الأسرة

“أمركاس” و”تروايت” و”إفنوزن”.. سلاح أهل الجنوب مع البرد

تواجه ساكنة المناطق الجبلية موجات البرد القارس خلال فصلي الخريف والشتاء، بإعداد مجموعة من الأكلات التقليدية التي تعد خصيصا للتصدي للبرد وذلك لما تتميز به من غنى بالفيتامينات، إضافة إلى خلطها بمواد طبيعية كالسمن البلدي والفصة، ومن أبرز هذه الأكلات نجد “أمركاس” و “إفنوزن” و”تاروايت ن تمزين” كإحدى أسلحة ساكنة الجنوب الشرقي ضد البرد القارس.

وتُقبل ساكنة المغرب العميق منذ القدم على الأكلات المذكورة كوجبات رئيسية أو مُكملة بغرض التصدي للبرد، نظرا لتوفرها على مقومات غذائية هامة تمنح طاقة ودفئا كبيرين للجسم خلال فصل الشتاء، ويتم إعدادها في مطبخ تقليدي يسمى محليا بـ “إزغي” أو “أحانو نوافا” كما يتم تقديمها في أواني طينية كـ “الكصعة” أو ما يصطلح عليه باللغة الأمازيغية “تازلافت”.

أكلة “أمركاس”

أكلة “أمركاس” والتي يختلف اسمها من منطقة الى أخرى، حيث تسمى كذلك بـ “بداز” أو “أفظوز” أو “أبلبول”، من الأكلات الرئيسية التي لا تتخلى عنها الأسر بالمناطق التي تعرف موجات البرد القارس، والتي تعتمد بالأساس في تحضيرها على دقيق الذرة، ونبات “الفصة و”اللفت المحفورة” و”الكرعة” والبصل والطماطم و”الشحم” و”السمن الحر” بالإضافة إلى زيت الزيتون والتوابل.

وتزداد أهمية “أمركاس” حين تضاف له اللحوم المجففة من “كرداس” و “قديد”، ويتم تقديمه في إناء فخاري يسمى بـ “تازلافت”، بينما في بعض مناطق الجنوب الشرقي يتم طهي “الشكوة” الجلدية مع الكسكس مما يعطيها مذاقا رائعا مع حموضة اللبن.

أكلة “إفنوزن”

وتعتبر أكلة “إفنوزن” كذلك من الأكلات التقليدية الحاضرة بقوة في مطبخ الأسر بالجنوب الشرقي في هذا الطقس البارد، وهو لا يختلف كثيرا عن وجبة “أمركاس” في بعض المكونات، حيث يستعمل لتحضيره الكسكس الذي يتم خلطه مع نبات “الفصة” وأوراق البصل، و”القزبور” و”المعدنوس” والفلفل الحار والشحم والتوابل وزيت الزيتون، ويتم تقديمه هو أيضا في “كصعة” أو ما يسمى باللغة الأمازيغية بـ “تازلافت”.

“تاروايت ن تمزين” أو عصيدة الشعير

“تاروايت ن تمزين” (بتفخيم الزاي) يطلق عليها أيضا “تاكلا” أو “العصيدة” عند الناطقين بالعربية، وهي من الأكلات التي يتم تحضيرها كوجبة يتم تناولها غالبا في الصباح الباكر خصوصا في فصل الشتاء لمقاومة موجات البرد، واسم “تاروايت” مشتق من الفعل “إروي” باللغة الأمازيغية والذي يعني “حرك” أو “خلط” باللغة العربية، حيث يتم تحريكها أثناء طبخها ويدخل في تحضيرها دقيق الشعير المطحون جيدا والماء والملح، ويتم تحريك الكل فوق النار بعصا خشبية تسمى “أسروي” حتى تصبح عجينة، ويتم تقديمها في طبق ويوضع فوقها زيت الزيتون أو السمن البلدي.