سياسة

لماذا عاد بنكيران لارتداء جلباب “الواعظ الديني” في تصريحاته الأخيرة؟

لوحظ في الآونة الأخيرة لجوء الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، لاستعمال خطاب الوعظ الديني في تصريحاته وفي لقاءاته مع قيادات الحزب. وفي هذا السياق، دعا بنكيران، السبت، أعضاء الأمانة العامة لحزبه إلى تخصيص وقت محدد في اليوم لقراءة وردهم اليومي من القرآن.

كما دعا بنكيران، الخميس، أعضاء المجموعة النيابية لحزب المصباح وعموم أعضاء الحزب والمواطنين إلى أن ينعكس الإسلام على سلوكهم ومبادئهم وقيمهم وأخلاقهم، مشيرا إلى أن هذه الأمة المغربية المتميزة، التي تخط تاريخها بطريقتها الخاصة، والتي بقيت صامدة عبر 14 قرنا، إنما تحقق لها ذلك بفضل الإسلام،

وذكر بنكيران في لقاء جمعه بأعضاء المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمركزية الإسلام في بقاء واستمرار واستقرار المغرب، مشددا على ضرورة عرض الأقوال والأفعال على مرآة الإسلام، وما ينسجم معها فهو في صالح بلدنا وأمتنا، وفق ما أورده الموقع الإلكتروني للحزب.

وقد ظهر بنكيران في تصريحاته مركزا على المرجعية الإسلامية للحزب، دون أن ينسى ذكر حركة التوحيد والإصلاح وهو يتحدث في أمور الحزب، فما هي الأسباب التي جعلت الأمين العام لحزب المصباح يستدعي مجددا الخطاب الديني وأسلوب الوعظ والإرشاد في تصريحاته الأخيرة؟.

تعليقا على الموضوع، قال المحلل السياسي، أمين السعيد، إن قراءة مفردات ومعجم الخطاب التواصلي لحزب العدالة والتنمية بشكل عام، ولعبد الاله بنكيران بشكل خاص، مرتبط بتموقع الحزب وبخطته التواصلية في محاولة الاستمرار والحضور داخل النقاش العمومي، وجميع الأحزاب السياسية تغير من خطابها لحظة رجوعها إلى المعارضة.

وفي حالة خطاب عبد الاله بنكيران، يضيف أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس، “ينبغي التذكير بالكلمة التي وجهها إلى الكتاب الاقليميين للحزب، وحتهم على ضرورة إعادة بناء الحزب من خلال التربية الدينية والتكوين السياسي، لذلك فإستراتيجية الحزب خلال هذه المرحلة تنبني على توجهين مختلفين يطبعان خطابات عبد الاله بنكيران”.

التوجه الأول، بحسب الجامعي ذاته، هو توجه استراتيجي متوسط المدى، حيث يطمح إلى ترتيب البيت الداخلي استعدادا للانتخابات المقبلة لسنة 2025، ويتأسس هذا التوجه على العودة لأدبيات الحزب المبنية على الجمع بين المجال الديني والمجال السياسي، وتوظيف الدين في اللعبة السياسية وتأويله وتفسيره على حسب توجهات الحزب داخليا وخارجيا.

وأضاف السعيد في تصريح لجريدة “العمق” أن التوجه الثاني هو توجه غير مفكر فيه، مرتبط بشخصية عبدالاله بنكيران، ولايستطيع الحزب أن يتحكم فيه، وهو مرتبط بردود الافعال وبالمشاعر والعواطف التي يصرفها عبد الاله بنكيران لكافة الأطراف، حيث يصعب ضبط هذا الخطاب، لذلك فهو خطاب يجمع بين الشعبوية والعاطفة، ويكون أحيانا متناقضا، ينتقد الدولة ويعيد الإشادة بها، ويتضمن العديد من الرموز والاشارات التي يصعب تأويلها، فلحظة يهاجم رئيس الحكومة عزيز اخنوش ويعتبره رمزا للجمع بين الثروة والاقتصاد، وتارة أخرى يعارض بعدم رحليه، كما أن علاقته مع قوى المعارضة غير واضحة، سواء المعارضة البرلمانية، أو معارضة الشارع.

وتابع المتحدث: “عموما، فالعودة للخطاب الديني، باعتبار الحزب راكم تجربة طويلة في هذه المسار، واستطاع أن يخلق حركة التوحيد والاصلاح بإعتبارها الدراع التربوي الذي يتوفر على امتداد وطني واستطاع أن يصمد في وجه السقوط المدوي الذي عرفه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الاخيرة لسنة 2021.”

وختم حديثه بقوله: “ومن هذا المنطلق، يطمح الحزب إلى تنظيم قواعده، من مدخل تربوي إصلاحي في افق الاستعداد للمحطة الانتخابية المقبلة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • أبو منصف المهياوي
    منذ سنتين

    بن كيكي لبس الجلباب ليمارس الاستمناء السياسي وهذا ما تبقى له بعد أن أصبح عنينا.

  • said
    منذ سنتين

    سيروا قلبو على شفار ا ليخواو البلاد من الخمسينات، أيها السدج، داروا ليكم لهاية سميتها بن كيران او خلاوكم تناطحوا مع مرايا. ما قلة حيلتكم في زمان المكر !!!!!!! عندما يكون الشعب غبي يرى الأشياء سطحية لأن عقله أوقف عن التفكير. السؤال لفهم هذا المغزا: هل في نظركم أن بنكيران أو العثماني أو غيرهما من الأحزاب الذين يحكمون المغرب؟ هم أداة لكي يسكت الشعب ويحمل مسؤولية الأوضاع الى الأحزاب.