جديلة الإحتفال بالتقويم العالمي 2017

ﻣﻦ ﻣظﺎﻫﺮ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺈﺧﺘﻼﻓﺎﺗﻪ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﺮﺃﺱ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﻴﻼﺩﻳﺔ، ﻓﻲ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ، ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﺮﺿﺖ ﻫﺪﺍ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮها، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﻀﻮﺭ ﺇﺟﺎﺑﻲ ﻧﻠﻤﺢ ﺗﻮﺣﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺇﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﺎﻡ ﺟﺪﻳﺪ ﺗﻐﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ المختلفة.
ﺗﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﺑﺈﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺇﺣﺘﻔﺎﻝ ﻣﺒﻨﻲ على أساس ﺩﻳﻨﻲ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺃﻭ ﻋﺮﻗﻲ، ﻛﻠﻪ ﻳﻠﻤﺢ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻫﺪﺍ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻣﻦ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻟﺪﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﻤﻌﺎﺀ، ﺗﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﻫﺪﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻓﺎﺋﺘﺔ ﻭ ﺳﻨﺔ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻧﺘﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﺳﻨﺔ ﻣﺎﺿﻴﺔ ﺑﺄﺣﺰﺍﻧﻬﺎ ﻭ ﺃﻓﺮﺍﺣﻬﺎ ﻭ ﻧﺘﻤﻨﻰ ﺣﻠﻮﻝ ﻋﺎﻡ ﺑﻤﻠﺊ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻋﻠﻴﻨﺎ.
ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻭ ﺍﻟﻐﻠﻮ ﻓﻲ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻝ ﻧﺸﻬﺪ ﺗﺤﺮﻳﺾ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺘﺤﺮﻳﻢ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻝ ﺃﺧﺪﺍ ﺑﻤﻌﺎﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﻟﺮﺑﻤﺎ ﻫﺪﺍ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴﻖ … ﻭ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﺪﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻔﻮﺿﻰ ﻭ ﺍﻟﻔﺤﺶ ﻭ طقوس شركية.
ﻣﻦ ﻣﻨﻀﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﺒﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺑﻤﻔﻬﻮﻡ ﺷﺮﻛﻲ، ﻟﻜﻦ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻫﻮ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻭ ﻧﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺘﺸﺎﺭﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻴﻪ، ﻟﻜﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻝ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﻫﺪﺍ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ ﻛﻞ ﺭﺃﺱ ﺳﻨﺔ ﻭ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺩﻳﻨﻲ، ﺇﻣﺎ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺪﺧﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﺪﻕ ﻭ ﺧﻠﻖ ﺟﻮ يسوده الفرح و السرور و إدخال البهجة و الفرحة، فهذا محبب ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻋﺪﻡ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺷﺮﻛﻴﺔ، ﻓﻬﺪﺍ ﺇﺣﺘﻔﺎﻝ ﻻ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺷﺮﻙ ﻭﻫﺪﺍ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ.
ﻭ ﻣﻦ ﻣﻨﻀﻮﺭ ﺍﻟﻐﻠﻮ ﻓﻲ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻝ ﺗﺼﺒﺢ ﻫﺪﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ الفوضى والانحلال ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﺇﻣﺎ ﺇﺣﺘﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ﺑﺈﻓﺮﺍﻁ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺤﺶ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻓﻲ ﻫﺪﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻭ ﻛﺪﻟﻚ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺑﻬﺪﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ التي قد تكون شركية في المعتقد الدين الإسلامي.
ﻭ ﻫذﺍ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻧﺘﻤﻨﻰ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ثم ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﺎﻣﺎ ﻳﺴﻮﺩﻩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺑﺤﻠﻮﻝ ﻫﺪﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ 2017
ﻭ ﻫﺪﺍ ﺭﺃﻱ ﺧﺎﺹ ﻣﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ تفكير ﺣﻴﺎﺩﻱ ﻭ ﻧﺤﺘﺮﻡ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺭﺍﺀ ﻭ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻭ ﺃﻧﺘﻢ ﺑﺄﻟﻒ ﺧﻴﺮ.