العمق TV، مجتمع

الذكرى 69 للانتفاضة العمالية بالمغرب..المخارق: العمال ضحوا بدمائهم لاستقلال الوطن (فيديو)

المخارق

إحياء للذكرى الـ69 للانتفاضة العمالية لـ 8 دجنبر 1952، تستحضر الطبقة العاملة والنقابات المدافعة عن حقوق هذه الفئات والمنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، ذكرى دماء الشهداء الذين دفعوا “الثمن غاليا من أجل التضامن المغاربي، ومن أجل انخراطهم في المطالبة باستقلال المغرب”، تحت شعار “حتى لا ننسى دور الطبقة العاملة المغربية في معركة التحرير الوطنية”.

ويعتبر الاتحاد المغربي للشغل، أن فترة الاستعمار، كانت من أحلك الفترات في تاريخ المغرب المعاصر، فإضافة إلى الظلم والقهر والاستغلال الشنيع”، يقول الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الميلودي المخارق في مداخلة بمناسبة إحياء هذه الذكرى بمقر الاتحاد بالدار البيضاء، إن “ظلم واستغلال المستعمر لم يقتصر على فرض الحماية السياسية فحسب، بل فرض الحماية النقابية لمنع العمال والأجراء المغاربة، من تأسيس نقاباتهم، ومن المطالبة بحقوقهم، وتحسين أوضاعهم العملية والمعيشية”.

وسجل زعيم نقابيي الـ” UMT”،  في كلمته ” أن المستعمر كان يتوجس خيفة من قدرة وقوة الطبقة العمالية النضالية”، مبرزا أن المستعمر “كان له الحق في خوفه هذا، فلما قامت الطبقة العاملة، ودخلت في مواجهة مباشرة معه، تكلل كفاحها بتحقيق استقلال المغرب، لذلك لم تكن مخططات المستعمر تفصل بين الحماية الفرنسية والحماية النقابية، ولم تكن تتهاون في المواجهة العنيفة والدامية، بل والوحشية لكل ما يمكن أن يؤدي إلى تعبئة وتوحيد العمال المغاربة”.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، يتابع المخارق، “كان النقابيون الوطنيون المغاربة، ورغم التضييق والمضايقات ومصادرة حقوقهم، والمراقبة البوليسية المفروضة عليهم، يتواجدون في طليعة الكفاح الوطني، بحيث لم يأت تصنيف المستعمر لهم بالعناصر الخطيرة من فراغ أو عبث، لقد شكلوا فعلا أكبر خطر عليه، وهذا ما تأكد في العديد من محطات الكفاح الوطني من أجل الاستقلال”.

وذكر المخارق، أنه “في يوم الخامس من دجنبر 1952، نزل خبر اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد على إخواننا كالصاعقة، إذ امتدت يد الغدر والجرم إلى الزعيم الذي كانت تربطه مع النقابيين المغاربة علاقة وثيقة ومتميزة، خاصة مع المؤسس الأول للاتحاد المغربي للشغل، المرحوم المحجوب بن الصديق، حيث كانت بين الرجلين أواصر احترام وتأثير متبادل منذ لقائهما في العاصمة التونسية يوم 11 نونبر 1951”.

وخلال انعقاد مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل، ذكر المخارق أن “الشهيد فرحات حشاد والمرحوم المحجوب بن الصديق وممثل عن الاتحاد العام للعمال الجزائريين قد اتفقوا على ثلاث نقط أساسية، هي استقلال المغرب العربي؛ توحيد المغرب العربي وتوحيد الحركة النقابية المغاربية” هذه المواقف أدت بالمستعمر لتسخير “زبانيته فبادر إلى تسخير أيادي الغدر الآثمة لتقوم باغتيال الزعيم النقابي الشهيد فرحات حشاد يوم 5 دجنبر 1952”.

بعد اغتيال حشاد، اتفق النقابيون المغاربة، على القيام بإضراب عام يوم الاثنين 8 دجنبر 1952، يؤكد المخارق، وذلك “كردة فعل احتجاجية على جريمة الاغتيال، تضامنا مع تونس، وكذلك للمطالبة باستقلال المغرب، لتزامن ذلك مع مع عرض القضية المغربية على أنظار الأمم المتحدة، وقد كان النقابيون الوطنيون المغاربة يهدفون بذلك إلى دحض وتقويض ادعاءات الاستعمار الفرنسي”.

وأوضح المتحدث، أن “الإضراب العام يوم 8 دجنبر 1952 كان ناجحا بشكل مثير وهائل، إذ كانت الحركة مشلولة في كل مرافق الحياة العامة، ولم تتوقف الطبقة العاملة وحدها عن العمل، بل انخرطت فيه كل الشرائح الاجتماعية المغربية، منها التجار والحرفيون والباعة، وكان إضرابا شاملا، شكل ضربة موجعة للاستعمار الفرنسي اقتصاديا وسياسيا، كما عبر بوضوح عن موقف المغاربة الرافض للحماية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *