سياسة

حسناء أبوزيد تشخص “أعطاب” الاتحاد الاشتراكي وتبسط رؤيتها لقيادته

شخصت القيادية في حزب الاتحاد الاشتراكي والمرشحة لكتابته الأولى، حسناء أبوزيد، ما وصفتها بـ”أعطاب” حزب الوردة وعددت دوافعها للترشح ورؤيتها لقيادته.

وقالت أبوزيد، في مشروع أرضيتها للمؤتمر الحادي عشر للاتحاد الاشتراكي، إن “ثقافة الانتهازية” بالحزب تحولت “من سلوك معزول ومرفوض داخل الحزب إلى أنموذج متكامل يهدم بمرور الزمن كل الحواجز القيمية والضوابط الأخلاقية، وصار يتمدد ويتغول”.

واعتبرت أبوزيد أن “التطبيع مع ثقافة الانتهازية داخل الحزب أخطر من الانتهازية نفسها، لأنه يقصم ظهر المشروع الفكري والسياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي يستند على يقظة الضمير الجمعي”.

وأوضحت أن تجربة الاتحاد أبانت عن “عجز مزمن عن بلورة نموذج سلطة ديمقراطي ومنصف يسموفيه القانون ويتساوى الأفراد أمام”، فـ”أزمة الديمقراطية الداخلية أوما أفضل التعبير عنه بأزمة تمثل القيم الديمقراطية داخل حزبنا مرتبطة ارتباطا وثيقا بأزمة تدبير السلطة الحزبية”.

واسترسلت أبوزيد “وكان منطقيا بناء على ذلك أن تنحسر سلطة القيم الجامعة وتنكمش المرجعية الفكرية لصالح “مشاعية” قيمية وفكرية تتجاذبها السلطة القيمية والفكرية الرسمية وتمثلات الأفراد والمجموعات في القاعدة وفي القيادة داخل الحزب”.

وخلصت إلى أن هذه الوضعية بعثرت ما جاهد المشروع الفكري والسياسي للحزب من أجل صهره في خطة قيم موجهة للحياة الحزبية، ومبادئ وتوجهات ناظمة للحياة المؤسسية والعامة، وأثرت بشكل جلي على أداء الحزب واستقرار الحياة الداخلية الحزبية وطنيا جهوياً ومحلياً، مما أفرغ مبدأ الانضباط الحزبي من دلالاته وفعله، خصوصا أمام عجز المقتضيات المتعلقة بالأخلاقيات والمؤسسات التحكيمية عن ضمان حماية القيم وتكريسها وتحقيق الانتصاف للمظالم، بحسب تعبيرها.

وعن دوافعها للترشح لقيادة الاتحاد الاشتراكي، قالت أبوزيد، إن الترشح لمسؤولية الكتابة الأولى “في الظرف الصعب الذي يعيشه حزبنا، هوواجب وتكليف ومسؤولية اتجاه تاريخ الحزب وإرث زعمائه وأرواح شهدائه، ووعي بضرورة الحفاظ على وحدته وتماسكه وتضامن مناضلاته ومناضليه، وانخراط في مد حزبي وشعبي ووطني رافض للانحرافات التي طالت صورته، خطابه ووزنه الرمزي والسياسي والانتخابي، والتزام أخلاقي ووجداني اتجاه قضايا الوطن ورهاناته “.

“إنني أشعر بذات الوجع الذي سكن أرواح الصادقات والصادقين وهم يتابعون مسلسل التمثيل بالحزب الكبير، وكسر رمزيته التي كسرت ذات زمن شوكة الاستبداد والسلطوية، ونخر إباء صولاته وأمجاده التي طالما ألهمت الجماهير والقادة، إنني يعتصرني ذات الألم الذي يعتصر كل المناضلات والمناضلين والعاطفات والعاطفين وهم يتابعون نهش كرامة الحزب الرمز وقص أجنحته بمعاول الانتهازية واسترخاص موقعه وثقة المغاربة في مشروعه، بالفعل أوبالصمت “، تضيف حسناء أبوزيد.

وأضافت أن قرار ترشحها ينهل بالأساس من واجب اتجاه أمانة نضالات وتضحيات النساء الاتحاديات الرائدات قواعد وقيادات، واستلهام الدروس من صبرهن وعزيمتهن وإصرارهن على خوض المعارك السياسية من واجهات داخلية وخارجية متعددة ومعقدة، ومن دربتهن في الانتصار لقيم الديمقراطية والحداثة والمساواة ومقاومة السلطوية بكافة أشكالها وتنوع تمثلاتها، ذكورية وسياسية ومؤسساتية وثقافية وقانونية.

“إن قناعتي مستقاة من قناعة جماعية بكون خطاب الواقع مهما آلمنا كفيل بأن يجدد وفاءنا لهويتنا ويؤمن انطلاقتنا نحوالمستقبل موحدين وموحدات، متضامنين ومتضامنات وأن يفتح أفقاً جديداً لعلاقة متجددة بالمجتمع الذي طالما شكل الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ضميره السياسي وأفقه المشرق”، تضيف القيادية في الاتحاد الاشتراكي.

وبخصوص رؤيتها لمستقبل الحزب، قالت أبوزيد، إن أحد أهم المسؤوليات المطروحة على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اليوم وفي المديين القريب والمتوسط هوالعمل صحبة باقي الديمقراطيين والحداثيين على تمنيع وحماية الهوية الوطنية من مخاطر التشوه والتفتت والتشظي التي (قد) تتعرض لها بفعل عوامل متفاوتة خارجية مرتبطة بالعولمة وتداعيات النيوليبرالية واقتاد السوق، وداخلية مرتبطة باستمرار مظاهر التقليدانية وهيمنتها على الفضاء العام وعلى السلوك الشعبي والسياسي.

وأضافت، تصورها “لكرامة المناضلات والمناضلين” تستلهمه بالأساس من “لُحمة الثقة والالتحام التي كانت تجمع زعماء الحزب بمناضليه ومناضلاته والمناضلين فيما بينهم ولاسيما في المحن النضالية وما ينتج عنها من ضائقات اجتماعية ونفسية”.

ودعت إلى وضع ميثاق أخلاقي “جامع وملزم قوامه كرامة المناضلات والمناضلين من أجل مواطنة حزبية حقة، يرتقي بعلاقاتنا الداخلية ويؤطرها ويمنعها ضد المنزلقات والانحرافات، يعالج الترسبات التي تكلست في الذهنيات ويمنح كافة الضمانات القانونية والأخلاقية الصارمة لإحقاق حزب القانون وسموه والمساواة أمامه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *