أخبار الساعة، المغرب العميق، مجتمع

“الوضع المتردي” للصحة بدمنات يصل قبة البرلمان

وصل الوضع المتردي الذي يعيشه القطاع الصحي بإقليم أزيلال عامة، ودمنات على وجه الخصوص قبة البرلمان، بعد سؤال وجهه البرلماني، رشيد المنصوري، لوزير الصحة والحماية الاجتماعية حول القطاع الصحي بالإقليم.

وقال المنصوري المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار إن مستشفى القرب بدمنات يفتقد لأطباء الجراحة والإنعاش والنساء والتوليد بعد انتقالهم إلى مدن أخرى دون ان يتم تعويضهم، علما ان وجودهم في السابق كان غير كاف لتلبية حاجيات المنطقة، وفق تعبير البرلماني.

وأوضح البرلماني ذاته أن مستشفى القرب بدمنات يستقبل النساء الحوامل من جماعة دمنات وجماعات تابعة لدائرتي فطواكة وولتانة وبعض جماعات قلعة السراغنة، متسائلا عن الإجراءات التي تعتزم وزارة الصحة القيام بها لتصحيح “الوضعية المزرية” التي تعاني منها ساكنة المطقة.

وأشار المنصوري في سؤاله إلى أن مستشفي أزيلال ودمنات أصبحا مجرد محطة للعبور إلى المدن المجاورة على غرار قلعة السراغنة ومراكش وبني ملال والدار البيضاء.

وفي سياق متصل، عبر العديد من ساكنة المنطقة في تصريحات للجريدة عن سخطهم من الغياب المستمر للعديد من الأطباء بمستشفيات دمنات، وعدم انتظام عملهم، محملين المسؤولية لمن يتستر على هذه الممارسات التي تحرم المواطنين من حقهم في تلقي خدمات صحية تحفظ كرامتهم، وفق تعابيرهم.

وقد عاينت جريدة “العمق”، صباح اليوم الخميس، عددا كبيرا من المواطنين حلوا بمستشفى اسران لتلقي العلاجات، إلا أن غياب طبيبة صعب من مهمة العاملين لتلبية حاجيات المرضى.

ينضاف إلى ذلك إغلاق مستشفى القرب في وجه المواطنين بدعوى تخصيصه لكوفيد، علما أن الحالات المسجلة في الإقليم لا تستدعي حرمان الساكنة من خدمات هذا المستشفى الذي كلف الدولة ملايين الدراهم.

وطالب العديد من الفاعلين الحقوقيين بإعادة فتح هذا المستشفى لتقديم الخدمات الصحية في حدها الأدنى لمواطنين ذنبهم الوحيد أنهم اختاروا العيش في مدينة همشها المسؤولون، وفق تعابيرهم.

وفي سياق متصل، قالت مصادر جريدة “العمق” إن القائمين على الشأن الصحي بإقليم أزيلال عوض أن يعملوا على دعم العاملين بمستشفى القرب بدمنات وتمكين المواطنين من الحد الأدنى من الخدمات الصحية وتفادي تنقلهم إلى مستشفيات أخرى، قاموا بتحويل طبيب النساء والتوليد من مستشفى دمنات إلى المستشفى الإقليمي بأزيلال منذ بداية أزمة كورونا إلى اليوم.

وتداول نشطاء عبر تطبيق التراسل الفوري “واتساب” صورا ومقاطع فيديو تكشف الحالة “المزرية” التي بات يعيشها المركز الصحي “إسران” بدمنات.

وتظهر الصور ومقاطع الفيديو مرافق متسخة وعدد من الفئران بداخل المركز الصحي الذي يستقبل عشرات المواطنين القادمين من أحياء بدمنات والجماعات المجاورة بعد أن تم تخصيص مستشفى القرب لمرضى كوفيد.

واستنكرت أصواتٌ الوضع الذي يعيشه هذا المركز الصحي، متسائلة عن جودة الخدمات الصحية التي تقدم في مثل هذا المستوصف المليء بـ”الأوساخ”.

وفي يوليوز الماضي، شارك مواطنون في وقفة احتجاجية أمام مستشفى القرب بدمنات دعت إليها هيئات سياسية ونقابية وجمعوية وحقوقية بدمنات احتجاجا على الوضع الصحي المتردي.

مواطنون قالوا في كلمات ألقيت بمناسبة الشكل الاحتجاجي إن ساكنة المنطقة تعيش إقصاء من الخدمات البسيطة، مما يدفعهم للتنقل إلى مدن أخرى طلبا لهذه الخدمات.

ودعا المحتجون مندوبية الصحة بأزيلال إلى فتح حوار جدّي ومسؤول “قصد البحث عن حلول ناجعة للمعضلة الصحّية بالمنطقة”، ملوحين بالتصعيد إذا لم تتدخل المندوبية لوضع حد لمعاناة المواطنين في هذه المؤسسة الاستشفائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *