يوليوز 2021. في المقابل، استقرت نسبة المترددين عند ما يقرب الثلث 36.74٪ مع انخفاض طفيف بنسبة 1.32 نقطة مئوية مقارنة بعام 2016.

وبالرغم من ذلك، فإن نسبة الشباب المنتمين إلى حزب سياسي لم تتجاوز 4 بالمائة، وفقا لاستطلاعات مركز استراتيجيات الشباب، حيث لوحظ أن الشباب مهتم بالسياسة لكنهم لا يجدون الإطار المناسب. وفي هذا الإطار، يعتقد 57.47٪ من الشباب أنه من الممكن المشاركة في صناعة القرار العمومي دون ممارسة السياسة.

ووفقا للدراسة ذاتها، فإن 42.06 بالمائة من المستجوبين تعتقد أن السياسيين “لا يفكرون إلا في مصالحهم الشخصية”، بينما عبَر 26.96 بالمائة أنهم “لايستمعون لآراء الشباب”، و14.95 بالمائة يرجحون بأن السياسيين “فاسدون”، بينما 7.83 بالمائة فقط يعتقدون أن الزعماء السياسيون يعملون “من أجل مصلحة المجتمع”

وخلصت هذه الدراسة، إلى أنه رغم التحسن التدريجي لعدة مؤشرات خلال الفترة 2016-2021، إلا أن عدم ثقة الشباب برجال ونساء السياسة تبقى طاغية، الأمر الذي من شأنه أن يعيق زيادة المشاركة المباشرة للشباب في الأحزاب وصناعة بذلك القرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *