مجتمع

دراسة: زواج القاصرات بالمغرب سببه الهدر المدرسي والفهم الخاطئ للدين

كشفت دراسة تشخيصية حول زواج القاصرات، أن الهدر المدرسي هو الرافد الأساسي لزواج القاصرات بالمغرب، مشيرة إلى أن الأوساط التي تنتشر فيها الأمية والجهل هي الأكثر إنتاجا لهذا النوع من الزواج وإعادة إنتاجه.

الدراسة التي أنجزتها رئاسة النيابة العامة، أشارت إلى أن الهدر المدرسي سواء تعلق الأمر بعدم الالتحاق مطلقا بمقاعد الدراسة، أو التسرب خارج المسار الدراسي بعد الولوج إلى المدرسة هو أحد أسباب زواج القاصرات.

وتبقى الأسباب المادية المحضة، بحسب هذه الدراسة التي اطلعت “العمق” على مضمونها، هو عدم الاستفادة من الخدمات التعليمية، وبرامج دعم التمدرس كبرامج تيسير والإيواء، والنقل المدرسي هي السبب الأكبر في هذا الأمر.

وأشارت الدراسة، إلى أن 86.43 بالمائة من القاصرات انقطعن عن الدراسة، في حين أن 13.22 بالمائة منهن لم يسب لهن التمدرس، في حين لازالت نسبة 0.35 بالمائة من القاصرات المتزوجات يتابعن دراستهن.

وترى هذه الدراسة، أنه كلما ارتفع المستوى التعليمي للقاصر وأسرتها وللخاطب أيضا إلا وانخفضت نسبة الزواج المبكر، وبالتالي، فإن الزواج المبكر يدخل في علاقة عكسية مع المستوى التعليمي، فكلما ارتفع أحدهما انخفض الثاني.

وأوضحت أن التأويل الخاطئ للدين، والتفسير المغلوط لبعض نصوصه والاحتجاج بها في غير محلها وإخراجها من سياقها دون استحضار لدلالاتها الصحيحة وأسباب نزولها، واستيراد مفاهيم مذهبية يفاقم بدوره إلى تكاثر الزواج المبكر.

وينمو الزواج المبكر، بحسب الدراسة، في الأوساط التي تسيطر عليها الأعراف والتقاليد في تفكير الأسر، حيث يترسخ لديهم نسق فكري رجعي، يسوق لمفاهيم مبتذلة عن دور المرأة في المجتمع، فيكون الرجل هو المتنفذ اجتماعيا، والمتمكن اقتصاديا، والمسيطر فكريا والمتحكم الأوحد في مصير من حوله.

بينما المرأة، تضيف الدراسة التي أنجزتها رئاسة النيابة العامة، في حالة لا مساواة، وتبعية مطلقة للرجل، ويعطي هذا النسق تصورا مغلوطا عن مفهوم طاعة الوالدين فتنشأ ثقافة تبجل الأب والزوج، بمفهوم الخنوع والخضوع، وليس بمفهوم التقدير والاحترام.

وشددت الدراسة، على أن نمو الزواج المبكر وتكاثره، الدافع الرئيس له هو الأعراف والتقاليد، إذ وصلت نسبته إلى 44.08 بالمائة، الشيء الذي يجعل اتخاذ القرار بتزويج القاصرات هو مسألة وقت فقط، في انتظار قدوم خاطب ما، مهما كانت هويته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *