سياسة

المغرب يواصل استعمال سلاح ضبط الحدود لإجبار إسبانيا على تحقيق مطالبه

نشرت صحيفة “لاراثون” الإسبانية، الأحد، مقالا أشارت فيه إلى أن المغرب يواصل ضغوطاته على إسبانيا من خلال الهجرة غير الشرعية، وربطت فيه ما حدث خلال الأيام الماضية في السياج الحدودي الفاصل بين الناظور ومليلية المحتلة.

وقالت الصحيفة إن المغرب من خلال هذا الضغط يريد أن يبقي موضوع العلاقات المتوترة حاضرا  لدى الحكومة الإسبانية رغم الإشغال بالحرب التي تشنها روسيا على اوكرانيا.

وأضاف المصدر ذاته أن رسالة الرباط لحكومة مدريد هي نفسها منذ بداية الأزمة التي سببها السماح لزعيم البوليساريو بالدخول للأراضي الإسبانية، والتي مفادها: “إسبانيا لا تزال بعيدة عن مستوى التحالف الاستراتيجي المفترض، وبدون تعاوننا فإن الوضع على الحدود الإسبانية والأوروبية سيكون فوضويا”.

وأضافت أنه منذ دخول أكثر من 10 آلاف شاب إلى سبتة بفضل عدم تعاون القوات المغربية، لم يتم إعادة بناء العلاقات بين الرباط ومدريد، الأمر الذي لا يزال يعيق الحوار بين الحكومتين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في أقل من 48 ساعة، كانت حدود مليلية مع المغرب مسرحا لمحاولة مزدوجة واسعة النطاق لدخول المهاجرين.

وزادت أنه في يوم الأربعاء الماضي، تم تحطيم أرقام قياسية في السنوات الأخيرة، حيث تسلق أكثر من 2500 أفريقي من جنوب الصحراء الكبرى السياج الحدودي بين الناظور ومليلية. وبعد 24 ساعة حاول 1800 شاب للعبور عبر نفس السياج، قبل أن يتمكن ما يقرب من 900 مهاجر من الوصول إلى الأراضي الإسبانية.

وقالت إن المخابرات الإسبانية أكدت على أن المغرب قد نزل بكل ثقله في الأيام الأخيرة من خلال السماح بتراكم آلاف الأشخاص ومحاولة دخول أراضي مليلية.

وقالت إن الرباط باستعمالها سلاح الهجرة تصدر تحذيرات لسانشيز مفادها: “الكلمات الجيدة ليست كافية لضمان التعاون الحدودي”، في إشارة لتصريحات وزير الداخلية الإسباني  فرناندو غراندي-مارلاسكا الذي أشاد الجمعة الماضي بالعلاقة مع السلطات المغربية التي وصفها بأنها “مثالية” و”كافية”.

ولفتت الصحيفة إلى أن الوقت يمر ولم تظهر أي علامات على تطبيع العلاقات بين المغرب وإسبانيا في الأفق. بعد عامين من إغلاق الحدود البرية بين البلدين، وبعد مرور عشرة أشهر تقريبا على أزمة الهجرة في سبتة وانسحاب السفير المغربي في إسبانيا بسبب “قضية غالي”، مشيرة إلى أن الرباط لا زالت تنتظر بادرة دعم من الحكومة بشأن اقتراحها السياسي للصحراء الغربية التي تعتبر المشكلة الأساسية مع إسبانيا، لإعادة ضبط العلاقات الثنائية.

وأضافت أنه بعد ثمانية أشهر من تعيين خوسيه مانويل البرس وزيرا للخارجية، لا يزال نظيره المغربي ناصر بوريطة لا يستقبله علنا. وعلى الرغم من أن سانشيز قدم رواية عن محادثة مع وزير الخارجية المغربي خلال القمة الأخيرة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، إلا أن وزارة خارجية الدولة المجاورة لم تشر إلى الاجتماع المزعوم، تضيف لاراثون.

وختمت مقالها بالقول: إن اللامبالاة التي أبدتها السلطات المغربية إزاء عبارات الثناء المتكررة من قبل أعضاء حكومة إسبانيا تلا تبشر بعودة العلاقات الثنائية ويمكن أن يؤثر ذلك على أوروبا بأسرها.

وفي وقت سابق، وصف وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، التعاون مع المغرب بأنه “مثالي”، مسلطا الضوء على التعاون بين قوات الدرك الملكي والقوات الأمنية الإسبانية في وقف عمليات اجتياز السياج الحدودي الفاصل بين الناظور ومليلية خلال اليومين الماضيين.

ووصف وزير الداخلية الإسباني في مؤتمر صحافي، عقده الجمعة، عقب اجتماع مجلس الوزراء، محاولة اجتياز السياج الحدودي الفاصل بين الناظور ومليلية التي تمكن على إثرها أزيد من 850 شخصا ينحدرون من دول إفريقية جنوب الصحراء من دخول مليلية، (وصفها) بـ”العنيفة وغير العادية”.

وأكد المسؤول الإسباني على وجود “تعاون وتنسيق بين المغرب وإسبانيا في مراقبة الحدود وضد المافيا التي تتاجر بالبشر”، مشيرا إلى أن هذا التعاون “مثالي وكافي”، مضيفا أن “التواصل دائم مع حكومة المغرب للعمل على تجنب أي حدث مماثل”.

وكدليل على هذا التعاون، يضيف مارلاسكا، منع العمل المشترك بين القوات المغربية والإسبانية، اليوم الجمعة، دخول 1000 مهاجر موزعين على خمس مجموعات من حوالي 200 شخص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *