مجتمع

تأخر افتتاح المستشفى الجامعي يدفع الأطباء المقيمين بطنجة إلى الإضراب عن العمل

لا زال تأخر افتتاح المستشفى الجامعي بطنجة يثير استياء وغضب الأطباء المقيمين بعروس الشمال، فقد قرر المعنيون تصعيد خطواتهم الاحتجاجية بخوض إضراب لمدة 24 ساعة، يشمل جميع المصالح الاستشفائية ما عدا الإنعاش والمستعجلات، يوم الخميس المقبل، مع حمل الشارات السوداء ابتداء من الاثنين المقبل.

وأفاد بلاغ لجمعية الأطباء المقيمين بطنجة، أن “الظروف الكارثية التي تواجه الأطباء خلال عملهم بالمصالح الاستشفائية الإقليمية بطنجة، نظرا لغياب أبسط الشروط العلمية والإنسانية لممارسة مهنتهم، تهدد بشكل خطير سلامة المرضى ويصعب من إمكانية حصولهم على رعاية تحفظ لهم كرامتهم”.

واعتبر البلاغ الذي  توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن هذه الظروف تهدد، أيضا تكوين أطباء اختصاصيين في مختلف التخصصات الطبية والجراحية، والذين سيتوزعون بعد تخرجهم على مختلف المناطق في ربوع الوطن، “كل هذا بسبب التأخر غير المبرر في افتتاح المستشفى الجامعي طنجة تطوان الحسيمة”.

وأضاف البلاغ أن سنة 2022 عرفت التحاق الفوج الرابع من الأطباء المقيمين، “وهي بالنسبة للدفعة الأولى سنة ختامية قضاها هؤلاء الأطباء مشتتين بين وباء كورونا الذي أثر بشكل كبير على عمل المستشفيات اليومي ومنه على تكوينهم، وبين حلم افتتاح المستشفى الجامعي الذي أصبح بالنسبة لهم بعيد المنال، ولن تطأه أقدامهم إن بقي الحال على ما هو عليه”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن مطالب المحتجين، منذ التحاق الفوج الأول للأطباء المقيمين، تتجلى في الافتتاح العاجل للمستشفى الجامعي، وذلك لأسباب جوهرية، منها أن مستشفيات طنجة لا تتوفر على مصالح استشفائية متخصصة قادرة على استيعاب العدد الكبير لطلبة الطب والأطباء الداخليين والمقيمين والذين يتجاوز عددهم في المجموع 1200.

ونبه البلاغ إلى أن مستشفيات طنجة “قدرتها الاستيعابية محدودة جدا، ولا تلبي حاجيات الساكنة، حيث يجد معظم المرضى أنفسهم مجبرين على اللجوء إلى القطاع الخاص، أو السفر إلى العاصمة من أجل الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، ما يزيد الضغط على المرضى وأسرهم”.

وتابعت الجمعية: “أضف إلى ذلك النقص الحاد في الأدوية والأدوات الطبية الضرورية، ناهيك عن انعدام الشعور بالأمن داخل المستشفيات وتوالي الاعتداءات على الأطقم الطبية والتمريضية على حد سواء”.

وشدد الأطباء المقيمون بطنجة على أن “الحل الوحيد والأوحد لتجاوز حالة الاحتقان التي تعيشها هاته الفئة، يتمثل بتواجدها في مكانها الطبيعي وهو المستشفى الجامعي، وهو ما سبق أن أكدنا عليه مرارا في بيانات سابقة وخلال اجتماعات متتالية مع المسؤولين، وبحت به حناجرنا في الوقفات الاحتجاجية بمعية طلبة الطب بطنجة ولكن لا حياة لمن تنادي”.

وفي هذا الصدد، طالبت الجمعية المسؤولين بتسريع افتتاح المستشفى الجامعي طنجة تطوان الحسيمة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في تكوين الأطباء المقيمين، داعية الهيئات المتضررة من داخل المستشفى الجامعي إلى “التلاحم وتشكيل جبهة موحدة من أجل الدفاع عن مطالبنا العادلة والمشروعة”.

وحمل المحتجون “المسؤولية الكاملة لوزارتي الصحة والتعليم العالي على ما ستؤول إليه الأوضاع في حال عدم التجاوب مع مطالبهم”، داعية “كافة الضمائر الحية وكذا هيئات المجتمع المدني لتظافر الجهود من أجل الرفع من جودة العرض الصحي بجهة الشمال ليرقى إلى تطلعات المواطنين”.

بالمقابل، قال البلاغ: “لا بد لنا أن نشيد، بكل أمانة وموضوعية، بالمجهودات الجبارة التي يقوم بها أساتذتنا الأجلاء في سبيل تكويننا، والتي لولاها لكان الوضع أسوء بكثير، مما يؤكد أن مستقبل التكوين الطبي بطنجة في أيادي آمنة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *