وجهة نظر

إلى صحبة صفا لي ودادها !

على مدى هذا العمر الذي يمضي سريعا ولا يعود، بأفراحه و أتراحه، بمنعرجاته الوعرة التي بهتت لها بعض أيامي،  ومنبسطاته البهية التي تفتحت لها أسارير بعض أيامي…. ،كم جمعني القدر  بأشخاص ! وكم بصمت الحياة في دفتري من أناس بعضهم بنبل خاص وبروعة لافتة، تستعصي  على النسيان، َما استدنا عاطفتي، وصنع في دواخلي ركنا بهيا أرضه “مودة” ، وسقفه “نبل” وجوانبه” لين” وأركانه أصوات ودعوات من “نود” بلا شرط ولا قيد!
لأجل هؤلاء الذين يعطرون بعبق رائحتهم ودماثة أخلاقهم ورقي مواقفهم حياتي…، فكرت ووجدتني بلاوعي اكتب لهم وعنهم،… فهم حقا نعمة في حياتي، يضحك لها ثغري حتى في أحلك أوقاتي، هؤلاء حقا  حين يغيبون  اضطرارا، يقتحمني سؤال كئيب ومخيف:”كيف لي أن أعيش بدونهم؟!
هؤلاء فقط، وإن عشت مائة يوم أخرى، لا أحب ان ينتقص منهم بدونهم.
ايها الأعزاء من رفاق الحياة الصعبة!
لا اتحرج – في لحظات البوح هذه – أن ابسط في هذا الحيز الضيق شيئا من  قدركم عندي، فقد علمتني حياة الكتابة أن للكلمة في بعض  المواقف مذاق السحر وتاثيره، وان أعذب الكلام وإصعبه في ذات الحين ما قيل في تفاصيل كثيرة تحت عنوان كبير يسمى “العاطفة”…
وعليه ،قلت ” ايها  الأعزاء من رفاق  الحياة الصعبة!
انتم بعمق القلب قابعون، قدركم عندي لا يزاحمكم فيه كثيرون ، لأن صحبتكم ترفع الرأس….
حتى إذا ما غبتم أو غبنا، فإن الوداد بيننا ما غاب…
فهل يكفيكم انكم  الكلام المردد في جوف قلبي يا أصدقائي؟! ايها الإخوة من رفاق الحياة العصية!
انا لا اعدم الادلة على نبلكم  كلما طفتم بخاطري ، فمواقف البطولة التي جسدتموها تشهد  وتكفي وتوفي، وتسجل بماء العيون أنكم :
*لمستم – غير ما مرة – نبرة الوجع من عقيرة صوتي وبحة صمتي، فهرعتم باحثين عن كل ما قد يسعدني ويبعث الأمل في روحي من جديد.
*حفظتم الود، وصنتم العهد،  صونا لقدري وجميل ذكرياتي، فلا  صروف الزمان عني شغلتكم، ولا المسافات بدلتكم….
*ابتهجتم – غير مامرة – فرحا لفرحي ونجاحي وإن كان موسميا… ، علما ان الحياة علمتني انهم” كثر” أولئك الذين يتعاطون مع بعضهم البعض تحت يافطة الصداقة… لكنها علمتني بالمقابل ان الأمر يحتاج إلى طبيعة “خارقة” ليتعاطف الصديق مع النجاح الذي يحققه صديقه دونه….. فكم انتم رائعون أصدقائي!
*تغافلتم – قصدا لا عفوا-عن سوء ظني، وتسلل وسائط السوء من بني البشر  بيننا… تغافلتم  والتمستم العذر  لسداجتي، و فهمي القاصر  لكثير من حيل “الافاعي”… ونعلتم في جنح الظلام الحنين الذي يراودكم نحو صداقتي…. ثم سرعان ما رددتم على مسامع دواخلكم الراقية مقولتي الماثورة :”نحن لا نبيع من اشترانا، ولا نرخص من غلانا”.. فشكرا الف شكر لكم مع باقة امتنان فواحة.
كم وكم وكم هي المواقف الكبرى التي أجمعها في خانة “مواقف نفيسة” لا أمل من نشرها وطيها لولا أن الوقت لكل خبر غلاب، لولا انها “خصوصيات” تستنكف عن التفصيل والإفصاح…
وبكلمة،
إذا ما توارى  الأمل في عيني، بكم انتم أصدقائي مازلت المح في رماد العمر شيئا من الأمل…. بل لعلي لا أبالغ اذا ما صرحت ان هذا العمر كله لايكفي، لأقول لكم :أودكم!
فلك الحمد ربي، على هذه النعمة من صحبة الوفاء في زمن اللاوفاء!
فلا تحرمني منهم ربي ولو بفراق محدود، فهو عندي بحساب القلب سنين بل قرون!
فلا مرحبا  ولا أهلا، إن كان تفريق الاحباب غدا أو بعده  أصدقائي!
وأخيرا وليس آخرا، لكل من يحفظ ودي، لكل من لم يمل  حكاياتي وعباراتي…لكل من فيه بضع حنين لذكرياتي ولكلماتي… أستودعكم الله تاركة حبري ها هنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *