مجتمع

دار الطالب بأولاد سعيد.. صرفت عليها الملايين فأغلقت أبوابها تاركة التلاميذ عرضة للمجهول (فيديو)

تصوير ومونطاج: عزيز صفي الدين

هنا بأولاد سعيد، إقليم سطات، بعيدا عن المنطقة السكنية المكتضة، توجد دار الطالب، الذي استبشر بها أولياء التلاميذ خيرا، بعد أن صرفت عليها الملايين لتجيهزها، لكن هذه البشارة لم تكتمل، ليجد التلاميذ أنفسهم عرضة للمجهول.

20 كلمترا يقطعها التلاميذ والتلميذات يوميا بأولاد سعيد، من وإلى المدرسة، كثير منهم لم يستيطعوا المواكبة فانقطعوا عن الدراسة، وآخرون ما زالوا يصارعون لأجل استكمال دراستهم، لكن صمودهم مقبل على النفاذ، والسبب، التهديدات التي تعترضهم يوميا.

يخرجون من منازلهم في الخامسة صباحا، منهم من يعتمد دراجة هوائية، كما يحكي أيوب في هذا الروبورتاج، ومنهم من يستعمل وسيلة نقل أخرى تبلغ تكلفتها يوميا 30 درهما، مبلغ مرهق لأولياء التلاميذ بهذه المنطقة التي ترتع تحت عتبة الفقر.

والدة أيوب تحكي في ربورتاج “العمق”، أن طفلها يخرج من البيت في الخامسة صباحا متجها إلى المدرسة، يصل إن ساعفه الحظ أحيانا لتلقي دروسه، ولا يصل مرات عدة في الموعد، وفي فصل الشتاء، لا يذهب إلى المدرسة، لأن دار الطالب التي كان قد يجلس فيها وتسهل عليه دراسته، أغلقت منذ 2019 إلى اليوم، ولا خبر عن موعد فتحها من جديد.

يقول أيوب، إن استمر الوضع على هذا الحال، سينقطع عن الدراسة، كما حدث مع عدد من التلاميذ بالمنطقة، لأنه عند وصوله للمدرسة في الصباح، يكون قد أرهقه تعب الطريق، وعند العودة إلى البيت يجد نفسه فقد الرغبة في مراجعة دروسه، ناهيك عن الخطر الذي يتهدده في الطريق ” مكاينش الأمن” يضيف أيوب.

تأسست دار الطالب بولاد سعيد في 2008، من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أغلقت في 2014 للإصلاح، صرفت عليها الملايين، يقول الفاعل الجمعوي رشيد محضار، خصصت لها 16 مليون إضافة ل14 مليون، لتغلق أبوبها في 2019، لحدود اليوم.

يضيف محضار في هذا الروبورتاج، أن هذه المؤسسة الداخلية، تضم طاقتها الاستيعابية 86 سريرا، قد يصل لإيواء 150 تلميذة وتلميذ بالجماعة القروية لأولاد سعيد، هؤلاء التلاميذ معرضون اليوم للانقطاع عن الدراسة بسبب استمرار إغلاق مؤسسة دار الطالب.

رحال فاروق وهو عضو الجمعية المسيرة لدار الطالب بأولاد سعيد، حمل مسؤولية إغلاق هذه المؤسسة وتعريض التلاميذ للخطر، للمسؤلين المكلفين بتتبع عملية البناء والصيانة، مبرزا، أن المؤسسة في عمرها 11 عاما فقط، فكيف تغلق بسرعة، “إن من ارتكب هذه الجريمة يجب أن يحاسب عليها” يقول رحال في هذا الروبورتاج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *