سياسة

العلام: “الديمقراطية الحسنية” تمنع بنكيران من تشكيل الحكومة

قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي عبد الرحيم العلام، إن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، لن يستطيع الإعلان عن تشكيل الحكومة من دون مشاركة أحزاب الإدارة وعلى رأسها حزب صهر الملك “التجمع الوطني للأحرار”، حتى لو توفرت لبنكيران أغلبية من 300 مقعد.

وقال العلام في تدوينة على “فيسبوك” إن هذا المشهد هو الذي “يمكن تعريفه في القاموس السياسي المغربي بـ “الديمقراطية الحسنية”، التي جعلت الناس يهجرون الأحزاب السياسية ويعزفون عن المشاركة في الانتخابات، لأنه لا يمكن للناس أن تشارك كل خمس سنوات في مسرحيات مكررة أكثر من مرة وبعدها ينتظرون نتائج مختلفة”.

وأوضح الأستاذ بكلية القاضي عياض بمراكش، أنه لا جواب واضح للخروج من هذا المأزق، “ولكن أظن أن أولى الخطوات العملية تكمن في أن نفهم ما يحدث، وأن نعي جيدا الواقع السياسي الذي نعيش في ظله، وأن نتوقف عن تجميل الإستبداد والانخراط في الإجراءات التي تطيل آماده”، وفق تعبيره.

وكان العلام قد اقترح في تدوينة مماثلة، ثلاث حلول على الماسكين بأمور تشكيل الحكومة، وذلك لتجاوز حالة “البلوكاج” التي يعرفها الوضع السياسي والاقتصادي منذ ما يقارب الشهرين ونصف الشهر من انتخابات 7 أكتوبر.

وقال العلام إنه آن الأوان بالنسبة للذين يمسكون بالأمور أن يسلكوا واحدا من الخيارات الثلاثة، وإلا فإن عوراتهم ستنكشف أكثر، مشيرا أن الحل الأول يتمثل في إمكان رئيس الحكومة المعيّن أن يقرّ بعدم قدرته على تشكيل الحكومة ويطلب من الملك حل مجلس النواب من أجل إعادة الانتخابات.

أما الحل الثاني برأي “العلام” فيمكن من إمكان الملك أن يستدعي بنكيران ويخبره أن عليه تشكيل الحكومة أو الاستعداد لحل البرلمان ثم انتخابات جديدة (حسب منطوق الفصل 98 من الدستور)، فيما يتمثل الحل الأخير بحسب المصدر ذاته “في إمكان كل أركان النظام مَلكا وأحزابا أن يعلنوا بأنهم فاشلون في تشكيل حكومة شكلية، ومن ثم إلغاء جميع مؤسسات “ديمقراطية الواجهة”، والعودة إلى الحكم الفردي المطلق المكشوف”.

واعتبر الأستاذ بجامعة القاضي عياض في مراكش، أن الاستمرار على النهج الحالي، ما هو إلا مضيعة للوقت، وإهدار للمال العام، واستخفاف بعقول من يسمونهم “رعايا”، مضيفا أن العديد من مصالح المواطنين معطلة في انتظار تشكيل الحكومة.

وأكد أن “الاستثمار والتنمية والاستراتيجية فهي أمور شبه مجمدة باستثناء الورش “العظيم” المفتوح في أفريقيا التي “افتكرناها” فجأة، فيما يشبه لحظة اكتشاف كولومبس لأمريكا، ونسعى لتنميتها كما فعل مارشال مع أوروبا على حد تعبير أحد المحللين الذي ينتمي إلى طينة “محلل لا يصدق ما يقول”.