سياسة

فاعلون يبسطون الخطوط العريضة لتحقيق اندماج مكونات اليسار ويدعون منيب للعودة

أطلقت فيدرالية اليسار الديمقراطي، سلسلة حوارات، اليوم السبت 25 دجنبر 2021، تحضيرا لمؤتمرها الاندماجي حول إعادة بناء حركة اليسار، بحضور فاعلين مثقفين وسياسيين واقتصاديين، للمساهمة في توسيع النقاش حول اندماج ووحدة اليسار، حيث  التقت جل المداخلات حول ضرورة اتحاد مكونات اليسار وتجاوز كل الخلافات والإكراهات.

في مداخلته، انطلق الناشط الحقوقي والسياسي، فؤاد عبد المومني، من فكرة مفادها، أن نوع التغيير الذي تصبو إليه حركة اليسار، لا يمكن أن يتم بدون وجود قوى سياسية منظمة، فاعلة وقادرة على حَمل مشروع التغيير”، مبرزا، أنه “لا يتصور بأن أي بلد في العالم يمكنه المضي قدما في هذا العهد، بدون وجود أحزاب تكون رافعة لتقدمها”.

وبخصوص إعادة بناء اليسار، طرح عبد المومني، “وجود قضيتان محوريتان تشكلان عين علياء في اليسار، الأولى هي عن أي مجتمع نتكلم، والثانية، هي أي إمكانيات ممكنة للتقدم”.

من جهته، أشاد الأستاذ الباحث والناشط الحقوقي، خالد البكاري، بتنظيم تحالف فيدرالية اليسار لهذه السلسلة الحوارية السياسية، “ما يبرز أن اليسار ما زال قادرا على التفاعل والانسجام مع فعاليات مختلفة في المجتمع، وما زال قادرا على إنتاج الأفكار” بحسبه.

وركز البكاري، على أن اليسار ما زال يفتقد إلى قناة إعلامية حقيقية قادرة على تصريف أفكاره، وهو ما دعا البكاري إلى التفكير فيه، مسترسلا قوله، بأن اليسار “لم يخرج إلى اليوم من نمط الحزب الطليعي، الذي يفعل كل شيء”، مقترحا إحداث مركز دراسات مستقل، يشتغل على القضايا الكبرى، ويزود السياسي اليساري بأفكار كبرى ورئيسية.

والسؤال الذي يجب أن يطرح اليوم، يتابع البكاري، هو “هل يوجد جواب حول إشكال التنظيم، لأنه إلى حدود اليوم يوجد داخل تحالف فيدرالية اليسار ثلاث مكونات، منه مكون ما زال يخضع للمركزية الديمقراطية في تنظيمه، ومكون آخر، له تنظيم كان سابقا يستجيب للمرحلة ولكنه الآن أصبح نموذجا للتنظيم الكلاسيكي، ثم مكون آخر قادم من تنظيم يؤمن بفكرة التيارات”.

وشدد البكاري، باعتبار أن هذه أول مرحلة اندماجية بين أحزاب تحالف فيدرالية اليسار، “لا يجب أن يتجاوز النقاش، حزب الاشتراكي الموحد، كيفما كانت الخلافات الحاصلة بين القيادات، لأنه حزب يضم مناضلين وطاقات وذاكرة وعبر، معتبرا أن “المرحلة الانتخابية كشفت أن الخطاب الذي أنتجته الفيدرالية هو الخطاب نفسه الذي طرحه حزب الاشتراكي الموحد”.

وفي مداخلته، تأسف الأستاذ وعضو فيدرالية اليسار، المعطي منجب، على انقسام مكونات اليسار بانسحاب الاشتراكي الموحد، مشددا على أن تكتل تحالف الفيدرالية، يفرض ضرورة عودة هذا الحزب، ومعه أمينته العامة، نبيلة منيب.

كما دعا منجب في مداخلته، اليساريين داخل الفيدرالية، إلى “احتضان المناضلين الفعليين والتضامن معهم، الذين يعانون من الترهيب والخوف، مثل توفيق بوعشرين وسليمان الريسوني وعمر الراضي، الذي كانت تسكنه فكرة قوى التغيير”.

وشدد منجب على ضرورة “بناء كتلة استراتيجية لكل قوى التغيير القادمة من الشعب، وهو ما يفرض تجاوز الخطاب اليساري المعادي للدين”، داعيا في مداخلته إلى الانتباه، للواقع، مع “ضرورة النضال من أجل قول كلمة حرة، وألا يظل اليساريون منحصرون في الخطاب الأيديولوجي، وألا يظل الجميع خائفا من الأمن والنظام” وفق قوله.

وفي مداخلته،  أشار الباحث السياسي، سعيد السعدي، إلى “أن اليسار في وضع متردي، وهو ما ظهر إبان حركة 20 فبراير، حيث فشل اليسار حينها في إحداث قطيعة مع الاستبداد”.

وأورد السعدي، أن “اليسار اليوم، هو يسار تدبيري، من خلال انغماسه في الانتخابات والصراعات من أجل المقاعد، وجلب الأعيان  والمسؤولين الذين صاروا يتحكمون في القيادات بدعم من الدولة العميقة”.

وأضاف السعدي في المقابل، “هناك اليسار الممانع، الذي مازال تأثيره منحصرا داخل المجتمع”، حيث سجل السعدي، المعيقات الموضوعية والذاتية التي عرفتها حركة اليسار من أجل استشراف المستقبل، لتفادي السقطات، لأن فيدرالية اليسار في تصورها الأول كانت أملا لكل متذمر من الوضع السياسي والاجتماعي بالمغرب”.

ودعا الباحث، ” إلى الانفتاح على مكونات اليسار الذي وصفه بالتدبيري، وكل المتذمرين من سقوط اليسار في التوجه اليميني”، مقترحا “التحلي بنوع من الأمل والثقة في النفس، ليكون ممثلي اليسار فاعلين داخل المجتمع”، وقال إن البوصلة لهذا الانفتاح، “هي اعتماد الديمقراطية التشاركية، لأن الهدف هو الدولة الديمقراطية الاجتماعية، تأتي في صلبها أهداف اليسار، أبرزها، التقدم والعدالة الاجتماعيين، والمساواة بين الجنسين، والتعاون والتضامن، والعدالة البيئية”.

كما دعا الباحث في مداخلته، إلى “العودة لإحياء عدد من القضايا التي دافعت عنها قوى اليسار، منها  قضية الضريبة على الثروة، والإصلاح الضريبي الجذري، وهي مسألة جوهرية يجب أن تدافع عنها المكونات التي تمثل اليسار داخل المجتمع” بحسب سعيد السعدي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *