دميانة نصار.. صعيدية تخطف الأنظار من نجوم “الجونة” في مصر

دميانة نصار، سيدة بسيطة بملامح صعيدية، في الأربعينيات من عمرها، لم تكن تتجاوز شهرتها قريتها الصغيرة، إلا أن بطولتها الاستثنائية في فيلم “ريش”، وهو أول فيلم مصري طويل يفوز بجائزة أسبوع النقاد في مهرجان “كان” السينمائي، حولتها إلى حديث الشبكات الاجتماعية، بعد تميزها في نقل واقع عالم العشوائيات إلى جمهور الشاشة الكبيرة.

واختيرت دميانة، الملقبة بـ”أم ماريو”، وهي ربة بيت وأم لأربعة أبناء، بطلة “ريش”، بعد نجاحها في إقناع مخرج الفيلم، الذي اختار قريتها للبحث عن شخصيات مغمورة بإمكانها إتقان أدوار العمل، الأمر الذي جعلها لا تتردد في خطو هذه الخطوة التي انتظرتها طويلا، لكن حلمها البسيط سيتعرض لموجة تنمر غير عادية، من قبل أشخاص يعتبرون التمثيل عالما خاصا بهم، ولا مكان لمن يأتون من الهوامش بينهم.

واستطاعت دميانة نصار، التي لا يعرف وجهها طريق مساحيق التجميل ولا جسدها أحدث الأزياء العالمية، عكس من أصبحوا يحولون سجادات المهرجانات إلى مكان لعرض مؤهلاتهم الجسدية بدل كفاءتهم الفنية، على حد تعبير رواد المنصات الاجتماعية، خلق جدلا واسعا في مهرجان “الجونة” السينمائي”، بعد انسحاب فنانين عدة من عرض الفيلم بدعوى أنه “يسيء لسمعة مصر”.

واعتبر الممثل شريف منير، وهو أحد المنسحبين من عرض الفيلم، أنه “لا يعكس واقع مصر ولا المبادرات المجتمعية التي تقوم بها الدولة، مصرحا بأن “أبطال الفيلم يعيشون واقعاً قاسياً يخالف واقع المبادرات “حياة كريمة” و”تكافل وكرامة” وغيرها من المبادرات المنجزة لمحاربة الفقر والعشوائيات”.

ورد منتج الفيلم محمد حفظي على هذه التصريحات بأنها “اتهامات غير منطقية”، مبرزا أن “أحداث هذا العمل ليست حقيقة بل خيال المؤلف”، فيما اعتبر الناقد السينمائي أحمد سعد الدين إنه “يجب تقديم وتقييم الفيلم فنياً وليس سياسياً، ومن حق الفنان شريف منير أن “يرفض الفيلم لكن ليس من حقه أن يتحدث عن سمعة مصر”.

ولم يتوقف الأمر هنا، بل تعرضت دميانة للإساءة من الإعلامية بوسي شلبي، بعدما قالت أثناء تقديمها للجمهور بأن مخرج الفيلم فتح أبواب الرزق لعائلات كثيرة، لم تكن تتخيل يوماً أن تصل إلى سجادة مهرجان “الجونة”، بدعوى أن دميانة لا تنتمي إلى عالم المشاهير، الأمر الذي اعتبره الكثيرين رداءة إنسانية وعنصرية مقصودة وسقطة مهنية لا يجب أن تمر مرور الكرام.

بطلة الفيلم دميانة نصار، كان لها رأيا مغايرا، حيث تساءلت في تصريحات إعلامية بـ”ممنوع علينا نفرح يعني؟ ممنوع نعمل فيلم بشكلنا ولبسنا وبيوتنا التعبانة، زي أي ناس في المجتمع؟”، بل تلقت تشجيعات كبيرة من فنانين معروفين أبرزهم خالد النبوي، الذي أشاد بدورها المتميز في هذا العمل السينمائي، معلقا بـ”أداءها في فيلم “ريش” يصعب على المحترفين”، أجمل وأعظم وأصدق ما شاهدت في المهرجان”.