وجهة نظر

لماذا لا يرد المغرب على حماقات الجزائر !؟

١ – سئلت في أكثر من مناسبة من قبل بعض المتابعين المغاربة والعرب لمقالاتي المتواضعة ، عن السبب الأساس الذي يجعل المغرب يحجم عن الرد أو المعاملة بالمثل عن الاتهامات بالغة الخطورة الصادرة عن النظام العسكري الجزائري ضده؟ لماذا وقف المغرب الند للنظام في وجه دول أجنبية قوية جدا مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا، في حين نراه يتعاطى بديبلوماسية “مبالغ فيها” مع الجزائر التي لم تتوقف منذ أكثر من خمسين سنة، عن الاستهداف العدائي “الأسطوري” للمملكة؟

ويضيف هؤلاء المهتمون المحترمون، من أين للدولة المغربية هذا القدر الاستثنائي من ضبط النفس وبرودة الأعصاب وهذه الرزانة القريبة من “الضعف” أمام التنمر الجزائري الذي تجاوز كل التوقعات؟

٢ – قد أقدم نظام الكابرانات على خطوات كيدية وقرارات جهنمية قل مثيلها في العالم ضد الشعب المغربي : ١) إغلاق الحدود بحزم لامحدود منذ أكثر من ٢٧ سنة ، ٢) استدعاء سفيرها من الرباط، ٣) قطع العلاقات الدبلوماسية مع “الجارة الغربية”، ٤) الطرد المنهج للمواطنين المغاربة من الجزائر بمناسبة ومن دون مناسبة، ٥ (غلق الحدود الجوية بالنسبة للطائرات المدنية والعسكرية، ٦) وقبل ذلك وبعده استهداف الوحدة الترابية للمملكة المغربية، عبر احتضان جبهة الانفصال في تندوف، وتسليحها وتدريبها، ومساعدتها ماديا ولوجستيكيا، والدفاع عنها بقتالية فرعونية في كل المحافل الإقليمية والدولة، وفي كل وسائل “الإعلام” لدولة “المليون شهيد” … ٧) ومتابعة آثار المغرب السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. فكلما نهجت المملكة طريقا خاصا بها وجدنا الجزائر تلهث وراءها كتلميذ كسول قصارى جهده أن يسفيد من مجهود زميله المجتهد دون كد أو عناء .

٣ – لكنني أعتقد اعتقادا جازما – جوابا على مثل هذه الأسئلة الحارقة – أن المغرب يدرك تمام الإدراك أن النظام الجزائري كيان سياسي انتحاري؛ بلا أمل ولا رؤية ولا حلم في البناء والتنمية والتقدم ، إنه مشروع الاحتراب الداخلي والمغامرات اللامتناهية في دنيا الفساد والاستعداد، وتبديد ثروات الشعب الجزائري البريء ، ولأن هذا الشعب الأبي أدرك هذه الحقيقة منذ عقود ، وخرج في السنتين الأخيرتين في حراك اجتماعي سلمي حضاري، مطالبا “بدولة مدنية ماشي عسكرية”، فإن نظام الكابرانات يسعى سعيا إلى التصعيد والاستفزاز الموجهين بحدة و”حماس” نحو المغرب ، لإسكان صوت الشعب الداعي إلى الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية ، لكن يبدو أن الحراك الجزائري “باق ويتمدد”، لذلك فإن المغرب لن يمنح طوق نجاة للكابرانات، ولن يرد على نظام آيل للسقوط على يد الشباب الجزائري المدرك لوضعه الاجتماعي المأساوي، إلا إذا صدر عنه فعل عسكري ملموس يمس من كيانه الثابت ، آنذاك فلكل حادث حديث !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *