سياسة

منيب وماء العينين ومنجب يردون على وصف بن بركة بـ”الجاسوس”: يحاولون اغتيال ذكراه معنويا

ردا على مقال جريدة “The Guardian” البريطانية، التي وجهت اتهامات للمناضل اليساري، المهدي بن بركة، اعتبر عدد من الشخصيات السياسية المعروفة، أنها محاولة لتشويه سمعته وهو ميت، وهو الذي “يعد رمزا من رموز النضال الوطني”.
وعلقت السياسية اليسارية، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، على ما كتبته الجريدة البريطانية، بأنها محاولة “لاغتيال ذكرى بن بركة معنويا”.
وتابعت منيب في تفاعل مع المقال على صفحتها الرسميه بموقع “فيسبوك”، “إغتياله و إخفاءه جسديا.. يحاولون اغتيال ذكراه معنويا”، مضيفة “كل الاعتزاز و الشموخ بعريس الشهداء والزعيم الوطني اليساري المهدي بن بركة”.
من جانبها، تفاعلت البرلمانية السابقة، عن حزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، بتساؤلها: “هل انتهينا في عصر التشهير والتشويه وقتل المعاني والرموز من الأحياء فانتقلنا للأموات؟”.
وأردفت ماء العينين في تدوينتها: “يبدو أن مطلقي النيران لم يعودو يجدون أمامهم من يتحرك حيا، فبدؤوا يطلقون النار على القبور حتى ولو لم تكن موجودة عمليا كقبر المهدي المختفي قسرا !!!”.
بدوره، رد الأستاذ الجامعي، صاحب مؤلف “بن بركة”، المعطي منجب، في سلسلة ملاحظات حول المقال، بأن المؤرخ التشيكي جان كورا صاحب المعطيات التي نشرتها جريدة “الغارديان”: “ لا يظهر أن له نية سيئة تستهدف المهدي بن بركة أو قوميته ولكنه متسرع جدا في استنتاجاته والتي لا تخلو من أخطاء جسيمة ولا يمكن مناقشتها مادامت تذهب ضد الواقع وضد المنطق“.
وسجل منجب: “يقول الباحث التشيكي أن الشهيد المهدي بن بركة كان عميلا بالإضافة لتشيكوسلوفاكيا، للصين وللولايات المتحدة؛ يا إلهي ماهاته اللخبطة، إذن المناضل الأممي اليساري الكبير كان يعمل لصالح الجميع مقابل المال ومع ذلك يقتل في إطار تواطئ دول كبيرة، وشارك في مقاربته الفيزيائية التقنية باعتراف ليفي اشكول رئيس حكومة اسرائيل، الموساد ووكالة المخابرات الأمريكية وجزء من الأمن الفرنسي بالإضافة للأمن المغربي طبعا”.
وتابع منجب: “وحتى الآن لم يعثر على جسده وحتى الآن وبعد 57 سنة لم يفتح لا المغرب ولا فرنسا أرشيفهما -في خرق سافر للقانون ولحقوق الإنسان -لترتاح عائلة بن بركة ويصبح لهم قبرا يزوروه”.
في ملاحظة أخرى، أشار منجب إلى أن “الباحث التشيكي، يقول أن الاتحاد السوفياتي طلب من تشيكوسلوفاكيا وضع حد للعلاقات مع بن بركة لأنه يعمل أيضا لصالح الصين كعميل. أي أنه عميل مزدوج، هذه فكرة ضعيفة. إذا كان الأمر يتعلق بزعيم مؤثر على المستوى العالمي فإن القوى الكبرى تتصارع ليعمل لصالحها إذا كان جاسوسا مستقلا ومدفوع الأجر، وخصوصا إذا كان عميلا مزدوجا لا أخلاقيا فإنه يخبر الجميع عن الجميع، ويتهافت عليه الجميع”.
وأضاف صاحب كتاب “بن بركة”: “على كل الباحث حاول ما أمكن إعطاء طابع فِّيلم بوليسي شيّق ولكن فشل”. مضيفا أن الباحث التشيكي حسب مقال “الغارديان”، “يقول مثلا إن بن بركة حصل على منفعة وهي تأدية نفقة رحلته إلى غرب إفريقيا (اي تذكرةً ذهاب وإياب والفندق والتغذية)، حتى يقدم تقريرا للمخابرات التشيكية عن أنشطة الولايات المتحدة بغينيا الاستوائية، وهذا لعمري من رابع المستحيلات لأسباب بسيطة أولها، أن غينيا الإستوائية لا توجد بافريقيا الغربية بل بعيدة عنها بآلاف الكيلومترات مادامت توجد بوسطها، ثم كيف لشخصية مشغولة جدا أن يرضى بإضاعة وقته الثمين جدا ليقوم برحلة وكأنه مراهق مغامر مقابل فقط شراء تذكرته لزيارة منطقة كانت في غالبها تابعة للغرب وبها مخابرات الدول النيو-استعمارية التي يمكن أن تغتاله أو على الأقل تعتقله بدون كلفة سياسية أو ديبلوماسية مادام يوجد في بلدان رسميا مستقلة”.
ملاحظة أخرى أثارها منجب: “هو اعتراف الباحث بأنه لم يعثر على أي وثيقة تحتوي على توقيع لبنبركة تؤكد تلقيه أجرا أو تعويضات، كما أنه اعترف أن الأرشيف لا يحتوي على أية ورقة أو وثيقة أو حتى كارت ڤيزيت، وكانت شائعة الاستعمال آنذاك بين النخب وفي الغالب تُوقَّع مجاملةً أو يضاف إليها بخط اليد الهاتف الجديد أو عنوان الإقامة المؤقت”.
واستطرد: “ليس هناك إذن أي وثيقة مهما كانت أهميتها ضئيلة مكتوبة بخط بنبركة، وماهي حجة الديبلوماسي- العميل التشيكي لرؤسائه بأنه التقى بنبركة أصلا وأن المعلومات المحررة في التقرير مصدرها بن بركة الواعي بأنه عميل”.
وأكد منجب أن: “المخابرات خصوصا في البلدان السوفياتية البيروقراطية لا توزع مالا سائبا على موظفيها ليوزعوه كما يشاءون ودون توقيع العميل المخبر الأجنبي، لأنهم آنذاك قد يحتفظون به لنفسهم وكتابة تقارير لعملاء وهميين قد يكونون زعماء سياسيين يلتقونهم فعلا ولكن كأصدقاء لبلدانهم وفي إطار عمل تنسيقي ديبلوماسي لهدف تنظيم لقاء دولي او استصدار موقف؛ والديبلوماسي العميل التشيكي قد يستقي المعلومات من فم بن بركة أو من جهات أخرى ويضعها في فم بن بركة، لأنه زعيم أممي معروف ومؤثر ويشارك في تسيير وتمثيل عدة منظمات دولية، ولأن هذا يعطي بريستيج للموظف الديبلوماسي العادي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • salah-21
    منذ سنتين

    طبعا سيحتج اليسار العالمي كله لان اليساري ملائكي بطبعه فلو قيلت هاته المسالة في اي رمز اخر من خارج اليسار لرأيت الإجماع اليساري يتبنى الموضوع و يتحفنا بعشرات التحاليل البنيوية (البرطقيزية) تأصل له تدمغه بدمغة الحجية و المنطق لكن حين يتعلق الامر ببن بركة فالالاف من اليساريين سينبرون للدفاع عنه و كانهم كانوا يفطرون معه و يتغدون و يتعشون معه و... فكم من يساري ساهم في فترة ما من حياته في زعزعة استقرار المغرب و باعترافه لكنه بقي بطلا في نظر اليسار المغربي (ارجو النشر و تحمل الرأي الآخر)