خارج الحدود

وفاة عالم فلك عربي تنبأ بنشوب حرب عالمية ثالثة بسبب الماء في 2024

توفي هذا الأسبوع، عالم الفلك الكويتي المشهور بتنبؤاته حول مصير المستقبل والبشرية صالح العجيري، عن سن ناهز 102 عاما، بعد وعكة صحية. وأثار نبأ رحيل العالم العجيري، موجة حزن في الكويت، ذلك لأنه من الشخصيات المشهورة والمؤثرة التي كانت تحظى بتقدير كبير على المستوى المحلي.

من هو صالح العجيري

اسمه الكامل، صالح محمد صالح عبد العزيز العجيري، ولد في القبلة بالكويت، في 23 يونيو 1920، مسلم الديانة، تلقى تعليمه في الكتاتيب، ثم انتقل إلى المدارس الأهلية الأخرى حيث التحق بعد ذلك بمدرسة محمد بن شرف بسبب انتقال سكنه إلى حي الرشايدة، وفي أواخر عام 1932 انتقل إلى مدرسة عبد المحسن الصقلاوي ولم يكن يساعده في التدريس في المدرسة أحد سوى بعض تلاميذه الكبار الذين يدرسون الأطفال الصغار وهو نفس العام الذي انتشر فيه مرض الجدري بين الأطفال فكانت الوفيات الكثيرة جدا وسميت سنة الجدري.

استكمل دراسته في مدينة المنصورة وحصل على شهادة علمية فلكية من الاتحاد الفلكي المصري العام وذلك في أول أكتوبر عام 1952 بعد انعقاد اللجنة الفلكية العليا للاتحاد الفلكي المصري العام في يوم الأربعاء الأول من أكتوبر عام 1952 بمدينة المنصورة بالمملكة المصرية، وقررت منح صالح محمد العجيري الشهادة الفلكية العلمية الثانية تقديرا لأبحاثه العلمية والرياضية كما قررت اللجنة أيضا اعتباره عضوا من أعضاء الاتحاد العاملين لترقية العلم ونشره في جميع الأنحاء.

عاش العجيري حياة بسيطة في الكويت التي كانت تخلو من وسائل التكنولوجيا الحديثة، كما لم تخلو حياته من القسوة  عند رحيل والدته وهو لم يتجاوز بعد الـ12 سنة من عمره، كان شخصا مسؤولا، بدأ في المدرسة بتجسيد أدوار تمثيلية، حيث خاض تجربة التمثيل مع عمالقة المسرح في 1938، وشكل مع الراحل محمد النشمي ثنائيا ناجحا.

بدأ مسيرته المهنية في التدريس، اثم انتقل إلى التجارة ثلاث سنوات ونصف، والتحق بعدها بالعمل الحكومي لكي يوفر الوقت من أجل ممارسة هوايته. ساهم العالم الراحل في إنجازات كثيرة، من أهمها تأسيس “تقويم العجيري” عام 1952 الذي أصبح التقويم الرسمي للدولة على مستوى حساب المواقيت والأهلة والظواهر الفلكية.

تنبؤات العجيري حول مصير الأرض والبشرية

في 2005، أخرج العالم الراحل صالح العجيري، صورة قاتمة حول مصير المستقبل، في مقال نشرته الصحافة الكويتية، عنونه بـ”2024 أزمة مياه.. فحرب.. فعودة للعصر الحجري”.

مات العجيري في 10 فبراير 2022، قبل أن يشهد تحقق ما تنبأ به، من حرب عالمية ثالثة من أجل الماء، كما توقع أن 2024 سيواجه فيها الإنسان أسوأ كارثة عرفها عندما يصل إلى مرحلة التجمد واندثار المدنية والعودة إلى ما يشيه العصر الحجري بسبب استمرار النمو السكاني على الأرض.

الحرب التي تنبأ بها عالم الفلك الكويتي، رجح أنها ستكون حربا نووية مدمرة قد لا يسلم من آثارها بشر ولا حيوان، وستنتهي بها كل التكنولوجيا التي تبهر العالم اليوم، لنعود إلى سابق عهدنا، بدوا رحّلا في الصحاري، نأكل مما نزرع، ونمتطي الدواب، ونقاتل بالحراب والسيوف.

ورجح العالم الراحل عن عالمنا، بأن الحرب المتوقعة في 2024 سيخوض فيها المتحاربون حرب النجوم والمفاعلات النووية المريعة، وعندها سيثار الغبار الأسود فيحجب عنا ضوء الشمس ويحل الشتاء النووي حيث الظلام والبرودة القاسية والصقيع والزمهرير إلى درجة أن تزرق الأجسام من البرد ثم تتجمد الأطراف حتى يضطر الإنسان إلى بتر أصابه حتى لا يسري التجمد في أنحاء جسده.

وبعد مضي عدة أعوام على توقعات صالح العجيري، أكد بعض علماء الفلك احتمال دخول الشمس في مرحلة ما يسمى بالثبات، أي مرحلة الطاقة الأدنى لحرارة الشمس، وهي حالة قريبة من حجب الشمس التي تحدث عنها العجيري، وانقسم جمهور المتابعين بين مؤيد ومعارض لما قيل، خصوصا أن الجميع على علم بإيمان بالله، وأن ما قيل يخالف القرآن والسنة النبوية.

إنجازات ومؤلفات العجيري

ترك العالم صالح العجيري مؤلفات متنوعة أثرت المكتبة العربية، كما ساهم في إثراء الندوات والمحاضرات والبرامج التي قدمها في المراكز العلمية المتخصصة والأندية والمشاركات بفعاليات مختلفة في المؤتمرات العلمية المحلية والدولية.

من مؤلفات العجيري، “تقويم القرون لمقابلة التواريخ الهجرية والميلادية، دورة الهلال، جدولة الوقت، التقويم قديما وحديثا، المواقيت والقبلة، الاهتداء بالنجوم في الكويت، علم الميقات، دروس فلكية للمبتدئين، كيف تحسب حوادث الكسوف والخسوف، التقويم الهجري وكيف يحسب تقويم القرون، خريطة ألمع نجوم السماء، مذنب هالي، تقويم الحائط”.

وفي أواخر الستينيات أسس أول مرصد فلكي كويتي على نفقته الخاصة، وأشترى معداته من الولايات المتحدة الأمريكية، ثم أطلق عليه مرصد العجيري، وبدأ بالعمل على إنشاء مركز علوم الفلك والأرصاد الجوية الكويتي ضمن مقره الجديد بالنادي العلمي حتى أعلن افتتاحه رسميا خلال أبريل خلال العام 1986، على يد الأمير جابر الأحمد الجابر الصباح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *