منوعات

دراسة: المياه السائلة المكتشفة تحت القطب الجنوبي للمريخ كانت مجرد سراب

هل يوجد ماء سائل تحت سطح المريخ كما أكدته أبحاث علمية سابقة؟ حسب دراسة علمية جديدة، فإن المياه السائلة التي تم اكتشافها قبل سنوات قليلة تحت القطب الجنوبي للمريخ المغطى بالجليد قد تكون مجرد “سراب”. هذا الاكتشاف يثير من جديد الجدل القائم بين العلماء حول مسألة وجود ماء تحت سطح الكوكب الأحمر من عدمه.

في عام 2018، اعتقد العلماء -بعد تحليل انعكاسات موجات الرادار على الطبقات الخارجية تحت الغطاء القطبي للمريخ- أنهم اكتشفوا وجود الماء السائل هناك، وكان هذا الاكتشاف محل تساؤل من طيف واسع من العلماء، لأن الظروف الباردة والجافة في تلك المنطقة لم تكن ملائمة لوجود الماء في حالة سائلة.

تفسير منطقي أكثر

وفي الدراسة الجديدة المنشورة مؤخرا في مجلة “جيوفيزيكال ريسيرش لترز” (Geophysical Research Letters)، وجد باحثون من جامعتي تكساس في أوستن وغرونوبل آلب الفرنسية أن الانعكاسات الرادارية التي اعتمدها الباحثون قبل 4 سنوات لتأكيد وجود الماء تتطابق مع تلك التي تحدث على السهول البركانية الموجودة على سطح الكوكب الأحمر.

ويعتقد الباحثون -وفقا لبيان صحفي نُشر على موقع جامعة تكساس في 24 يناير/كانون الثاني الجاري- أن استنتاجهم الأخير يقدم تفسيرا أكثر منطقية من فرضية وجود الماء السائل في تلك الظروف التي لا تسمح بتشكله.

“فوجود المياه السائلة قرب سطح المريخ يحتاج إلى بيئة شديدة الملوحة ومصدر حراري قوي ومولد محلي، لكن هذا لا يتطابق مع ما نعرفه عن هذه المنطقة”، كما تقول سيريل غريما عالمة الكواكب في جامعة تكساس والمؤلفة الرئيسية للدراسة.

وللوصول إلى هذه النتائج استخدم مؤلفو الدراسة الجديدة بيانات جمعها على مدى 3 سنوات جهاز “مارسيس” الراداري المركّب على مسبار “مارس إكسبرس” الذي أطلقته وكالة الفضاء الأوروبية عام 2005.

احتمالات مختلفة:

أظهرت نتائج عمليات المحاكاة لانعكاس موجات الرادار على أسطح ذات مكونات مختلفة أن “السراب” الذي بنى العلماء على أساسه فرضية وجود المياه السائلة تحت القطب الجنوبي للمريخ يتلاشى عند إضافة صفيحة جليدية خيالية في خريطة رادارية لكامل سطح المريخ.

ولاحظت غريما وفريقها انعكاسات لامعة، مثل تلك التي شوهدت في القطب الجنوبي تماما ولكنها مبعثرة في جميع خطوط العرض وتتطابق مع مواقع السهول البركانية على الكوكب الأحمر.

هذه الانعكاسات اللامعة للموجات الرادارية معروفة للعلماء على الأرض، حيث يمكن أن تترك تدفقات الحمم البركانية الغنية بالحديد صخورا تعكس هذه الموجات بطريقة مماثلة.

وقد تدل إشارات الرادار الساطعة على وجود نوع من الطين يتشكل عندما تتآكل الصخور في الماء، كما يعتقد إسحاق سميث، عالم جيوفيزياء المريخ بجامعة يورك، وفقا للمصدر نفسه.

وكان سميث -الذي لم يشارك في الدراسة الأخيرة- وجد عام 2021 أن الطين الأرضي يعكس موجات الرادار بشكل ساطع، تماما مثل النقاط المضيئة في دراسة القطب الجنوبي لعام 2018. فضلا عن ذلك، تشمل الاحتمالات الأخرى الممكنة أيضا الرواسب المعدنية في مجاري الأنهار الجافة.

الماضي أكثر رطوبة

ومع أن الدراسة الجديدة تظهر أن الماء السائل قد لا يكون موجودا تحت الغطاء القطبي الجنوبي للمريخ، فإنها تشير -في المقابل- إلى أن هناك الكثير من الجليد المائي على المريخ، بما في ذلك في القمم القطبية السميكة، وأن ماضي المريخ كان أكثر رطوبة من الآن.

كما أنها تمنح العلماء أماكن دقيقة للبحث عن أدلة على البحيرات القديمة وأحواض الأنهار واختبار الفرضيات حول كيفية هيمنة المناخ الجاف تدريجيا على المريخ على مدى مليارات السنين.

ورغم هذه النتائج المخيبة للآمال في ما يتعلق بوجود الماء السائل على المريخ، فإن مؤلفو الدراسة يعملون الآن على مهمات جديدة للعثور على الماء هناك باستخدام الرادار، بهدف تحديد مواقع الهبوط البشري المستقبلية، والبحث عن علامات الحياة الماضية.

المصدر  الجزيرة نت

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *