سياسة

لماذا تأخرت الرباط في إدانة هجوم اسطنبول رغم مقتل مغاربة؟

توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم الدموي الذي استهدف ملهى ليلي باسطنبول خلال احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة، ليلة السبت الأحد، حيث أصدرت عواصم عربية وإفريقية وعالمية عدة بيانات تنديدية بالاعتداء، في وقت لم تندد أو تستنكر بعد الخارجية المغربية الحادثة، رغم مقتل وإصابة مغاربة في الهجوم.

وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، أعلنت رسميا، مقتل مواطنتين مغربيتين في هجوم اسطنبول، وإصابة أربع مواطنات أخريات من جنسية مغربية، مشيرة إلى أنه بناء على اتصالات بين سفارة المغرب بأنقرة والسلطات التركية، فقد تأكد وفاة مواطنتين مغربيتين، بينما تتلقى أربع مواطنات أخريات من جنسية مغربية، العلاج، إثر الجروح التي أصبن بها في الهجوم.

وأوضح بلاغ للوزارة صدر مساء اليوم الأحد، أن الملك محمد السادس أعطى تعليماته للتكفل بنقل جثامين المواطنين المغاربة الذين قتلوا في هجوم اسطنبول، وكذا بمصاريف استشفاء المواطنين الذين أصيبوا بجروح في هذا الاعتداء.

وزارة مزوار ورغم بلاغها الذي تحدث عن هجوم اسطنبول وعدد المغاربة الذي قُتلوا وأصيبوا فيه، إلا أنها صمتت عن إدانة واستنكار الاعتداء، مكتفية بذكر أن سفارة المملكة بأنقرة والقنصلية العامة للمملكة باسطنبول، شكلتا خلية أزمة على اتصال مع السلطات التركية المختصة.

يأتي هذا في وقت نددت فيه الخارجية المغربية، اليوم الأحد، بالهجوم المزدوج الذي استهدف، أمس السبت، أحد أسواق العاصمة العراقية بغداد، وأسفر عن مقتل 27 شخصا، مشيرة في بلاغ لها، أن المملكة “تجدد موقفها الرافض لهذه الآفة الخطيرة بكافة أشكالها وصورها وكيف ما كانت بواعثها ودوافعها”.

وكانت الخارجية قد تأخرت أيضا في إدانة عملية اغتيال السفير الروسي بأنقرة، حيث خرجت ببلاغ في اليوم الموالي للحادثة، أدان بأشد العبارات، اغتيال سفير روسيا بأنقرة “اندري كارلوف”.

يُذكر أن المغرب كان ضمن البلدان الأولى التي رفضت المحاولة الانقلابية التي عرفتها تركيا منتصف يوليوز الماضي، حيث سارعت الرباط إلى إصدار بيان أعلنت فيه رفضها أي استخدام للقوة من أجل تغيير النظام القائم في تركيا، وداعية إلى الحفاظ على النظام الدستوري في هذا البلد، وأوضحت أن “المغرب متشبث باستقرار هذا البلد المسلم الشقيق”، وذلك كثاني دول عربية تدين الانقلاب بعد قطر، ساعات قليلة على بدء محاولة الانقلاب الفاشلة في اسطنبول.

يُشار إلى أن حصيلة الهجوم على الملهى الليلي في إسطنبول ليلة السبت الأحد، ارتفعت إلى 39 قتيلا من بينهم 16 أجنبيا، وإصابة 69 جريحا من بينهم 4 إصاباتهم خطيرة، فيما لا يزال البحث جاريا عن منفذ الهجوم الذي تنكر في زي “بابا نويل”.

وأطلق المهاجم النار على ضابط شرطة ومدني وهو يدخل الملهى الليلي قبل أن يفتح النار بشكل عشوائي في الداخل.

وقال حاكم إسطنبول، واصب شاهين: “إرهابي بسلاح بعيد المدى نفذ هذا الهجوم بوحشية وهمجية بإطلاق النار على الأبرياء الذي يحتفلون فحسب بالعام الجديد”.

وقالت محطة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية، إن حوالي 500 إلى 600 شخص كانوا داخل الملهى الليلي فيما يبدو عندما وقع الهجوم في حوالي الساعة 1:15 صباحا (22:30 بتوقيت غرينتش)، وقفز بعض المحتفلين في المياه هربا من إطلاق النار وقامت الشرطة بإنقاذهم.