سياسة

عودة قوية للعلاقات المغربية الألمانية .. انتصار دبلوماسي للرباط ونكسة للجزائر

عاد الدفء إلى العلاقات المغربية الألمانية، بعد قطيعة دامت أزيد من 7 أشهر، بسبب ما اعتبرته الرباط “خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية”، قبل أن تتغير الأمور مع الحكومة الألمانية الجديدة التي يتزعمها الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والتي بعثت إشارات إيجابية إلى الرباط لإنهاء الأزمة.

وفي آخر المستجدات الإيجابية للعلاقات بين البلدين، ذكر بلاغ للديوان الملكي، الأربعاء، أن الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير وجه دعوة إلى الملك محمد السادس للقيام للقيام ب”زيارة دولة إلى ألمانيا”، من أجل “إرساء شراكة جديدة بين البلدين”، معتبرا مخطط الحكم الذاتي بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساسا جيدا للتوصل إلى اتفاق لحل نزاع الصحراء.

ويرى محللون، أن عودة العلاقات بين المغرب وألمانيا إلى سابق عهدها بل أحسن مما كانت عليه من قبل، خصوصا بعد الموقف الواضح من النزاع حول الصحراء المغربية، هو انتصار جديد للدبلوماسية المغربية، وخيبة ونكسة لنظيرتها الجزائرية.

وفي هذا الإطار، قال صبري الحو، الخبير في القانون الدولي والهجرة ونزاع الصحراء، إن عودة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، يعني أن المغرب حقق المبتغى والهدف الذي من أجله قطع العلاقات مع ألمانيا، مضيفا أن هذه الأخيرة تفهمت بشكل كبير المطالب والتظلمات المغربية وهي بصدد الإجابة والاستجابة لها.

وشدد الحو، في حديث مع جريدة “العمق”، أن هذه العودة ليست مجانية بقدر ما تعكس أهمية المغرب، ونموذجه على المستوى العالمي من خلال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، لافتا إلى أن ألمانيا أدركت أنها لا يمكنها أن تستغني عن المغرب لأنه شريك بات مؤثرا في الحفاظ على الأمن والاستقرار الأوروبي.

وأبرز المتحدث، أن قطع المغرب علاقاته مع ألمانيا “لم يكن موقفا عاطفيا بقدر ما كان ينم عن الثقة في النفس التي تؤدي إلى تحقيق الهدف المنشود، من خلال إثارة الانتباه إلى الشريك المغربي وإعطائه القيمة التي يستحقها على مستوى العلاقات بحيث أن هذه العلاقات ليست علاقات مجاملة”.

في السياق ذاته، أكد الحو، أن “المغرب فرض نفسه على الساحة الدولية، وبالتالي بات الانتباه إليه، وأخذ حقوقه ومصالحه محمل الجد، ولا يمكن التلاعب أو اللعب أو عدم الاكتراث لمصالحه”، مضيفا أن المغرب تمكن أيضا من فرض وجهة نظره فيما يخص قضيته العادلة التي لا تحتاج إلى أن تقف ألمانيا في صف المغرب.

وأردف، أن “الرباط تطالب فقط من برلين أن تقف بجانب القضية العادلة وبجانب القانون الدولي الذي يعطي الشرعية القانونية التي تعني أن الصحراء هي صحراء مغربية بحكم الواقع والتاريخ وبحكم القالون”، مشددا على أن عودة العلاقات بين البلدين تؤكد قوة المغرب، وأنه رقم مهم جدا ومؤثر على المستوى الأوروبي.

في سياق متصل، أشار الخبير المغربي، إلى أن الجزائر سخرت مجموعة من مراكز البحث بغية التأثير في الموقف الرسمي الألماني، وأنفقت الأموال لهذا الغرض، وفرحت وغبطت من قطع العلاقات بين المغرب وألمانيا، غير أن عودة الدفء إلى هذه العلاقات سيشكل نكسة وخيبة للدبلوماسية الجزائرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *