اقتصاد

هذه اقتراحات مجلس المنافسة لتطوير إنتاج الزراعات الزيتية وتقليص التبعية للخارج

أوصى مجلس المنافسة ضمن رأيه حول الزيادات الأخيرة التـي عرفتهـا أسـعار زيـوت المائـدة بالسـوق الوطنيـة، دعـم الإنتاج الفلاحي المحلـي لسلسـلة الزراعـات الزيتيـة.

وأكد المجلس أنه للتخفيـف مـن تبعيـة المغـرب للسـوق الدوليـة فيمـا يخـص المـواد الأولية الزيتيـة، يتعيـن تطويـر محاصيـل الحبـوب الزيتيـة المحليـة وذلـك عـن طريـق الرفـع مـن مسـاحة الزراعـات الزيتيـة ودعمهـا كمـا هـو عليـه الحـال بالنسـبة للقمـح علـى سـبيل المثـال.

ولتغطيـة حاجيـات المغـرب مـن زيـوت المائـدة انطلاقـا مـن إنتـاج الحبـوب الزيتيـة المحليـة بهـدف الوصـول إلـى نســبة 15 في المائة المحــددة فــي عقــد البرنامــج الخــاص بتنميــة سلســلة إنتــاج الحبــوب الزيتيــة، اقترح المجلس، الذي أشاد بمجهـودات وزارة الفلاحــة والصيــد البحــري والتنميــة القرويــة الميــاه والغابــات خاصــة تلــك المرتبطــة بتفعيــل العقــد برنامــج 2013-2020  المذكور، تمديــد الإجراءات المتعلقــة بهــذا العقــد البرنامــج فـي إطـار المخطـط القطاعـي الجديـد الجيـل الأخضر، جملة من الإجراءات.

ومـن بيـن هذه الإجـراءات التـي بإمكانهـا تحقيـق نهضـة فـي قطـاع الزيتيـات بالمغـرب، يضيف المجلس، تأمين سعر أدنى مضمون لفائدة الفالحين كيفما كان سعر المواد الأولية الزيتية بالسوق الدولية. إلى جانب اسـتعمال البـذور المعتمـدة ذات المردوديـة المرتفعـة مـن قبـل الفلاحيـن، ومواكبـة الفالحيـن فـي الإطار علـى غـرار مـا يتـم العمـل بـه فـي قطـاع السـكر.

ثم دعـم الشـراكات التـي تهـم مشـاريع التجميـع الفلاحـي التـي تربـط بيـن بيـن مصنعـي زيـوت المائـدة والمنتجيـن الفلاحيين المنخرطيــن فــي تعاونيــات فلاحيــة أو فــي تجمعــات ذات نفــع اقتصــادي )intérêt’d groupements GIE économique ) مـع احتـرام مقتضيـات المـادة 9 مـن القانـون 12. 104 المتعلـق بحريـة الأسعار والمنافسـة.

بالإضافة إلى إدراج عــرض تأميــن متعــدد المخاطــر المناخيــة، يكــون مرنــا ومشــجعا النخــراط الفالحيــن، ذلــك ألن العــرض الحالـي للتعاضديـة الفالحيـة ملـزم مـن حيـث معاييـر تقييـم الضـرر المطبقـة مـن لـدن التعاضديـة. ثم إعادة إدخال زراعة الصوجا في المساحات المسقية، ثم تنظيــم دورات تكوينيــة مــن طــرف الفدراليــة البيمهنيــة للحبــوب الزيتيــة والمكتــب الوطنــي للإرشــاد الفلاحــي لفائــدة الفالحيــن للرفــع مــن مردوديــة إنتــاج الحبــوب الزيتيــة.

وأكد المجلس، أن الرفـع مـن الإنتاج الفلاحـي علـى مسـتوى الحبـوب الزيتيـة سيمكن مـن تغطيـة ولو نسبيا مـن حاجيـات البلـد مـن الزيـوت النباتيـة الخـام والكسـبة الموجـه للأعلاف واللـذان يتـم اسـتيرادهما بالكامـل مـن الخـارج ويكلفان 9 ملايير درهـم سـنويا، مـن جهـة، ومـن تنويـع مصادر الدخـل للفلاحيـن مـن جهـة أخـرى.

وأضاف المصدر ذاته، أن هـذه الإستراتيجية سـتمكن، فضلا عـن خفـض بشـكل تدريجـي للتبعيـة لسـوق الدوليـة فيمـا يخـص اسـتيراد الزيـوت النباتيـة الخـام، مـن إنتـاج الكسـبة للاستجابة ولـو جزئيـا لحاجيـات السـوق الوطنيـة مـن هـذه المـادة الحيويـة التـي تسـتعمل كأعلاف للدواجـن وكـذا لمسـاعدة الفلاحيـن علـى تنويـع مصـادر دخلهـم.

وأشار إلـى أن الاعتمادات الماليـة التـي سـتقدمها الدولـة فـي هـذا الإطار لا يمكـن مقاربتهـا فقـط مـن منظــور كونهــا نفقــات إضافيــة علــى مســتوى الموازنــة بمــا أن ذلــك ســتمكن مــن تحقيــق الأمن الغذائــي للمغــرب. بالإضافة لذلـك، سـتمكن هـذه الاعتمـادات مـن تقليـص فاتـورة اسـتيراد الزيـوت النباتيـة الخـام التـي تصـل سـنويا 4 ملايير درهـم وإلـى 9 ملايير درهـم إذا مـا أضفنـا لهـا فاتـورة اسـتيراد الكسـبة.

وبحسب الوثيقة ذاتها، فقد أظهـرت الأزمة الصحيـة المرتبطـة بوبـاء كوفيـد-19 أهميـة التوفـر علـى إنتـاج محلـي مـن الحبـوب الزيتيـة لتفـادي انعكاسـات الاضطرابات التـي عرفتهـا سلاسل الإمدادات الدوليـة وكـذا التخفيـف مـن حـدة تقلبـات الأسعار فـي السـوق الدوليـة وانعكاسـاتها علـى أسـعار المـواد الغذائيـة فـي السـوق الوطنيـة.

وفي هذا الصدد أشار المصدر نفسه، إلى أن المغـرب يتوفـر علـى إمكانـات واعـدة فيمـا يخـص إنتـاج الحبـوب الزيتيـة قـد تصـل إلـى 000 600 هكتـار كمسـاحة يمكـن تعبئتهـا لزراعـة حبـوب نـوار الشـمس وحبـوب الكولـزا.

وذكر بتغطيـة الحاجيـات الوطنيـة مـن الزيـوت انطلاقا مـن الحبـوب الزيتيـة  الذي وصـل فـي سـنة 1990 معـدل 10 في المائة بفضـل الدعـم الـذي كانـت تقدمـه الدولـة سـواء علـى الصعيـد الفلاحـي أو النشـاط الصناعـي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *