مجتمع

تراث يقاوم الاندثار.. نساء مغراوة بتازة يبدعن في نسج الزربية الوراينية رغم صعوبة تسويقها (فيديو)

تعتبر الزربية الوراينية بدوار العنصر بتازة مصدر عيش العديد من نساء المنطقة، فمن الصوف الخالص التقليدي تنسج أنامل نساء القرية زرابي تقليدية شاهدة على تاريخ المنطقة وثقافتها.

منهن من فضلن الانضواء تحت لواء تعاونية للزربية التقليدية بغية تحسين وضعهن المعيشي، مثل حداد مليكة التي تشغل نائبة رئيس تعاونية “الغواسطة” بجماعة مغراوة، تعاونية بإرادة نسوية قوية ولكن من دون أبسط المقومات.

بتحسر شديد تحكي مليكة في تصريح لجريدة “العمق” عن المشاكل التي تواجههن منذ نشأة التعاونية “ليس لدينا مقر ولا نملك المنسج الذي يمكننا من نسج الزرابي بالمقاس الذي يريده الزبون” الأمر الذي يعيق تسويق منتوجهن.

نساء أخريات أردن التعبير عن ما يوجههن من عراقيل أمام الكاميرا لكن لغة التواصل خانتهن، ففضلن البوح بمطالبهن خلف الكاميرا، تقول حنان عضو تعاونية نساء “الغواسطة”. “أملنا الوحيد أن نحظى بدعم من طرف المسؤولين عن هذا القطاع لتجاوز كل المعيقات”.

في الضفة الأخرى وفي غرفة باردة تطل على جبال مغاروة، تنكب الخالة عطومة على نسج زربيتها البيضاء المخططة بالأسود، لم يشجع وضع تعاونية “الغواسطة” عطومة على الانطمام إليها، لهذا فضلت الاستمرار في الاشتغال بمفردها، لكنها لا تتأخر في تعليم نساء القربية أبجديات نسج الزربية الوراينية.

وهي تحسب خيوط المنسج تحكي لجريدة ” العمق” عن عشقها للزربية الوراينية “تعلمت النسيج منذ الصغر وعلمته لابنتي وحفيداتي، ولم أبخل على نساء القرية بتعليمهن” مضيفة “هذه الحرف الوحيدة التي اتقن ومستعدة للعطاء فيها أكثر”.

لكن كل ما حل فصل الشتاء والثلوج تعاني عطومة ألم المفاصل من شدة البرودة وكثرة الجلوس على الأرض.

يحكي إبن أمي عطومة قصة طريفة حدثت مع أمه حين حاصرتها “كورونا” في إحدى المدن خلال الحجر الصحي، حيث ضلت فترة من دون أن تلمس أناملها خيوط منسجها، وعند عودتها لمنزلها أردات توثيق الحدث الذي قطع وصالها بحرفتها، فطلبت من ابنها كتابة كلمة كورونا وكوفيد19 لتدخلها في تزيين الزربيه الورانية.


الزربية الوراينية سميت بهذا الإسم نسبة الى قبائل آيت وراين ضواحي تازة والتي تتميز بلونها الطبيعي، فهي مصنوعة من صوف الأغنام الخالص، البيضاء والسوداء، ومزينة بخطوط وأشكال هندسية من وحي خيال نساء المنطقة المتمثل في المسارات الطرقية بالجبال أوحلي الزينة “تسغلاين” الأمزيغي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *