بيان شركة “ريان اير” للطيران.. نقد بناء للحكومة المغربية أم “ابتزاز مقنع”؟

قبل أيام، أعلنت شركة الطيران منخفض التكلفة “ريان إير” عن قرار إلغاء جميع رحلاتها من وإلى المغرب ابتداء من الشهر الجاري إلى غاية فاتح فبراير 2022.

وبررت الشركة  الإيرلندية، قرارها هذا بـ”غياب وضوح من قبل الحكومة المغربية بخصوص منع الحركة الجوية”.

وقالت “ريان إير” في بيان لها إن قرار المغرب الصادر يوم 28 نونبر بإغلاق حدودها الجوية لمدة أسبوعين بسبب المتحور الجديد لفيروس كورونا (أوميكرون) كان له أثر على 160 ألف زبون حتى الآن.

وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي تعقيب من قبل الحكومة أو أي مسؤول في القطاع، أوضحت مصادر للعمق، أن بيان “ريان إير” له خلفيات مادية ومالية بالنظر إلى الدعم الذي تستفيد منه والذي يخصصه المكتب الوطني المغربي للسياحة لشركات طيران أجنبية عاملة بالمغرب، إلى جانب امتيازات وتسهيلات مالية وإدارية أخرى.

وأضافت مصادر العمق أن إصدار شركة الطيران منخفض التكلفة “ريان إير” لمثل هذا البيان، لا يخرج عن هذا السياق لاسيما وأنها وقعت في شهر أكتوبر من سنة 2020 اتفاقية شراكة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة.

وهي الشراكة التي على أساسها أعلنت عن الرفع من عدد تردداتها، على التراب المغربي ابتداء من 25 أكتوبر 2020 ليصل إلى 58 رحلة أسبوعية على 45 خطا نحو كل من فرنسا، المملكة المتحدة، إيرلندا، ايطاليا، ألمانيا، بلجيكا، إسبانيا والبرتغال.

الاتفاقية المبرمة حينها مع المكتب الوطني المغربي للسياحة حينها، تخول للشركة إعادة برمجة رحلاتها انطلاقا من الأسواق الأوروبية الستة الرئيسية في اتجاه ثماني مطارات مغربية.

سوء فهم قديم

شركات الطيران الأجنبية التي تسير رحلات جوية نحو المغرب، تستفيد من دعم وامتيازات مقابل تسير هذه الرحلات، وتتمكن من هذا عن طريق المكتب الوطني المغربي للسياحة، وذلك في إطار تشجيع القطاع السياحي وتيسير الرحلات الجوية والزيادة من عدد الوافدين على التراب المغربي.

الدعم الذي تستفيد منه شركات الطيران الأجنبية وخاصة منها تلك التي تسير رحلات منخفضة التكلفة، سبق أن كانت موضوع جدل أثير في عهد المدير العام السابق للخطوط الملكية المغربية إدريس بنهيمة، والمدير العام السابق للمكتب الوطني المغربي للسياحة، عبد الرفيع زويتن، حيث انتقد بنهيمة حينها “الدعم السخي” الذي تستفيد منه هذه الشركات.

الانتقادات الحادة التي كان بنهيمة يوجهها لهذا الدعم، بلغت مستوى مطالبة مسوؤولين بالخطوط الملكية المغربية في اجتماع لمجلس إدارة المكتب الوطني المغربي للسياحة سنة 2015،  بالكشف عن قيمة الدعم الذي تستفيد منه الشركات الأجنبية، في الوقت الذي لا تستفيد فيه الشركة الوطنية من أي دعم.

قرار سيادي  

قرار المغرب منع الحركة الجوية، قرار سيادي صرف فرضته الظروف الصحية التي يعيشها العالم جراء تطورات الوضعية الوبائية وظهور متحور جديد من شأنه أن يقوض التدابير والإجراءات وكذا المكتسبات التي حققها المغرب إلى حدود الساعة في تدبير الجائحة.

كما أن المغرب ليس الدولة الوحيدة التي قررت إغلاق أجوائها أمام حركة الطائرات، بل الكثير من الدولة قررت الإغلاق الكلي أو الجزئي لأجوائها الجوية.

بيان “ريان إير”

وقالت شركة الطيران منخفض التكلفة “ريان إير” ، إنها قررت إلغاء جميع رحلاتها من وإلى المغرب ابتداء من شهر دجنبر الجاري إلى غاية فاتح فبراير 2022.

وبررت الشركة قرارها هذا بـ”غياب وضوح من قبل الحكومة المغربية بخصوص منع الحركة الجوية”. وقالت “ريان اير” في بيان لها إن قرار المغرب الصادر يوم 28  نونبر بإغلاق حدودها الجوية لمدة أسبوعين بسبب المتحور الجديد لفيروس كورونا (أوميكرون) كان له أثر على 160 ألف زبون حتى الآن.

وأشارت إلى أنها مضطرة لإلغاء جميع رحلاتها نحو المغرب التي كانت مقررة إلى غاية فاتح فبراير، وهو ما يجعل 230 ألف مسافر إضافي أمام تعثر مشاريع رحلاتهم. وأعربت عن أسفها لإلغاء رحلاتها إلى المغرب حتى فبراير.

وقالت إنها اتصلت بجميع المسافرين المتأثرين بالقرار عبر البريد الإلكتروني والرسائل القصيرة وتطبيقها الإلكتروني، وتم إبلاغهم بالخيارات المتاحة لهم، بما في ذلك تغيير الرحلة مجانا أو استرداد الأموال.

وذكرت أنها تلقت إشعارا بمنع الرحلات من وإلى المغرب بدءا من 29 نونبر إلى غاية 13  دجنبر 2021، مشددة على ضرورة أن تناقش السلطات المغربية مع شركات النقل الجوية ما سيقع بعد منتصف شهر دجنبر.