مجتمع

كريمة نور عيساوي تبرز حقوق المرأة في الديانة اليهودية وعدم اعترافها بـ”مريم العذراء” (فيديو)

تصوير ومونتاج: يونس ميموني

قدمت أستاذة تاريخ الأديان بكلية أصول الدين بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، كريمة نور عيساوي، صورة عن مكانة المرأة في الديانة اليهودية من خلال نموذج السيدة مريم أم نبي الله عيسى، مشيرة إلى أن المرأة في اليهودية تحظى بحقوقها المدنية لكنها لا تحظى بحقوقها الدينية.

جاء ذلك في ندوة احتضنها المركز السوسيو-ثقافي “ليرشوندي” التابع لكنيسة “سيدة الانتصارات” بتطوان، الإثنين، حول مكانة السيدة مريم في الإسلام والمسيحية واليهودية، تحت عنوان “مريم سيدة نساء العالمين”، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.

وقالت كريمة نور عيساوي، إن سيرة السيدة مريم تعتبر من المواضيع الأثيرة التي استحوذت على اهتمام الباحثين في الفكر الديني عموما والفكر المسيحي على وجه الخصوص، حيث تباينت نظرة الديانات السماوية إليها نظرا لما حظيت به من تقديس وتبجيل وما ألحق بها من افتراء.

وأشارت في مداخلتها إلى أن الدّارس لتاريخ الأديان إذا ما أراد رسم صورة واضحة للسيدة مريم بصفة خاصة وللمرأة عموما في الديانة اليهودية، سيجد نفسه يقوم بمجازفة كبيرة تتمخض عنها صورة ضبابية وغير واضحة المعالم، أو على الأقل مشوّهة الملامح.

واعتبرت أن هذه الصورة الضبابية عن المرأة في اليهودية لا تكتمل ملامحها إلا بالعودة إلى الأصول التشريعية في الديانة اليهودية المتمثلة في التوراة والتلمود، موضحة أن صورة المرأة اليهودية في هذه الأصول التشريعية والمجامع الرِّبية، تأرجحت ما بين الرُّؤية الإيجابية والرّؤية السلبية.

وخلال مداخلتها، أبرزت الخبيرة في تاريخ الأديان مدى حضور المرأة في مصادر التشريع اليهودية من خلال استجلاء قصص النساء في العهد القديم، حيث حضرت المرأة بشكل لافت وتعددت مظاهر وجودها بين الشخصية القوية البارزة والنبية الطاهرة والقائدة القيادية والملكة الحكيمة، وبين المرأة الخاضعة المدنسة والزانية.

وبالرغم من القيمة التي حظيت بها السيدة مريم في العهد الجديد، توضح عيساوي، إلا أنه لا ذكر لها في العهد القديم، باستثناء بعض الإشارات في التلمود، مشيرة إلى أن الديانة اليهودية لا تعترف بمريم كسيدة نساء العالمين، ووصفتها بأوصاف أخرى لا تتطابق مع نظيرتها في الإسلام والمسيحية.

كما أشارت إلى تمثلات المرأة بصفة عامة في التلمود بصفته مصدر التشريع الأساسي في الديانة، ومختلف التحولات التي عرفتها قضية تحرير المرأة اليهودية من سلطة الحاخامات وقوانينهم المجحفة في حقها من العصور القديمة عبر العصور الوسطى وإلى العصر الحديث.

وفي تصريح لجريدة “العمق”، أوضحت كريمة نور عيساوي أن البحث في مجال علم الأديان “يجعلنا نتطرق إلى موضوع ههم، هو البحث عن المشترك الإنساني والديني بين الديانات”.

واعتبرت الأستاذة الجامعية في تصريحها على هامش الندوة، أن “قصة السيدة مريم يمكن اعتبارها جسرا أو قنطرة لمد جسور التواصل بين جميع أتباع الديانات لكي نعيش في عالم يسوده الأمن والأمان والسلم والسلام”.

وشهدت الندوة، كذلك، مشاركة أحمد الفراك، أستاذ الفلسفة والمنطق بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، والراهب الإسباني “أدولفو نافارو”، مدير مركز “ليرشوندي” الثقافي وراهب كنيسة “سيدة الانتصارات” بتطوان، إلى جانب حضور عدد من الباحثين والطلبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *