أدب وفنون

مسلسل رمضاني ضد “داعش” يثير استياء دعاة ومشايخ .. والمؤلف يرد

تواجه الإبداعات الفنية رقابة استثنائية على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، وتخضع الأعمال المرشحة للتنافس على الشاشات خلال رمضان المقبل لانتقادات وتقييمات من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي تجعل المنتجين أمام تحديات كبيرة قد تعصف بمستقبل أعمالهم التي يتوقف جزء مهم منها على النجاح في استقطاب الجمهور عبر تلك المنصات الاجتماعية.

ويواجه مسلسل “بطلوع الروح”، حملة انتقادات بلغت حد الدعوة إلى مقاطعته بسبب ما اعتبره منتقدون استهدافا للدين الاسلامي، ويكافح مؤلف المسلسل الرمضاني، محمد هشام عبية، من أجل تصحيح النظرة إلى المسلسل واستنكار ما أسماه “حملة ممنهج”.

وكما هو معتاد كل سنة، ينطلق الماراثون الرمضاني للمسلسلات أسابيع من بداية الشهر الفضيل، وانطلقت معه تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي للملصقات الدعائية لعدد من الأعمال الدرامية التي ستعرض في الشهر الكريم، وكان أبرز هذه الأعمال، حسب “الجزيرة نت”، مسلسل “بطلوع الروح”، الذي لقي هجوما كبيرا على أبطال  المسلسل وقصته التي اعتبرها البعض هجوما على الدين الإسلامي، بسبب ظهور بطلاته إلهام شاهين ومنة شلبي، يرتدين ما يقال إنه زي “مجاهدات تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش).

دعاة ومشايخ في مقدمة الهجوم

وحسب نفس المصدر، “بطلوع الروح” مسلسل من إخراج كاملة أبو ذكري، ويقوم ببطولته منة شلبي وإلهام شاهين، ومعهم أحمد السعدني وعادل كرم من لبنان، وتم تصويره في لبنان وتركيا وسوريا

والهجوم الذي استهدف المسلسل شارك فيه عدد من المشايخ والدعاة، وكان أبرزهم عبد الله رشدي، الذي غرد قائلا: “الأعمال الفنية التي تظهر المتدينين أنهم إرهابيون لن تنجح في محاربة الإرهاب بقدر ما ستنجح في إثارة استياء المشاهدين خوفا على دينهم من الإساءة إليه”.

وأضاف “ألا يمكنكم تقديم الحجاب واللحية في صورتهما النقية التي تتمثل في غالب المسلمين حول العالم؟!”

حملات لمقاطعة المسلسل

لم يتوقف الأمر عند حد الهجوم على المسلسل، بل دعا البعض كذلك إلى مقاطعة الشركات التي سيتم الإعلان عنها في أثناء عرض المسلسل، تحت شعار “لن أشتري منتجا يدعم مسلسلا يشوه الإسلام”.

كما كتب الداعية المصري محمد الصاوي، عبر حسابه على تويتر، معلقا على المسلسل “ألا يوجد مسلسل عن حرب أميركا مع فيتنام، ألا يوجد عمل عن إسرائيل”، مضيفا “هل دور الممثلين فقط هو الحديث عن الإرهاب والملتحي والمنتقبة فقط”.

إلهام شاهين وشهادة التوحيد

الهجوم على إلهام شاهين كان الأبرز بسبب ارتدائها وشاحا عليه شهادة التوحيد، ما اعتبره البعض إهانة بالغة للإسلام، وهو ما ردت عليه الممثلة المصرية -في مداخلة هاتفية ببرنامج “الحكاية” مع عمرو أديب- قائلة “الناس لا تحكم على دور، الناس تحكم على أفيش”.

وأعربت شاهين عن تعجبها من رد فعل الجمهور الذي يخشى من كشف الحقائق، ولا يريد مواجهتها، مضيفة “الدور يكشف عن الوجه الحقيقي للداعشيات، وعندما تشاهدون المسلسل ستعرفون؛ هؤلاء الناس يأخذونكم بعيدا عن الدين”.

عبية: الحشد ضد المسلسل حملة ممنهجة

في تصريحه للجزيرة نت، أعرب مؤلف مسلسل “بطلوع الروح” محمد هشام عبية عن اندهاشه من الهجوم على المسلسل، الذي لم يعرض بعد، لمجرد ظهور ملصق دعائي له، قائلا “أعتقد أن الهجوم بدأ فرديا، ثم أضحى حملة ممنهجة ضد المسلسل وأبطاله”.

وتابع عبية تعليقه، متعجبا من استمرار الكتابة عن المسلسل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بكافة منصاتها، بشكل واحد، وكتابة واحدة، حتى الدعوات للمقاطعة لم تكتف بمقاطعة المسلسل، لكنها ضمت كذلك القناة والشركات المعلنة، حسب قوله.

وأضاف عبية “ما علاقة مجموعة على فيسبوك تضم 6 ملايين مشجع للنادي الأهلي بكتابة منشورات للدعوة لمقاطعة المسلسل، ما علاقة 6 ملايين أهلاوي بمقاطعة مسلسل درامي، إلا إذا كان هذا التجييش ضد المسلسل مقصود وممنهج”، وتساءل “من يقف وراء ذلك؟”

وواصل عبية -في حديثه مع الجزيرة نت- تعقيبه على الهجوم على عمل لم يعرض بعد، مؤكدا أن المسلسل ظهر من الدعاية له أنه “يتحدث عن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وهو تنظيم متطرف متعدد الجنسيات، فهل هناك من يحب أن يكون داعما له؟” يتساءل عبية. وأضاف “من يهاجم المسلسل قبل رؤيته هذا قراره، ونحن أيضا كصناع للعمل اتخذنا قرارا أن نكون ضد التنظيم، والمسلسل لا يسيء للإسلام بأي شكل من الأشكال، والفن لا يمكن أبدا أن يسيء لأي دين”.

وأشار مؤلف العمل إلى أن “المسلسل محاولة للبحث عن أسباب ظهور داعش، ولماذا ترعرع في البلدان العربية، سعيا لتفكيك وفهم رموز هذا التنظيم، الذي يمكن وصفه بأي صفة إلا أن يكون إسلاميا”، حسب قوله.

وقال محمد هشام عبية إنه يتمنى أن ينتظر مهاجمو المسلسل ليشاهدوا بضع حلقات منه، وبعدها فليهاجموا كما شاؤوا “لكن كيف تتهمونا بالكفر وتتهمونا بالإساءة للإسلام وأنتم لم تشاهدوا حلقة واحدة من الأساس”، وفق تعبيره.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *