سياسة

لهذا السبب إسبانيا فشلت في وساطتها لتجاوز أزمة “الكركرات”

قامت إسبانيا باسم “مجموعة أصدقاء الصحراء” بوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو للتقليل من التوتر في منطقة الكركرات، لكن مساعيها باءت بالفشل، كما أنها فشلت في إقناع الدول الكبرى بالضغط على الطرفين لتفادي وقوع مناوشات حربية محتملة.

وذكرت صحيفة “القدس العربي”، أن مصادر سياسية رفيعة المستوى في مدريد صرحت أن دبلوماسية هذا البلد الأوروبي أجرت وباسم “مجموعة أصدقاء الصحراء” مساعي الوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو مؤخرا للتوصل إلى حل لنزاع الكركرات قبل أن يفلت من السيطرة السياسية خاصة في ظل التمركز العسكري للجانبين على بعد مئات الأمتار من بعضها البعض.

وأضافت الصحيفة، أن رفض وساطة مدريد جاء من جبهة البوليساريو التي تعتبر أن الحكومة الإسبانية قد تخلت عن حيادها في النزاع وبدأت تميل إلى المغرب، وتستشهد بمواقف إسبانيا في مجلس الأمن خلال السنتين الأخيرتين عندما عارضت مقترح تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان، ومالت إلى سياسة ومواقف فرنسا بدل مواقف وسياسة بريطانيا في هذا الشأن.

وكانت إسبانيا قد بدأت وساطتها خلال شتنبر الماضي أي أسابيع قليلة بعد أزمة الكركرات، وهي المنطقة الفاصلة بين المغرب وموريتانيا، وأراد المغرب تعبيد الطريق الرابطة بين النقطتين وهي قرابة 4 كلم، لكن البوليساريو نزل بقوات عسكرية وحال دون ذلك، ويقيم الآن مراكز عسكرية للمراقبة.

ويأتي القلق الإسباني من تدهور الأوضاع في منطقة الكركرات في الصحراء  لسببين، الأول هو أن النزاع سيكون على مقربة من جزر الكناري الإسبانية التي توجد قبالة شواطئ الصحراء، أما السبب الثاني فيتجلى في عدم اهتمام الدول الكبرى ومنها الولايات المتحدة بالملف بل إنها لا تبدي قلقا من وقوع مواجهة حربية لن يكون لها تأثير يذكر في ظل المواجهات الحربية التي تقع في العالم.

يذكر أن “مجموعة أصدقاء الصحراء” هو تجمع لخمس دول وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وإسبانيا تعمل على تقديم مقترحات لحل نزاع الصحراء، لكنها لم تحقق نجاحا يذكر حتى الآن.