سياسة

الغالي: نظام الجزائر أنفق الملايير لإدامة نزاع الصحراء وخطابه يفتقد لأدنى أعراف العلاقات الدولية

كشف أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش محمد الغالي، إنفاق النظام الجزائري لما يزيد عن ألف مليون دولار من أجل “إدامة نزاع الصحراء”، كما اعتبر أن خطابه في الأزمة الأخيرة افتقد لأدنى أعراف العلاقات الدولية بعد نهجه لأسلوب التهديد وهو الأسلوب الذي لا تستعمله الدول التي تنشد السلم والأمان.

وأعطى الغالي مثالا بخطاب المملكة المغربية في قضية مقتل السائقين بدولة مالي قبل أسابيع، حيث تدخل المغرب لحل المشكل والوقوف على حيثياته وكشف خيوط القضية دون المساس بالعلاقة مع دولة مالي أو الإساءة لها، ودون تبنيه لخطاب تهديدي اتجاه مالي.

وشدد على أن النظام الجزائري الذي “لم يعد له ما يتحدث عنه سوى المغرب” لم يتحل حتى بأبسط أعراف العلاقات الدولية في حديثه عن قضية الشاحنتين الجزائريتين وذلك رغم نفي المغرب أي علاقة له بالحادث، مضيفا أن هذا الحادث أكد أن النظام الجزائري فقد صوابه.

بالمقابل، وقف الغالي على المستوى الرفيع في الخطاب المغربي وسجل أن الملك محمد السادس خاطب الرئيس الجزائري بعبارة “فخامة الرئيس”، وهو ما اعتبره الغالي أن إشارة ملكية على أن المغرب يحترم البلد الشقيق ونظرته إليه ليست كما يحاول إعلام العسكر الترويج له.

كما سجل أن النظام الجزائري “لم يترك فرصة لجبهة البوليساريو ليكون لها استقلال في قراراتها”، وقال “الجزائر هي التي توجد في الواجهة اليوم، حيث أن المتحدث في قضية النزاع فيها وزير الخارجية الجزائري، ثم المبعوث الجزائري إلى إفريقيا المكلف بمشكل الصحراء”، وأوضح الغالي أن المبعوث المذكور عمله يقوم على “التفاوض مع البلدان التي تعاني من مشاكل أمنية للتموقع فيها والضغط عليها سياسيا لإصدار مواقف معادية للوحدة الترابية المغربية، أو الدول التي عليها ديون من أجل شراء ولائها لتكون في صف الجزائر”.

وخلص في مداخلته بندوة “الصحراء المغربية.. تطورات القضية بعد الانتصارات الديبلوماسية” أمس الأحد بمراكش، إلى أن أزمة المنطقة أصبحت إشكالا بين مقاربتين، مقاربة مغربية تدافع عن وحدتها الترابية دون أن تنس المصالح المشتركة لشعوب المنطقة، ومقاربة جزائرية تهدف إلى إدامة النزاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *