اقتصاد

هل البلوك تشين هو مستقبل الاستثمار في العالم؟ خبراء يجيبون..

نشرت مجلة فوربس (Forbes) الأميركية تقريرا تتحدث فيه عن أن عالم “الميتافيرس” الافتراضي هي فكرة ستجعل حياتنا العملية ومعاملاتنا وتفاعلاتنا الاجتماعية أكثر فأكثر في بيئة رقمية بالكامل بدلا من سياقها المادي، حيث بدأت المنظمات والشركات الكبرى في البحث عن أفضل الأماكن التي ستسمح لها بترك بصمتها في حين لا يزال هذا العالم المستقبلي في بداياته.

وتحظى شركات “البلوك تشين” الرقمية، وهي شركات تعتمد على نظام إلكتروني مشترك ومشفر وغير مركزي لمعالجة وتدوين المعاملات المالية والعقود والأصول المادية وباقي المعاملات، في هذا الإطار باهتمام خاص انطلاقا من معادلة شراء بسيطة عندما تكون الأسعار منخفضة من أجل البيع بعد ذلك ببضع سنوات حينما تعرف طريقها نحو الارتفاع.

وقد تجاوزت عملة البتكوين المشفرة -وهي الاستخدام الأكثر شيوعا لنظام البلوك تشين حاليا- بكثير أسعار مستوى الدخول، لكن تبقى معظم استخداماته الأخرى في مراحلها الأولى. ولا تزال تتمتع بسعر الدخول المنخفض اللازم للفت انتباه أي مشتري، لكن إذا كان نجاح هذه العملة الرقمية يمثل جزءا بسيطا فقط مما تخبئه تطبيقات “البلوك تشين” الأخرى فقد يعني ذلك أن العديد ممن يشترون بأسعار اليوم سيجنون في مستقبل غير بعيد عوائد كبيرة.

إلى جانب إمكانيات الربح -تضيف فوربس- يمكن أيضا اعتبار شركات “البلوك تشين” بمثابة عملية شراء أكثر أمانا، نظرا لوجود قدر كبير من التدقيق المستقبلي الذي يترافق مع أي برنامج يحتوي على هذا النظام، وقد تعني مرونة استخدامه والمئات، وربما الآلاف، من التطبيقات المحتملة التي يتيحها جنبا إلى جنب إلى الحاجة المتزايدة لتحسين الأمن الرقمي أنه قد يتكيف وينمو مع توسع “الميتافيرس”.

وبشكل مماثل يمكن للشركات نفسها أيضا التكيف مع الاحتياجات المتغيرة للسوق بطرق لا تستطيع العديد من العملات المشفرة أو الفرص الرقمية الأخرى القيام به، فالطبيعة الذكية للبلوك تشين تعني أن هناك أمانا في مستقبلها، وبما أن مبادئ اقتصاديات السوق نفسها هي التي تسري فلن تنجح بالتأكيد كل الشركات، لكن الهيكل الأساسي لهذا النظام يعني أن تلك التي ستتبناه ستكون قادرة على البقاء على قيد الحياة بشكل أفضل من غيرها.

وقد بدأ يتضح أيضا أن “البلوك تشين” – والميتافيرس بشكل عام- سيخلقان طرقا جديدة لتوليد الإيرادات، ويتوقع بالطريقة نفسها التي شهدت موجة الإنترنت الأولى تحول عناوين المواقع الإلكترونية “يو آر إل” (URL) إلى سلع ساخنة ومتنوعة، أن تعرف الموجة التالية بصمات رقمية مدمجة بهذا النظام.

ومع ذلك فإن هناك كلمة تحذير واحدة في هذا الإطار، وهي أن العديد من شركات “البلوك تشين” لم تتخط بعد مرحلة المفهوم ولم تذهب أبعد من إنتاج بعض المستندات الورقية، لذلك فإنه من الواجب على أي منظمة تنخرط في هذا المسار أن تتأكد أنها تميز بشكل جيد بين شركة في مراحلها الأولى (مع انخفاض سعر الدخول) وبين شركة لا تزال بعيدة بما يكفي في نموها بحيث يكون لديها منتجات قابلة للتطبيق.

ومع توسع هذا النظام إلى عدد متزايد من الصناعات فإن الفرص التي يجب مراقبتها عن كثب هي تلك التي تقدم خدمة متخصصة أكثر، حيث تعتبر مثلا مشكلات سلاسل التوريد حالة بات فيها استخدام البلوك تشين كبيرا كما هو حال عدد من الخدمات المرتكزة على مبدأ التحقق. وقد يكون هذا التحقق من هوية أشخاص، كما هو الحال في عمليات التصويت أو المعاملات المالية عن بُعد، أو تحققا من صحة البضائع.

المصدر: الجزيرة نت 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *