سياسة

بووانو: خبرنا المعارضة لسنوات.. وتواجدنا في الحكومة 10 أعوام لن ينقص من عطائنا

اعتبرت المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، أن اصطفاف الحزب في المعارضة هو الموقع الطبيعي خلال المرحلة الراهنة في ظل نتائج الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، معتبرة أن الحزب خبِر المعارضة لسنوات عديدة، وأن سنوات التدبير العشر في الحكومة لن تؤثر على عطائه.

جاء ذلك في مداخلة عبد الله بووانو، رئيس مجموعة العدالة والتنمية بمجلس النواب، خلال مناقشة البرنامج الحكومي، اليوم الأربعاء، والتي حدد خلالها المعارضة التي التي سيمارسها حزبه في إطار ما يخوله الدستور من صلاحيات للمعاربة، وانطلاقا من “المكانة السياسية للحزب ومواقفه الوطنية التاريخية”.

وقال بووانو مخاطبا الحكومة الجديدة: “لا ضير من تذكيركم بأننا خبرنا المعارضة ودروبها لسنوات عديدة أبلينا خلالها البلاء الحسن لفائدة وطننا وشعبنا، ولن تنقص من عزيمتنا وعطائنا سنوات التدبير العشر التي تحملنا مسؤوليتها بنجاح”.

واعتبر أنه لا أدل على ذلك من تقديم البرنامج الحكومي الجديد “الذي وجدنا فيه استمرارية وتنزيلا للأوراش الكبرى الاقتصادية والاجتماعية التي دشنتها حكومتي بنكيران والعثماني، والتي كنتم جزءا منها (رئيس الحكومة عزيز أخنوش)، ولم يزد عليها إلا البعض مما جاء من توصيات في تقرير لجنة النموذج التنموي”.

وأعلن بووانو أن حزبه يصوت بالرفض على البرنامج الحكومي الجديد، معتبرا أن الحكومة الجديدة “بدون روح سياسية، وغيبت حقوق الإنسان عن اهتماماتها سواء ضمن هيكلتها أو في برنامجها”.

المعارضة.. الموقع الطبيعي

ويرى بووانو أن اصطفاف حزبه في المعارضة هو اصطفاف في الموقع الطبيعي، قائلا: “اخترنا موقع المعارضة في هذه المرحلة من تاريخنا السياسي لأننا اعتبرنا أن موقعنا الطبيعي هو المعارضة في ظل ماشاب هذه الانتخابات من شوائب وممارسات منافية للاختيار الديمقرطي وللإرادة الشعبية الحرة والنزيهة”.

وأضاف: “سنمارس المعارضة بحزم ومسؤولية ووطنية، معارضة وطنية تنصت بإمعان واهتمام لهموم وانتظارات المواطنين وتدافع وتترافع بقوة عن مصالحهم، وتنتصر لقضايا الوطن وتدافع عن ثوابته الراسخة ومصالحه العليا لا نخشى في ذلك لومة لائم ولاتثنينا عن ذلك العقبات والمضايقات”.

واستعرض المتحدث ما حققته الحكومتان السابقتان بقيادة العدالة والتنمية من “المساهمة في إشعاع المغرب وتعزيز تميزه كبلد مستقر وآمن يتقدم في مسلسل الإصلاح ويتمكن من جلب استثمارات نوعية وضخمة وإنعاش الاقتصاد الوطني ويهتم بفئاته ومجالاته الهشة والمهمشة”.

واعتبر رئيس مجموعة “المصباح”، أن انتخابات 2021 “كرست انتكاسة ديمقراطية واستدعت ممارسات قديمة تصورا وتنظيما وممارسة، كنا نعتقد أننا قطعنا معها بعد دستور 2011 وانتخابات 2011 و2015 و2016″، مبرزا مجموعة من مظاهر استهداف حزبه خلال الانتخابات الأخيرة، بحسب رأيه.

وجدد موقف حزبه الرافض للقاسم لانتخابي الجديد والدعوة إلى التراجع عنه، “لأن ما يحرك حزبنا ليس هو الحسابات الانتخابية ربحا كانت أو خسارة، وإنما ما يحركنا هو إرساء قواعد الديمقراطية السليمة والانتصار للخيار الديمقراطي وللإرادة الشعبية”، وفق تعبيره.

كم أشار إلى موقف الأمانة العامة لحزبه من كون النتائج المعلنة للانتخابات “غير مفهومة وغير منطقية ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية ببلادنا ولا موقع الحزب ومكانته في المشهد السياسي وحصيلته في تدبير الشأن العام المحلي والحكومي والتجاوب الواسع للمواطنين مع الحزب خلال الحملة الانتخابية “.

وتابع قوله: “نؤكد أن ثقتنا في وطننا لن تتغير، وأننا لن نكون معول هدم أو تشكيك فيه وفي مؤسساته مستقبله، ولن نفسح لخصوم المغرب أن يشككوا فيها أو يستغلوا انتقادنا للممارسات الخاطئة أو النزوعات النكوصية عن الاختيار الديمقراطي، سنواصل من شعارنا “الوطن أولا” نضالنا من أجل تعزيز البناء الديمقراطي وبناء مغرب التنمية والعدالة من منطلق غيرتنا عليه الوطن وتقديم التضحيات من أجله”.

ويرى بووانو أن أول إشارة دالة على هذه الثقة هو تقديم أعضاء الأمانة العامة، وفي مقدمتهم الأمين العام، الاستقالة، والدعوة لعقد مجلس وطني استثنائي ثم الدعوة للتعجيل بعقد مؤتمر استثنائي، من منطلق مواصلة الاحتكام لمنطق المؤسسات، وربط المسؤولية بالمحاسبة.

وشدد على أن المرحلة الانتقالية للسنة المقبلة ستشكل، تحت القيادة التي ستنتخبها قواعد حزب العدالة والتنمية، فرصة لاستجماع كل المعطيات المتعلقة بـ8 شتنبر 2021، والتفكير العميق في الأسباب والمسببات واقتراح الخيارات والتصورات والأولويات لمرحلة ما بعد المؤتمر العادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *